-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما العربية سامر إسماعيل لمجلة الشروق العربي

” تجسيدُ شخصيَّة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب كان شرفاً كبيراً ومسؤوليَّةً عظيمةً”

طارق معوش
  • 2261
  • 0
” تجسيدُ شخصيَّة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب كان شرفاً كبيراً ومسؤوليَّةً عظيمةً”

رسّخ حضوره بالجهد والمثابرة، وصنع شهرته بالصبر والإيمان.. فمن شاهين الدبّاغ، في مسلسل “ولاد بديعة”، الذي برز بكاريزما فريدة وأداء متقن، إلى أمير في “مسلسل العميل”، الذي طغى أداؤه على أداء الممثل التركي في النسخة الأصلية. استطاع أن يُقدم ما يرضي الجمهور، ويرتقي بذائقته إلى الأعلى، فكان رجل العام، على المستوى الفني. فمنذ أن تعرَّف الجمهورُ العربي عليه، من خلال تجسيده الاستثنائي شخصيَّةَ الصحابي الجليلِ، عمر بن الخطاب، في المسلسلِ التاريخي «عمر»، عامَ 2012، والفنَّانُ السوري يثبتُ أنه ممثِّلٌ من طرازٍ خاصٍّ.

في حوارنا معه لمجلة الشروق العربي، يكشفُ إسماعيل عن أسبابِ نجاحِ «العميل»، ويتحدَّث عن رؤيته للدراما العربيَّة، وتأثيرِ أعماله في مسيرته الفنيَّة، إضافةً إلى فلسفته الخاصَّة باختيارِ أدواره وسبب تأجيل مسلسله الجديد “مطبخ المدينة”..

أضع روحي وطاقتي في المشهد الذي أقوم بتمثيله.. وهذا هو سر نجاح دوري في مسلسل العميل

الشروق: ما زال عرض المسلسل المعرّب “العميل” مستمراً، محققاً مشاهدات مرتفعة، والناس تتفاعل مع شخصية أمير بشكل لافت، رغم عرضه أكثر من مرة، عبر القنوات الفضائية وبعض المنصات الإلكترونية، هل تخوفت من هذه التجربة؟

– بالطبع، كان هناك تخوفات، خاصةً بعد تحقيق النسخة التركية نسبة مشاهدة واسعة في الوطن العربي، إلا أنه كان هناك المزيد من التحديات، لتقديم رؤيتنا الخاصة بالعمل، وعلى رأسها ألّا نتأثر كثيراً بالنسخة الأصلية، تعاملت مع النص وكأنه جديد، وكأني أقدمه للمرة الأولى.

الشروق:كيف كانت تجربة التعاون مع النجم أيمن زيدان؟

– الحقيقة، كان الفنان أيمن زيدان وكأنه “أب” للجميع، استمررنا في التصوير في مدينة إسطنبول، لشهور طويلة، وكانت التجربة لتكون أصعب دون وجوده، وشخصيته في الحقيقة على عكس المسلسل تماماً، فهو شخص يمتلك قدراً كبيراً من الحنان والمحبة، إنسان محب وحنون، ولم يكن يمر أسبوع، دون أن يطهو الطعام عدة مرات، لفريق العمل بأكمله، وعبر الشروق العربي، أوجه له التحية، وأتمنى له التوفيق الدائم والنجاح، على أمل أن يجمعنا عمل جديد، إن شاء الله.

الشروق: هل تعتقد أن الأعمال المعربة تمنح الفنان جوازاً للمرور إلى كل الدول العربية؟

– الأعمال المعربة لديها قاعدة جماهيرية واسعة، وهي تُعرض عبر شاشات ومنصات مهمة، تُسهم في وصولها لأكبر شريحة وأكبر عدد من الجماهير، وهذا الشيء بالضرورة حقق لنا انتشاراً أوسع.

