تحويل مباريات الدوري الجزائري إلى فترة الليل في رمضان

ما يميز الدوري الجزائري منذ التخلص من الحجر الصحي، وكونه يلعب من دون الجماهير بعد جائحة كورونا، هو الحضور الجماهيري الباهت، ومن النادر أن تجد ملعبا مكتظا عن آخره بالرغم من أن غالبية المباريات تلعب في ملاعب صغيرة جدا وربما لا تسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج.
وواضح بأن المستوى العام للدوري الجزائري قد بصم على عزوف الجماهير بما في ذلك في المباريات التي تشارك فيها الأندية الشعبية، حيث لم نشاهد مثلا ملعب بن عبد المالك الصغير في قسنطينة، وليس الشهيد حملاوي ممتلئا بأنصار شباب قسنطينة بالرغم من أن الفريق يحتل المركز الثاني، ولا تزيد طاقة استيعاب ملعب بن عبد المالك العتيق المتواجد في وسط مدينة قسنطينة عن ثمانية آلاف، وكان ملعب حملاوي في السابق وحتى عندما كان الفريق في الدرجة الثانية أو يلعب من أجل تفادي السقوط وقبل زرعه بالمقاعد لا يكفي وعادة ما يكون مليئا بما يزيد عن خمسين ألف مناصر، ونفس الشيء بالنسبة لملعب الدار البيضاء بالعاصمة، الذي يجد إقبالا محتشما من أنصار مولودية واتحاد العاصمة.
كما أضرب أنصار مولودية وهران عن فريقهم ولا أحد منهم طالب بفتح ملعب ميلود هدفي لفريقهم المحبوب، لأن أي ملعب صغير يكفي للمئات من الأنصار الأوفياء للفريق، وصارت فرق مثل عنابة ووداد تلمسان وغيرها كثيرا ما تلعب بمدرجات فارغة في ملاعب صغيرة وكأنها فرق الأحياء، وبالرغم من أن أندية مثل الخروب ومستغانم ووادي سوف تصارع من أجل الصعود إلى القسم الأول المحترف، إلا أن الحضور الجماهيري ليس بنفس الكمية كما في سنوات سابقة.
المسؤولون على الكرة الجزائرية لجأوا إلى إجبار الأندية التي تمتلك ملاعبها الأضواء الكاشفة اللعب ليلا، والغريب أن ملعب بومزراق في الشلف الذي تم غلقه لأكثر من سنة وصرف عشرات الملايير على أشغال تهيئته لا يختلف من حيث اهتمام المسؤولين والأموال المهدرة لأجله عما استفادت منه ملاعب “الشان” الأخيرة، اتضح بأن الأضواء الكاشفة الموجودة فيه، غير صالحة، مما يعني بأن ملعب الشلف لن يكون صالحا لمباريات الليل، وفريق الشلف سيلعب في نهار رمضان وبالتأكيد تحت درجة حرارة تزيد عن الثلاثين في انتظار اقتراب الصيف، حيث سيصبح السفر إلى الشلف هو ذهاب إلى الجحيم.
السهرات الكروية الرمضانية كانت تجلب مئات الآلاف من أنصار الفرق الشعبية وغيرها، وحتى مباراتي النيجر القادمتين بين ملعبي نيلسن مانديلا ورادس في تونس ستكونان في رمضان ولكن المباراة الثانية التي ستلعب في تونس ستجرى قبل الإفطار، على أمل تأهل الفرق الجزائرية المشاركة في البطولات الإفريقية إلى دور ربع النهائي من رابطة الأبطال، بالنسبة للقبائل وبلوزداد، وكأس الكنفدرالية بالنسبة لاتحاد العاصمة، حتى وإن كانت هذه الفرق وكلها شعبية وعريقة، قد اشتكت من نقص في إقبال جماهيرها على ملعب الخامس من جويلية.