تسخير 500 ألف مؤطر لإنجاح البكالوريا.. وإقصاء مباشر للمتأخرين

تنطلق، هذا الأحد، اختبارات امتحان شهادة البكالوريا دورة 2025، والتي تمتد على مدار خمسة أيام، حيث ستعرف مشاركة أزيد من 800 ألف مترشح من فئة النظاميين والأحرار، ينتمون لسبع شعب وهي الآداب والفلسفة، اللغات الأجنبية، العلوم التجريبية، الرياضيات، التقني الرياضي، التسيير والاقتصاد والفنون.
وإلى ذلك، فإن الامتحان سيشهد تجنيد 500 ألف مؤطر تم تعيينهم بتسخيرات، لتأدية مجموعة مهام وتنفيذ عديد المسؤوليات على أرض الواقع، بداية من مرحلة الإجراء، مرورا بمهمة التجميع والإغفال لضمان الشفافية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الممتحنين، وصولا إلى التصحيح وإعلان النتائج.
وفي مقابل ذلك، استلم مديرو التربية للولايات، هذا الجمعة 13 جوان، أظرفة المواضيع من الفروع الجهوية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، تحت حراسة أمنية مشددة، والتي يتم نقلها مباشرة إلى المراكز الجهوية للتوزيع، لتودع بخزائن حديدية محصنة، لتفادي أي طارئ.
على أن يقوم رؤساء مراكز الإجراء، باستلام أظرفة الأسئلة، الخاصة باليوم الأول لامتحان شهادة البكالوريا فجر يوم الأحد 15 جوان الجاري، من مراكز التوزيع الولائية، في حين تمنح المواضيع الخاصة باليوم الثاني في اليوم الموالي للاختبارات أي يوم الاثنين، وهكذا دواليك إلى غاية برمجة آخر اختبار.
وقصد التحكم في السير الحسن للامتحان وطيلة فترة الإجراء، يجتمع رؤساء لجان الملاحظين، الذين يتم انتقاؤهم من بين المفتشين والمديرين، بالملاحظين هذا السبت 14 جوان، لإسداء التوجيهات والتعليمات الواجب التقيد بتنفيذها على أرض الواقع، وذلك على اعتبار أن كل ملاحظ يتم تجنيده بتسخيرة للعمل بمركز الإجراء، مدعو للقيام بمجموعة مهام ومسؤوليات، وتتمثل أساسا في متابعة كل ما يجري في المركز، وفي قاعات الامتحان، من أجل المحافظة على مصداقيته، دون التدخل في صلاحيات رئيس المركز، بالإضافة إلى تسجيل الملاحظات المتعلقة، بمدى تطبيق واحترام التوجيهات الرسمية المتعلقة، بالسير الحسن للامتحان، داخل القاعات، وبشكل خاص خلال فتح حافظات المواضيع، وتوزيع المواضيع على المترشحين.
وفي مقابل ذلك، فقد أسدى رؤساء مراكز الإجراء التعليمات والتوجيهات للأساتذة الحراس، خلال الاجتماعات التنسيقية التي برمجت 48 ساعة قبل البكالوريا، والتي جرى حثهم من خلالها على ضرورة عدم التغيب طيلة فترة الإجراء إلا في حال تقديم شهادة تثبت تواجد المعني بالأمر بالمستشفى، وإلا يتم إنزال عقوبات إدارية عليه تصل إلى حد توجيه عقوبة من الدرجة الأولى، وخصم 10 أيام من منحة المردودية مع الخصم من الرواتب.
حذار من التأخرات.. لتفادي الإقصاء من البكالوريا
وتلقى رؤساء مراكز الإجراء، تعليمات صارمة أسداها وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، خلال الاجتماع التنسيقي الذي جمعه معهم مؤخرا، تحثهم على ضرورة التحلي بالصرامة، لأجل فرض الانضباط ومحاربة التسيب، وذلك من خلال التطبيق الصارم لقوانين الجمهورية ساري العمل بها، ومنع دخول أي مترشح يصل متأخرا إلى المركز بعد التوقيت الرسمي لفتح أظرفة الاختبارات، وهو الثامنة والنصف صباحا، وعدم التسامح معهم.
وفي هذا الشأن، ألح المسؤول الأول عن القطاع، على أهمية فتح أبواب مراكز الإجراء، على الساعة السابعة صباحا، وتسهيل دخول الممتحنين والتحاقهم بقاعات الامتحان، بعد التأكد من أنهم قد وضعوا جميع أجهزتهم وتشمل عادة الهواتف النقالة الذكية والمستلزمات الإلكترونية الأخرى، والتي قد تكون ممنوعة في الامتحان، وذلك لتفادي إقصاء المترشحين من الامتحان.
