تحلم بالدواء.. سناء تحمل سرطانا وصرعا وغدة درقية واعاقة
سناء شيخي ذات السابعة عشرة ربيعا ليست كمثل المراهقات في سنها ـ لا تحلم بالدراسة، اللعب والبحر والنزهات ولباس الموضة. لقد حول المرض الخبيث أحلامها!.فاطمة رحماني
أحلام سناء ومنذ أن بلغت الخامسة من العمر تغيرت وتغيرت معها كل حياتها. إنه السرطان الذي بدأ برأسها الذي كان كثيف الشعر. ونحن في زيارة إلى منزلها ببلدية الشعيبة بولاية تيبازة، المنزل الذي لا يتجاوز المترين بدون تهوية ويقتسمه خمسة أفراد.
قالت الوالدة التي يكاد قلبها يتفطر حزنا على ابنتها البكر “كانت جميلة ونشيطة وكانت تلعب لتعود إلي قائلة بأن آلاما فظيعة في رأسها وأنها تشعر بكرة صغيرة تتحرك في رأسها لنكتشف أنه ورم سرطاني! فأجريت العملية الأولى لتتبعها عملية ثانية وبعدها العلاج الكيماوي الذي لازالت أثاره بادية في شعرها الجميل الذي تساقط عن آخره” لتضيف والدتها “ولم تتوقف معاناة سناء بل ظهرت عليها آثار مرض الغدة الدرقية التي تحتاج إلى دواء من نوع levothyrox – 50yg وقد تكرمت علي هذه المرة جمعية الأمل لمرضى السرطان بالدواء وبثمن سيارة الأجرة التي يصل سعرها إلى 1400دج” تتوقف لتضيف والدموع متجمعة في مقلتيها “البعض قال إن الغدة الدرقية جاءتها بسبب العلاج الكيماوي ولكن الصعب عليها اليوم هو داء الصرع ونوباته الذي يتسبب لها في السقوط من السرير إلى الأرض!”
نوبات داء الصرع بدأت تلازم “الشابة سناء” منذ سنتين ولأن الدواء غال ولأن الأب لا يعمل، فالوضع صعب لولا مساعدة الجمعية في بعض الأحيان ـ قالت والدة سناء ـ فالدواء الخاص بداء الصرع من نوع Dépakine / CH romo 500mg يصل سعره إلى 893.15 دج خاصة في غياب أجر شهري أو تأمين، مما يجعل الأم تمنحها عوض الحبتين حبة يوميا مما يحد من فاعلية الدواء ويسمح عودة النوبات التي قالت عنها الأم “أصعب اللحظات هي النوبة الشديدة التي تجعلها مثل الميت!”!
وعن إعاقة البنت سناء قالت والدتها “كانت سناء ذكية ونشيطة وذات حركة ولكن السرطان والعلاج الكيماوي وإختلال عمل الغدة الدرقية جعلها معاقة حركيا وفقدت القدرة على النمو وعلى الكلام، فلا أحد يفهم حديثها إلا أنا” وفعلا لم نستطع فهم حديث سناء إلا إبتسامتها العريضة!!
سناء اليوم تحتاج إلى الدواء وثمن سيارة الأجرة الذي جعلها تتوقف منذ سنتين عن متابعة علاج السرطان!! كما أنها تحلم بمنزل صغير فيه نافذة لا الرطوبة ـ سناء لا تفعل شيئا سوى متابعة التلفزة لأنها لا تملك هوائيا مقعرا كما تحزن عندما تقطع سونلغاز الكهرباء، كما تحلم بلباس للصيف والشتاء وحفاضات وكثيرا من طيبة أهل الخير فمن يتذكر سناء الطفلة الشابة التي تحمل (4) أربعة أمراض وابتسامة عريضة؟!