تحويل السفن نحو الموانئ غير المكتظة إجباريّا

أقرت وزارة النقل إجراءات مستعجلة لتخفيف الضغط عن عدد من الموانئ التجارية التي تشهد اكتظاظا منذ عدة أشهر، بالتنسيق بين إدارة الموانئ ووكلاء السفن، بهدف تقليل فترات الانتظار إلى 24 ساعة على الأكثر، وبالتالي تقليص التكاليف الإضافية التي تقدر بالملايير وتدفع بالعملة الصعبة، تتمثل أساسا في تحويل إجباري لوجهة السفن نحو موانئ لا تعاني من مشكل الازدحام.
وجاء الكشف عن هذه التدابير الجديدة، من خلال تعليمة لوزارة النقل صادرة عن مديرية البحرية التجارية، مؤرخة في 4 نوفمبر 2024، برقم 2900/2024، موجهة للجمعية المهنية للأعوان البحريين الجزائريين (APAMA)، اطلعت “الشروق” على نسخة منه.
وجاءت التعليمة، وفق المراسلة الرسمية، تنفيذا لتوجيهات مجلس الوزراء المنعقد في جوان 2024، والتي تضمنت اعتماد آلية تنسيق لتسيير وضعية الضغط الناجمة عن أوقات الانتظار الطويلة في الموانئ، وتقليصها على 24 ساعة كحد أقصى.
وشددت تعليمة وزارة النقل على أنه تم إبلاغ وكلاء السفن الذين هم وسطاء كما بين شركات الشحن والمستوردين، بأنه في إطار الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل قطاع النقل لتحسين الظروف التي ترسو فيها البواخر في الموانئ الوطنية، يجب عليهم من الآن فصاعدا، وفي حالة تسجيل اكتظاظ في الميناء الذي كان من المفروض أن يتم شحن السلع والبضائع نحوه، بأن يتحملوا مسؤولية اتخاذ الخطوات اللازمة لإخطار ملاك السفن مسبقا حتى يمكن تحويل سفنهم للرسو في ميناء آخر غير ميناء الوصول الذي حدد بصفة أولية سابقا”.
ولفتت الوثيقة إلى أنه ينبغي التذكير بأن أي إعلان عن السفن المتجهة إلى الموانئ الجزائرية يجب أن يتم وفقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 02-01 المؤرخ 6 جانفي 2002، الذي يحدد القواعد العامة لتشغيل الموانئ وسلامتها.
ويفهم من هذه التعليمة أن السفينة التي كانت مثلا متوجهة إلى ميناء وهران بغرب البلاد، وبسبب حالة الاكتظاظ، وجب على الوكلاء (الوسطاء) أن يبلغوا السفينة بضرورة تحويل وجهتها إجباريا نحو أحد الموانئ التي لا تعاني من مشكلة الاكتظاظ على غرار ميناء جن جن مثلا.
ووفقا للإجراءات الجديدة، فإنه لم يعد مسموحا بأن تبقى سفينة تنتظر لأيام قبالة ميناء يعاني من الاكتظاظ، ووجب تحويل وجهتها نحو ميناء آخر يمكنها التفريغ فيه دون فترة انتظار، وتفادي التكاليف الإضافية.
لكن هذا الإجراء قد يفرض تكاليف إضافية أخرى على المستوردين، لكنها ستكون أقل من تلك التي تدفع بالعملة الصعبة نظير الانتظار خارج الميناء، وتتعلق بأعباء جلب السلعة من ميناء الوجهة النهائية الجديد، مثلا جن جن، بعد أن كانت الوجهة الأولية للسفينة هي ميناء وهران. وكما هو معلوم، فإن أربعة موانئ وطنية على الأقل تعاني من حالة اكتظاظ منذ عدة أشهر، هي العاصمة ووهران وبجاية وسكيكدة، وهو ما دفع شركة الشحن الفرنسية CMA CGM قبل نحو شهرين إلى فرض رسوم إضافية على عمليات نقل الحاويات نحو هذه الموانئ الأربعة بسبب حالة الاكتظاظ التي تشهدها، وصلت إلى 150 يورو عن كل حاوية من 20 قدما.