تحسبا لمقابلة الجزائر.. الشرطة الفرنسية تمنع التجمهر

أحدثت الانتصارات التي حققها الفريق الوطني والأفراح التي اندلعت في المدن الفرنسية من قبل الجزائريين، استنفارا لدى اليمين الفرنسي المتطرف، جسده التهديد والوعيد الصادر عن مرشحته، مارين لوبان، بمعاقبة المهاجرين.

زعيمة اليمين المتطرف في خضم الأفراح التي أطلقها الجزائريون من قلب العاصمة الفرنسية باريس ليلة الأربعاء إلى الخميس، دونت أمس ثلاث تغريدات عبر حسابها في “تويتر”، وعدت من خلالها بمراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بالهجرة، والتي تعطي للمهاجرين وأبنائهم بعض الامتيازات على صعيد الإقامة والحصول على الجنسية الفرنسية.

لوبان: الهجرة جلبت لنا الوحشية

وكتبت لوبان: “أول شيء سأقدم عليه عندما يتم انتخابي، سيكون دعوة الفرنسيين إلى التصويت في استفتاء حول الهجرة، يتضمن إلغاء حق الأرض (أي حق المواطنة بالولادة)، وإلغاء اكتساب الجنسية تلقائيًا، وحظر التسويات (تسوية الوثاق بالنسبة للمقيمين بطريقة غير قانونية على التراب الفرنسي).

ويعطي القانون الفرنسي الساري المفعول، الأحقية لكل من يولد على التراب الفرنسي، الحصول على الإقامة القانونية في فرنسا والحصول على الجنسية بغض النظر عن جنسية والديه، حتى ولو كانا يقيمان بطريقة غير شرعية على التراب الفرنسي.

وبطريقة فجة، ربطت لوبان بين الهجرة غير الشرعية والانحراف والجريمة، وقالت في التغريدة الثانية: “العلاقة بين الهجرة غير الشرعية وانعدام الأمن مباشرة. هذه الهجرة هي التي تولد الغالبية العظمى من الجريمة. لقد أصبح العنف في الجزيرة مستوطنًا، وهذا ما أسميه “التوحش” “، وهي التغريدات التي دونتها حيث توجد في زيارة إلى جزيرة “لا مايوت” المحتلة، والتي تعتبر جزءا من جزر القمر.

وأضافت مغردة للمرة الثالثة: “أريد إلغاء حق الأرض، والتأكد من أن البلدان التي لا تستعيد مهاجريها غير الشرعيين لن تمنح التأشيرة لرعاياها، ولم يعد هناك نسبة مئوية من المساعدة الإنمائية الرسمية أو الأموال التي يحولها رعاياها”.

ومنذ تأهل الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم إلى الدور نصف النهائي من كأس العرب على حساب المنتخب المغربي، ثم الفوز على منتخب قطر الأربعاء المنصرم، البلد المنظم، اجتاح الفرنسيون من أصول جزائرية كبرى المدن الفرنسية، محتفين بهذا التأهل، الأمر الذي أزعج الكثير من الفرنسيين، ولا سيما المسكونون منهم بهاجس معاداة المهاجرين وفي مقدمتهم الجزائريون.

وكانت زعيمة اليمين المتطرف المتطرفة قد توعدت المشجعين الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال في شوارع باريس بعد الفوز على المنتخب المغربي الأحد المنصرم، قائلة إن نهاية الإفلات من العقاب ستكون بعد 4 أشهر، على حد زعمها.

كما نشرت لوبان مقطع فيديو في حسابها الرسمي عبر تويتر، الأحد، يظهر عددا من المشجعين، يحتفلون في طريق عام بين السيارات، حيث استلقى أحدهم على سيارة تابعة للشرطة. وعلقت عليها في تغريدة قائلة إن “نهاية الإفلات من العقاب ستكون بعد 4 أشهر”، في إشارة منها إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث والعشرين من أفريل المقبل، وهذا طبعا في حال فوزها، وهو أمر مستبعد بالنظر إلى نتائج سبر الآراء.

وتتخوف الشرطة الفرنسية من حصول احتفالات جديدة في المدن الفرنسية، في حال فوز الجزائر المرتقب، على جارتها تونس في المقابلة النهائية المرتقبة اليوم على الساعة الرابعة مساء بتوقيت الجزائر، وأصدر قائد شرطة باريس، ديديي لامان، مرسوما يمنع أي تجمهر بالقرب من شارع الشانزيليزي في قلب العاصمة الفرنسية، من الساعة الرابعة مساء إلى الواحدة ليلا.