تحضيرا لرمضان.. العاملات يستفدن من منتجات طازجة “صنع منزلي”

يرتبط شهر رمضان، لدى الكثير من العائلات، بتحضيرات استثنائية، إذ تعكف ربات البيوت على جلب أفضل وأجود مستلزمات الطبخ، من تحضير التوابل الخاصة بكل طبق، وتقشير بعض الخضار كالبازلاء والثوم لربح الوقت في المطبخ.. وهذه المهام، قد لا تناسب السيدات العاملات، لذلك، بتن يوكلنها إلى سيدات أخريات، يخترن لهن أجود المنتجات، ويقمن بتحضيرها على أكمل وجه، بحيث تكون صحية جاهزة للطبخ مباشرة، وبهذا، يوفرن مصدر رزق لهن أيضا.
يوفرن عناء التسوق والتحضير
التسوق لساعات طويلة، خلال يوم رمضان، للحصول على منتجات طازجة صحية، أمر يكاد يكون مستحيلا لدى العديد من النساء العاملات، اللواتي بالكاد يقسمن يومهن الضيق بين العمل والعبادة وإعداد الطعام، هي الحال بالنسبة إلى حسناء، 32 سنة، طبيبة، تعيش مع والدتها المريضة ووالدها، الطبخ في رمضان مهمة صعبة جدا، وتحضير طاولة تليق بالشهر الفضيل يأخذ منها جهدا كبيرا ووقتا أكبر، تقول: “كان هذا قبل أن أكتشف بالصدفة عبر فايسبوك أن جارتنا، أم رسيم، تقوم ببيع خضار مقشرة وعصير حمضيات ومنتجات أخرى طبيعية 100 بالمئة وطازجة، ومنذ رمضان الماضي، لم أغير العنوان، أطلب مستلزمات الطبق، فتأتيني في الحين. وبهذا، أوفر لنفسي الوقت والجهد، وأقدم لوالديّ المسنين غذاء صحيا، يساعدهما على الصوم بأمان، بدلا من الأغذية المعلبة والمصنعة التي تفيض بالمواد الحافظة..”.
أفضل مصدر للمال في رمضان
زينب، سيدة، تحمل شهادة ماستر في الحقوق، عملت طويلا في عدة مجالات، قبل أن تقرر التفرغ لتربية أبنائها الثلاثة، خوفا من انحرافهم في غيابها. وهذا، ما دفعها أيضا إلى البحث عن مشاريع منزلية مربحة. تقول إنها في رمضان تختار التفرغ للعبادات. لهذا، تحضر منتجاتها قبله بمدة: “خلال عيشي مع زوجي في الأردن، تعلمت طريقة تخليل الخضار، الذي يجعل لها ذوقا خرافيا مميزا، وحتى كيف أجفف الفواكه وأجمد الخضار والعصائر، بحيث تبدو بعد مدة قصيرة من استخراجها، كأنها جاءت من السوق للتو”. تؤكد زينب أن دخلها من هذه الحرفة التي تتقنها وافر ولله المنة: “زبوناتي سيدات عاملات يبحثن عن مكونات أطباق صحية، أغلبهن لا يهتممن للسعر المرتفع، بقدر ما يهمهن الذوق والنظافة وجودة المواد، وحتى الماكثات في البيت من الأمهات المرضعات واللواتي لا يملكن الكثير من الوقت أو يرغبن في التفرغ للعبادة فقط، يطلبن مني بصفة يومية، حتى إن بعضهن يدفعن مثل الاشتراك الشهري المسبق، ويأخذن مستلزماتهن بالتقسيط، مخافة أن يخزنها هن بطريقة سيئة، فتفسد، أو يتغير طعمها”.
حتى حلويات العيد
طلب حلويات العيد جاهزة، أصبح من العادات القديمة لدى العائلات الجزائرية، فبالإضافة الى ان عدم تحضير الحلوى منزليا يقتطع جزءا مهما من طقوس وفرحة العيد، فان كثيرا من الحلواجيات وتحت ضغط الطلبيات اصبحن يبعن حلوى قديمة الصنع، تدخل فيها مواد رديئة، وبأسعار لا تلائم ميزانية الكثير من الاسر، لذلك باتت السيدات خاصة العاملات يتوجهن لطلب الصابلي من دون تزيين وحتى قوالب الشوكولا الفارغة والعجينة الجاهزة.. وغيرها من العناصر التي توفر على المرأة نصف عناء تحضير الحلوى، وبهذا تكون قد ضمنت جودة المنتج وتصنع مع عائلاتها أجواء اقتراب العيد، دون أن تبذل الكثير من الجهد، كما أنها توفر المال بشرائها بقية المنتجات، التي على أساسها ترفع الحلواجيات سعر الحلوى. تقول بهية، موظفة استعلامات تابعة لبريد الجزائر: “نحو خمس سنوات سابقة، كنت أطلب الحلويات الخاصة بالعيد جاهزة من مختلف الصفحات أو المحلات، وفي النهاية، أجدها لا تتناسب مع السعر إطلاقا، لوز ممزوج بقيمة مضاعفة من الخبز المجفف، وكريمة بذوق لاذع، نتيجة التخزين المطول. ومرة، وجدت المقروط متعفنا من الداخل، كنت أصاب بالإحباط الشديد والأسف، حتى إن فرحتي تنقلب إلى بكاء، لأنني كنت أعمل حتى صبيحة العيد، ولم أكن قادرة على صناعة الأجواء التي تطالب بها بنتاي المراهقتان. أما العام الماضي، فقد أرشدتني زميلتي إلى شراء الحلويات نصف جاهزة وإكمال ديكورها وحشوها على ذوقي.. كانت سعادة العائلة غامرة، وكأن العيد عيدان، حتى زوجي، شارك معنا في التزيين والتغليف، وتعلمت بناتي لأول مرة التعامل مع الحلوى”.