تخوّفات من “قبة حرارية” خلال جويلية قد تسبّب وضعية “خانقة”

أثارت درجات الحرارة القياسيّة المسجلة منذ دخول شهر جوان الجاري، مخاوف لدى المواطنين، والذين باتوا يتوقعون صيفا حارا جدا، ومنتظرين بحذر ما سيحمله شهر جويلية، فهل سنعيش أجواء حارة جدا و” غير مسبوقة” كتلك التي عايشناها منذ 3 سنوات، وتسببت في ضغط كبير على استعمال الكهرباء واندلاع موجة حرائق عبر مختلف ولايات الوطن؟
دخلت الأجواء الصيفية مبكرا هذه السنة، فمنذ بداية شهر جوان والجزائر تعرف موجة حر كبيرة، قاربت 47 في ولايات داخلية غربية، ما جعل كثيرا من العائلات تتهافت على شراء المكيفات والمراوح الكهربائية، وأخرى قصدت الشواطئ قبل انطلاق موسم الاصطياف.
ويتخوف كثيرون من استمرار موجة الحرارة بل وزيادتها خلال شهر جويلية المعروف بحرارته المرتفعة، لنعيش نفس أجواء العام 2022 والذي شهدنا فيه صيفا “حارّا جدا” يخنق الأنفاس.
الشيخ فرحات: شهر جويلية سيكون حارّا
وفي هذا الصدد، يؤكد المختص في الأحوال الجوية والرصد الجوي، الشيخ فرحات، بأن الحرارة انطلقت مبكرا هذه السنة، بحيث قاربت 47 درجة في بعض الأيام بالولايات الغربية الداخلية، وخصوصا بولاية غليزان وعين الدفلى الشلف وبمنطقة وادي الفضة.
ووصلت ببعض المناطق الوسطى إلى 43 درجة، على غرار ولاية المدية وخصوصا مدينة قصر البخاري، وبعين بسام وسور الغزلان بولاية البويرة، وفريحة بتيزي وزو..
وأضاف في تصريح لـ”الشروق” بأنه حتى المناطق الشرقية شهدت موجة حر، تراوحت بين 38 و40 درجة بمدينة الخروب وبولاية قالمة، ومنطقة بئر العاتر بولاية تبسة.
الصّمايم جاءت مبكرا..!
وأكد المتحدث أن الصمايم جاءت مبكرا هذه السنة “ومع ذلك يمكننا القول بأننا لم نتجاوز كثيرا المعدل الفصلي”.
ويتوقع الشيخ فرحات، أن تبقى الأجواء “حارة” خلال شهر جويلية المقبل..وحسب توقعات هيئة الأرصاد الجوية، ستبقى المدن الساحلية تسجل درجات حرارة بين 30 إلى 32 درجة بالمناطق الداخلية، وصولا إلى 37 ببعض الولايات الشرقية، وتقارب في مناطق أقصى الجنوب الكبير 47 درجة، وذلك في كل من تندوف إن صالح رقان برج باجي مختار.
وعن هذا يقول المتحدث: “مناطق أقصى الجنوب، تعيش حاليا موسم الاضطرابات الجوية الإفريقية، وخاصة المتاخمة لحدود دول مالي والنيجر والتي تشهد موسم الأمطار الرعدية”.
بينما تصل درجات الحرارة بمناطق الواحات، مثل ورقلة وتقرت وبسكرة وغرداية 41 درجة، وتصل إلى 43 بولاية حاسي مسعود.
وبخصوص وضعية البحر، يؤكد الشيخ فرحات بأن حال البحر الأيام المقبلة سيكون ” هادئا ومستقرا بسبب تسجيل رياح ضعيفة وضغط جوي مرتفع، وتتراوح حرارة الماء بين 25 إلى 26 درجة”.
حذار من انفجار العجلات.. !
ويدعو محدثنا المصطافين ورواد الشواطئ، إلى الحيطة والحذر “وعدم الثقة المطلقة في البحر.. فحتى العوام ويمكنه الغرق فما بالك بالبقية”.
ولفت الشيخ فرحات الأنظار لنقطة مهمة، متعلقة بأصحاب المركبات والذين قد يغفلون عن مراقبة عجلات السيارة وضغطها خلال هذه الأجواء الحارة، وقال: “أنصح السائقين بمراقبة وضعية العجلات قبل السير، لأن حرارة زفت الطرقات تتراوح بين 65 إلى 70 درجة خلال الحرارة الشديدة، ما قد يتسبب في انفجار العجلات وحصول كوارث على الطرقات”.
ومن جهته، يشير المهتم بالرصد الجوي، زكي أرمادة، بأن الكثيرين بدأوا في التساؤل عن شهر جويلية، هل سيكون معتدلا، أم سنشهد قبة حرارية. ليؤكد أن المعطيات الأولية والتي نتكلم عنها بحذر وتريث، تشير إلى أن النموذج الأمريكي للرصد الجوي، يتوقع استقبال موجة حر فعلية، انطلاقا من 5 جويلية، التي لم يظهر بعد إن كانت ستتطور إلى قبة حرارية من عدمها، وفي الوقت نفسه، يتوقع النموذج الأوروبي ونموذجان آخران عكس ذلك، مؤكدين استمرار موجة الحر على شاكلة هذه الأيام وربما أقل.
وأكد أرمادة أن الجزائر تشهد حاليا “أجواء صيفية فصلية لحد الساعة ولم ندخل مرحلة تحطيم أرقام حرارية جديدة أو موجات حر بالسواحل أو غير ذلك، باستثناء الرطوبة التي أصبحت شرسة عاما بعد عام”.