تزويج قاصرات فقدن عائلاتهن في زلزال الحوز المدمر.. حملة تثير سخط المغربيين

أثارت حملة إلكترونية، أطلقها من يسمون أنفسهم بالمؤثرين، تشجع على تزويج الفتيات القاصرات ممن فقدن عائلاتهن في زلزال الحوز المدمر سخط المغربيين.
وبحسب ما أفادت تقارير إخبارية فقد عمد بعض الأشخاص، للترويج لزواج الفتيات القاصرات اللواتي فقدن عائلاتهن جراء الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد قبل أسبوع، كما نشروا صورا لهن وفيديوهات، ما أثار حفيظة الكثيرين.
وأبدى عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من داخل المغرب وخارجه رفضهم لسلوك التشجيع على زواج الفتيات، كما طالبوا بوضع حد لتجار المآسي الذين لم يشفقوا على حال أولئك المتضررات نفسيا.
في أي عالم تعيش هذه الذئاب البشرية ؟
لا تستغرب .. هنا المملكة المغربية ! #المغرب pic.twitter.com/eXOdNzbOO4— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) September 16, 2023
وحذرت منظمات حقوقية ومدنية من استغلال الظروف الصعبة التي تعيشها المناطق المنكوبة جراء الزلزال، من أجل تزويج الفتيات القاصرات وزواج الفاتحة، داعية إلى التبليغ عن حالة الاتجار في البشر من طرف مستغلي هذه الكارثة الطبيعية.
في ذات السياق شنت السلطات حملات أمنية للتصدي لمروجي المحتويات التي تشجع على تزويج القاصرات، وتقديم الحالات التي يتم ضبطها إلى الجهات المختصة.
كما تم وضع رقم أخضر للتبليغ عن الضحايا المحتملين للاتجار بالبشر، وذلك بعد رصد منشورات ورسائل وصور ومحادثات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحتوي مضامين مسيئة خاصة بالأطفال والنساء ضحايا الزلزال.
زواج الزلازل ..آخر صيحة في #المغرب
مع توالي التحذيرات من محاولات استغلال الأطفال الذين فقدوا أسرهم في عمليات اتجار قذرة بالبشر في المناطق المتضررة من #زلزال_المغرب من بوابة تزويج القاصرات
جمعيات مغربية حقوقية تحذر من الصمت الرسمي تجاه هكذا ذئاب بشرية ! #المخزن_يبيد_شعبه… pic.twitter.com/3JwUIynDQq— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) September 15, 2023
يذكر أن الفصل 19 من مدونة الأسرة المغربية المتبناة منذ عام 2004، يحظر زواج الفتيات اللائي تقل أعمارهن عن 18 سنة، إلا أن مادتين في الفصل ذاته تتيحان للقاضي فرصة القيام باستثناءات وعدم الالتزام بهذه القاعدة.
ومنذ فترة دعت المنظمات الحقوقية بإدخال تعديلات على العديد من مقتضيات مدونة الأسرة في المغرب، من بينها المقتضيات التي تتيح تزويج القاصر، مؤكدة أن “الاستثناء” الذي تُتيحه في بعض المقتضيات تحوّل إلى “قاعدة”.
ويتخوف البعض أن يتم استغلال هذه الثغرات من أجل تزويج فتيات هذه القرى، حيث طالب مدونون السلطات القضائية بالتدخل لوقف “التحرش” بالأطفال وملاحقة المروجين لما وصفوه بـ”البيدوفيليا”.
ولفت آخرون إلى أن بعض المدونين وضعوا أيديهم على اليتامى بـ”التقبيل” و”العناق” تحت مبرر مواساتهم، وهو فعل “مستنكر”، على حد قولهم، داعين لحماية فتيات القرى القاصرات من أصحاب “بغيتك للزواج على سنة الله ورسوله القادمين من المدن الكبرى”.