-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تخبط آخر الإمبراطوريات… في غزة!!

تخبط آخر الإمبراطوريات… في غزة!!

يوم بعد يوم يتأكد لنا تخبط القوى المستكبِرة والظالمة أمام ثبات أصحاب الحق على مواقفهم. فشَلت القوة العسكرية التدميرية الصهيونية في كسر إرادة المقاومة في غزة بعد أكثر من 15 شهرا من الإبادة. واليوم هي في طريق فشل جديد رغم الاستقواء بأكبر قوة عسكرية في العالم، ورغم التهديد باستخدام جديد للقنابل الأمريكية زنة 900 كلغ الأكثر فتكا… لم ينفع “ترامب” تخبّطه قبل يومين وهو يتحدث حينا عن تهجير الفلسطينيين من أرضهم قسرا وحينا آخر عن احتلال أرضهم وامتلاكها… أيُ هذيان هذا بعد كل الذي حدث؟ ما الذي يحدث لِمَن يزعمون امتلاك أكبر ترسانة عسكرية في العالم؟ ما الذي يحدث للقوة المفرِطة والإجرام المفرِط أمام قوة وثبات موقف أصحاب الحق؟ ما الذي يحدث وقد باتت أكبر قوة في العالم تستعرض عضلاتها على كتائب القسام المُحَاصرة من كل جانب، وعلى الجيش اليمني الذي تمت محاربته لأكثر من 10 سنوات بكافة الوسائل، وعلى إيران الدولة التي لم تُتْرَك يوما من دون حصار؟ ألا يدل هذا على أنه لم يعد هناك في العالم قوى كبرى أو امبراطوريات عظمى على الطريقة التي كانت في القرون السابقة، بل وإن آخر امبراطورية استعمارية ظالمة هي اليوم في طريق الأفول، وقد باتت القوة العسكرية هي أداتها الوحيدة لتهديد العالم بها، بعد أن تجاوزتها قوى عدة اقتصاديا وسياسيا وبخاصة الصين؟ إنها اليوم تُهدِّد باحتلال غرينلاند، والسيطرة على قناة بنما، وضم كندا، وامتلاك غزة، ولا ندري ما هي باقي الأقاليم التي تضعها الآن في القائمة وسيُعلَن عنها لاحقا، فقط لأن هذه القوة العسكرية باتت تُنفق أكثر مما تُنفقه أية دولة في العالم على القوة العسكرية. إنها تحتكر 40% من النفقات في هذا المجال، ومع الحلف الأطلسي 57%، أي قرابة نصف ميزانية العالم لها وحدها وأكثر من نصف ميزانية العالم مع حلفائها الغربيين بدون حساب نفقات يدها الضاربة في الشرق الأوسط الكيان الصهيوني… بل إنها لا تتردد في ربط ما تعتبره عقوبات اقتصادية بالتلويح باستخدام السلاح لفرضها فرضا… هل ستتمكن من فرض هذا المنطق على مَن يُقاوِمه وإن كان بقدرات محدودة كما تلك التي عند “حماس” أو اليمن أو المقاومة في العراق، بل هل استطاعت فرض هذا المنطق على أي من الدول التي حاولت احتلالها من قبل، من فيتنام إلى العراق إلى أفغانستان؟ أم أنها خرجت مهزومة مدحورة تجر أذيال الخيبة من كل هذه الأقاليم التي حاولت السيطرة عليها. التجربة التاريخية وحدها تتحدث!!! مثلها مثل أي استعمار غاشم لم يصمد أمام المقاومات الشعبية والمنظمة مهما طال أمده، وإن دام قرونا، فهي لن تصمد اليوم… لذلك نرى التخبط الواضح أما المقاومة في فلسطين خوفا من أن تفعل ما فعله قبلها ثوار حرب فيتنام مع كل استعمار حاول السيطرة على أرضهم فرنسيا كان أو أمريكيا، أو مثل ما فعله ثوار الجزائر مع الإبادة الاستعمارية الفرنسية أو غيرهم من الثور في جميع أصقاع العالم.
لقد ولَّى زمن الخضوع والخنوع والعودة إلى الزمن البائد، ومهما حاول الصهاينة الاستقواء بأمريكا حليفهم الأول، وبالغرب فإنهم بلا شك منهزمون، وما وصلت دولة إلى الاعتماد فقط على القوة العسكرية إلا وانهارت وتفككت كما يقول “أرنولد توينبي” في كتابه “الحروب والحضارات”، وأنه إذا سلّمنا كما قال بأن بداية الصراع البشري يكون بحرب ونهايتها تكون بحرب، فإن جميع المؤشرات توحي بأنه إذا كانت الحرب العالمية الثانية قد صنعت أمريكا كقوة دولية، فإن حرب الشرق الأوسط ستكون هي نهايتها، والبداية وما كتائب “القَسام” سوى طلائعها الأولى…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!