الشروق: في مسلسلي “العميل” و”ولاد بديعة”، قدمت جرعة من الأكشن والعنف، حتى تساءل المتابعون: كيف تمكن سامر من إتقان هذا النوع من المشاهد؟

– هذه طبيعتي، ففي أعمال الحب، أحب بكل أحاسيسي، وفي الأعمال التي تتطلب حزناً، أحزن بكل جوارحي، فأنا أضع روحي وطاقتي في المشهد الذي أقوم بتمثيله، وأحاول أن أصل إلى الأقصى دائماً، ومسرور جداً بأن المتابعين تلقوا مشاهد الأكشن بهذه الواقعية، وأتمنى أن تصلهم كل مشاهدي بالقوة ذاتها.

تجسيدُ شخصيَّة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب كان شرفاً كبيراً ومسؤوليَّةً عظيمةً

الشروق: في رأيك، كيف تصفُ تحوُّل الدراما العربيَّة نحو الأعمالِ البوليسيَّة؟

– الأعمالُ البوليسيَّة تضيفُ عنصرَ التشويقِ والإثارة، وهي من الأنواعِ الدراميَّة التي تحظى بشعبيَّةٍ واسعةٍ. مع تطوُّر التقنياتِ البصريَّة والصوتيَّة، أصبحت هذه الأعمالُ تُقدَّم بجودةٍ تضاهي نظيرتها العالميَّة، ما يجعل الجمهورَ متحمِّساً لمتابعتها.

الشروق: ماذا عن واقعِ الدراما السوريَّة والعربيَّة في الوقتِ الجاري؟

– الدراما السوريَّة مرَّت بفتراتٍ صعبةٍ، بسبب الظروفِ السياسيَّة والاجتماعيَّة في البلاد. وحبذ ألا نحكي عنها، لكنَّها تعودُ الآن بخطى ثابتةٍ، لاستعادةِ مكانتها. هناك أعمالٌ تعكسُ واقعَ المجتمعِ بإبداعٍ ومهنيَّةٍ، ما يجعلني متفائلاً بمستقبلِ الدراما السوريَّة والعربيَّة.

الشروق: كيف التفاؤل ومسلسل مطبخ المدينة خارج السباق الرمضاني؟

– كما سبق أن قلت، الوضع السياسي الراهن في سوريا استدعى تأجيل المسلسل، دون معرفة الوقت الحقيقي لإعادة تصويره. ومن يعلم، ربما يعرض بمنتصف الشهر أو يتم تأجيله والقرار يرجع إلى الإنتاج.

الشروق: عرفك الجمهورُ من خلال بطولةِ مسلسلِ «عمر» مع المخرجِ حاتم علي، ماذا أضافت هذه الشخصيَّة العظيمة، إلى مسيرتك الفنيَّة؟

– تجسيدُ شخصيَّة الصحابي الجليل، عمر بن الخطاب، كان شرفاً كبيراً، ومسؤوليَّةً عظيمةً. هذا الدورُ قدَّمني للجمهورِ العربي، وأتاح لي فرصةَ التعاملِ مع عملٍ تاريخي ضخمٍ، كما أضاف لي خبرةً كبيرةً، وعزَّز مكانتي الفنيَّة عند الجمهور.

الراحل حاتم علي تأثيره يمتدُّ عبر الأجيالِ وأعماله ستبقى دائماً مصدرَ إلهامٍ

الشروق: في رأيك، ما مدى تأثيرِ الراحلِ حاتم علي في الدراما العربيَّة؟

– الأستاذ حاتم علي، كان من أعمدةِ الدراما العربيَّة، وترك إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً. تأثيره يمتدُّ عبر الأجيالِ. فقد كان بمنزلةِ الأبِ الروحي للعديد من الفنَّانين. أعماله ستبقى دائماً مصدرَ إلهامٍ، وشاهدةً على إبداعه وتأثيره.