وفي هذا الإطار، فإن مراكز الإجراء الموزعة وطنيا، ستلجأ إلى استخدام أجهزة الكشف عن المعادن، بعدما تم تدريب أعوان الأمن على كيفيات استعمالها الصحيحة، وذلك لضمان عدم إدخال أي أداة اتصال مهما كان نوعها، وإحباط بذلك أي محاولة للغش باستخدام الوسائل الذكية على غرار الهواتف النقالة الذكية.
“خلايا يقظة” لإحباط التسريبات.. والحبس لناشري الأسئلة
وبالنسبة للتدابير الأمنية المعتمدة لضمان نزاهة امتحان شهادة البكالوريا ومنع الغش، فقد أعلنت وزارة التربية الوطنية في وقت سابق، تنصيب “خلايا يقظة”، بالتنسيق مع وزارتي العدل والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والمصالح الأمنية، وذلك لمتابعة سير الامتحان عن قرب، والتدخل المباشر لاتخاذ الإجراءات الردعية والفورية المناسبة، في حال ثبوت تورط مترشحين أو مؤطرين على حد سواء في نشر أو تسريب أسئلة أو أجوبة امتحان على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التواطؤ في الغش الإلكتروني.
وعن مصير المتورطين في الغش الإلكتروني، جددت الوزارة الوصية التأكيد على أن العقوبات التي ستطبق على المعنيين لن تكون إدارية وإنما ستكون عقوبات ذات طابع قضائي، وتصل إلى حد الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، وذلك بتطبيق نص المادة 253 مكرر 06 من القانون 20-06 المؤرخ في 28 أفريل 2020، المعدّل والمتمم للأمر المتضمن قانون العقوبات لاسيما في فصله التاسع.
تراجع ملحوظ للغش الإلكتروني والتقليدي.. في “البيام”
وبدأ قانون العقوبات الجديد، يأتي بثماره بعد خمس سنوات من التطبيق، إذ تم تسجيل تراجع ملحوظ في الغش التقليدي والإلكتروني، في امتحان شهادة التعليم المتوسط والذي أجري في الفترة من الفاتح وإلى الثالث جوان الجاري، وذلك بفضل الإجراءات العقابية الجزاية المطبقة، حيث تشير إحصائيات رسمية لوزارة التربية الوطنية، إلى تسجيل 60 حالة غش فقط، حيث تم تحرير محاضر رسمية بشأنها، والتي يجب تكون مختومة وموقعة من قبل الأستاذ الحارس ورئيس مركز الإجراء لإثبات الحالة.
هكذا تجرى الاختبارات.. والبكالوريا الحقيقية في اليوم الثالث
وعن سير اختبارات امتحان شهادة البكالوريا لهذه الدورة، أوضح جدول مفصل عن العملية، صادر عن وزارة التربية الوطنية، بأنه تم الاحتفاظ بنفس الترتيبات المعتمدة في السنوات القليلة الماضية، والمتعلقة أساسا “بتوحيد مواد الاختبارات”، لكافة الشعب السبع في اليومين الأولين من الامتحان الوطني، على أن تنطلق “البكالوريا الحقيقية” مع مواد الاختصاص أو ما تعرف اصطلاحا بالمواد المميزة للشعب، وذلك انطلاقا من اليوم الثالث وإلى غاية اليوم الخامس والأخير.
وعليه، سيخصص اليوم الأول لاجتياز الاختبار في مادتين وهما اللغة العربية والتربية الإسلامية، في حين يتم برمجة الاختبار في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية في اليوم الثاني “16 جوان 2025″، على أن يتم تكييف اليوم الثالث لتنظيم الاختبارات في مادة التخصص واختبار ثان في مادة اللغة الفرنسية.
وإلى ذلك، سيشهد اليوم الرابع من الامتحان، برمجة الاختبارين في مادتي التاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية، لتختتم البكالوريا بتنظيم اختبار في مادة العلوم الفيزيائية لفائدة مترشحي ثلاث شعب وهي العلوم التجريبية والرياضيات والتقني الرياضي، ليجتاز تلاميذ شعبة التسيير والاقتصاد الاختبار في مادة الاقتصاد والمناجمنت، ليكون تلاميذ شعبة الفنون مع اجتياز الاختبار في مادة الفنون، وأما تلاميذ شعبة اللغات الأجنبية سيجتازون الاختبار في مادة اللغة الأجنبية الثالثة “ألمانية أو إسبانية أو إيطالية”.