-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحفة الهامل

تحفة الهامل
ح.م

الهامل اسمٌ لبلدةٍ طيبة تقع قريبا من مدينة بوسعادة، وأهلها طيبون كأكثر مواطنينا في جميع جهات وطننا الغالي. وقد اختُلِف في تاريخ تأسيس هذه البلدة؛ فمن الروايات ما تذهب إلى أنها أسُّست في القرن الخامس الهجري، ومنها ما ترى أنها أسُّست في القرن السابع أو التاسع، ويمكن الجمع بين هذه التواريخ، كما أنه وردت عدة أقوال في سبب تسميتها بـ”الهامل”. (أنظر: عبد المنعم القاسمي. زاوية الهامل. ص 52-53 و56-57). ويذكر بعض الدارسين أن بلدة الهامل تميزت بثلاثة أمور كان لها أثرٌ كبير في تاريخها، وهي “الشرف، والدين، والعلم”.

لقد تردّدتُ عدة مرات على بلدة الهامل، خاصة على زاويتها، وقد سعدت بالتعرف على بعض القائمين عليها كالشيخ خليل -رحمه الله- والشيخ محمد المأمون القاسمي، شيخ الزاوية الحالي، وأخيه الأستاذ محمد المهدي، وقد عملنا معا مدة في وزارة الشئون الدينية، كما حضرت بعض أنشطة الزاوية العلمية..

وفي يوم الخميس الماضي (5-11) قضيت  -رفقة الأخوين د. قسوم، والأستاذ غازي بوشامة- وقتا ممتعا مع الأخ محمد المهدي القاسمي، الذي استقبلنا أحسن استقبال، حتى كاد “يُفسد” علينا برنامجنا المرتبطين به مع إخوة كرام في بلدة لغروس من ولاية بسكرة..

اقترح علينا الأخ سي المهدي أن نزور مقري “جمعية المقاصد الخيرية”، و”متحف الجهاد”، ولم نتحمَّس لأننا ظننا أنهما كمثلهما في كثير من بلداتنا ومدننا مما لا يسرُّ الناظرين.. فلما زرنا المكانين قلنا “فما راءٍ كمن سمع”؛ فالجمعية التي يرأسها الأخ سي المهدي، ويشد عضدَه فيها فتيةٌ يتميزون بالتدين الصحيح والعمل المليح، لا تكتفي بالدلالة على الخير، بل تفعله، وتقدِّم ما تجمعه من أفاضل المؤمنين على محاويج المسلمين، خاصة فئة الأرامل واليتامى، ممن ابتلاهم الله فقد رعيهم الرزق، وابتلاهم بنقصٍ من الأموال والثمرات والأنفس..

وأما المتحف فهو “تحفة” الهامل، وهو الآن من معالمها التي يتوجب على كل زائر للهامل ومارٍّ بها أن يتوقف عنده.. وبنايته من أجمل البنايات، وهي على الطراز الأندلسي البديع.

وتضم قاعة اجتماعات، وقاعة محاضرات، ومكتبة تحتاج إلى تزويدها بالكتب وصورٍ عن الوثائق المختلفة، ومعروضاتُ المتحف قسمان: قسمٌ يتعلق بتاريخ الجزائر وجهادها ضد فرنسا الصليبية، وقسم يتعلق بجهاد أبناء منطقة بوسعادة والهامل والولاية التاريخية السادسة..

وقد جمع القائمون على هذه التحفة شهداء المنطقة، في الجزائر وفي فرنسا، وأقاموا لهم “روضة” حقيقية، ولجمالها يتمنى المرءُ لو يُدفن فيها..

هذا المتحف “التحفة” كلف مبلغا كبيرا، وقد دفعه شخصٌ واحد، إن لم نذكر اسمه، فكما قال السلطان تغمراسن لمن أشار عليه بنقش اسمه على صومعة المسجد الكبير بتلمسان: “يَسْنِيث ربي” أي أن الله -عز وجل- يعلم ذلك، أما نحن فلا نملك إلا الدعاء أن يزيده اللهُ من فضله، ونشكره على ما فعل، وندعو الذين أتاهم الله من فضله أن لا يبخلوا على مثل هذه الأعمال. و”من يبخل فإنما يبخل عن نفسه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • merghenis

    محمد ـــ تعليق 3 - إذا كان لديك فعلا إهتمام بزاوية الهامل و نزولا عند رغبتك أشير لك بوجود مذكرة تخرج ( الماستار في التاريخ) بعنوان :"موقف الطريقة الرحمانية من الإحتلال الفرنسي زاوية الهامل ببوسعادة 1863 - 1962 أنموذجا'' - سنة 2013-2014

  • محمد

    هلا ذكرتنا بتاريخ هذه الزاوية أثناء الغزو الفرنسي والعلاقة التي اعتمدتها مع الأمير عبد القادر حتى ندرك حقيقة فلسفتها في الدفاع عن الوطن؟

  • ابو ابراهيم الابراهيمي

    والشرك الذي يمارس في الزاوية لا حدث ......غض الطرف عليه..... اين انتم من ابن باديس والابراهيمي و الميلي كانوا يحاربون التصوف والشرك والبدع..... ويأتي من درس عندهم ويقول تحفة بل قل هردة الهامل هذا دين وليس تحواس .....الجمعية الحالية مزورة خلافا للجمعية الاصيلة

  • ابو ابراهيم الابراهيمي

    والشرك الذي يمارس في الزاوية لا حدث ......غض الطرف عليه..... اين انتم من ابن باديس والابراهيمي و الميلي كانوا يحاربون التصوف والشرك والبدع..... ويأتي من درس عندهم ويقول تحفة بل قل هردة الهامل هذا دين وليس تحولي .....الجمعية الحالية مزورة خلافا للجمعية الاصيلة