الشروق: في مسلسل “كسر عظم”، جسدت شخصية ريان، التي تصدّر مشهد إنهاء حياته الترند حينها، كيف صنعتم هذا المشهد؟

– هذا النجاح يسرني و”ريان” لامسني، فهو يمثل الخير الذي لم يكن له مكان في هذه الأيام والأوضاع التعيسة، وفي زمن تم تحييد الأشخاص الخيرين نتيجة الظروف العامة، ربما لامس هذا الدور قلوب الناس من هذه الزاوية، وحتى عندما حاول أن يكون موجوداً لم يستطع، وإذا لم يُصف من قبلهم كانوا سيجبرونه على إنهاء حياته، وهذه هي نقطة القوة في هذا المشهد.

الشروق: عادةً، أغلب الفنانين السوريين لا يهتمون بتعيين إدارة أعمال تدير شؤونهم، في الوقت الذي كسرت فيه هذا العرف، حدثنا عن السبب؟

– إدارة أعمال الفنان ليست بالأمر الجديد، إلا أنها بالعرف في سوريا، ليست منتشرة، أما أنا، فمن بداياتي الفنية، وتحديداً بعد مسلسل “عُمَر”، كان عندي إدارة أعمال، كانوا أشخاصاً حينها، إلا أن التجربة لم تكن ناجحة؛ لأن صنّاع الفن لم يكونوا متعاونين، إضافة إلى المنطق السائد حينها، وهو مبدأ التعامل الشخصي بالاتفاقات والعقود، ولأن العمل في هذه المهنة يتطلب توسيع الدائرة وعدم حصرها ببلد الفنان فقط، تطلب الأمر مختصين بإدارة أعمال الفنان، إضافة إلى كون الممثل لا يملك القدرة لمعرفة كل الأعمال التي ستنجز، وليس خبيراً بتنسيق ظهوراته الإعلامية والتعاطي مع الإعلام بشكل عام، وهذه الأمور لا بد من أن تكون مدروسة من قبل محترفين. ربما استطاع زملاؤنا من الجيل السابق التغلب على هذه المشكلة، من خلال الخبرة التي اكتسبوها نتيجة التجريب،

فقد أخطؤوا في مرات، وأصابوا في أخرى، حتى تعلّموا طريقة التعامل مع الإعلام، إضافة إلى كون زمننا فرض علينا التعامل مع محطات كبيرة ووسائل إعلام متعددة من مجلات وقنوات ومواقع ووسائل تواصل اجتماعي، وجميعها تحتاج متخصصين للتعامل معها، بوجود شركات مختصة بإدارة أعمال الفنان صار أمراً مهماً.

ممتن لأهل مدينتي حمص التي عشت فيها حياتي.. وعائلتي أعدُّها مصدرَ الراحةِ والدعم

الشروق: أنت من مدينة حمص وسط سوريا، هذه المدينة التي يلقبونها بالعدية، ماذا تعني لك؟

– حمص، المدينة التي أُحب، هي مدينتي التي عشت فيها حياتي، وتعلمت فيها، وجذوري فيها، ممتن لأهلها على كل المحبة التي أحاطوني بها، ممتن للحظات تبقى على البال، لا يمكن تجاوزها أو نسيانها في حواريها وشوارعها.

الشروق: كيف تقضي وقتك بعيداً عن الأضواء؟

– بعيدًا عن العمل، أقضي معظمَ وقتي مع عائلتي، التي أعدُّها مصدرَ الراحةِ والدعم. أستمتعُ كذلك بممارسةِ الرياضة، والعزفِ على الآلاتِ الموسيقيَّة، وهو ما يساعدني في الاسترخاءِ، وتجديدِ طاقتي.

الشروق: ما نوعيَّة الأغنياتِ المفضَّلة بالنسبةِ إليك؟

– أحبُّ الاستماعَ إلى مجموعةٍ متنوِّعةٍ من الأنواعِ الموسيقيَّة، لكنني أجدُ نفسي أميلُ كثيراً إلى الموسيقى البديلة، والرابِ العربي، خاصَّةَ تجاربَ الفنَّانين الفلسطينيين والسوريين، وكل ما هو فن راق غير مبتذل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!