-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فتح العديد من النوادي وتحديات لصعود قمة جرجرة

تسلق الجبال.. رياضة تستهوي الشباب والمغامرين

نادية سليماني
  • 336
  • 0
تسلق الجبال.. رياضة تستهوي الشباب والمغامرين
ح.م

كنا نشاهدها في الأفلام أو الأشرطة الوثائقية فقط، فنتعجب من دفع بعض الأشخاص أنفسهم لتسلق جبال ومرتفعات شاهقة، مستعينين بحبال وأحذية مدببة لا غير.. إنها رياضة تسلق الجبال، التي وجدت لها مكانا في الجزائر مؤخرا، وبات يمارسها رجال ونساء، بل وتنظم لها مسابقات محلية. “الشروق” التقت بمنخرطين في أحد نوادي التسلق الجبلي بالجزائر العاصمة، فتحدثوا عن هوايتهم بشغف وسردوا مشاكلهم وانشغالاتهم.
شاهدناهم في صالون السياحة الشبانية في طبعته الثانية، المنظمة بقاعة حرشة حسان، كانوا شبابا يبدون في العشرينيات من أعمارهم، وجدناهم في جناح متعلق برياضة التزحلق والرياضات الجبلية لولاية الجزائر، ووجدنا أمامهم أغراضا متنوعة، من أحذية مدببة وحبال غليظة وأحزمة جلدية، إضافة إلى مثبتات حديدية.
سألناهم عن نشاطهم، فأخبرنا المدعو سامي آلاس، بأنهم منخرطون في رابطة التزحلق والرياضات الجبلية، التي يرأسها يوسف بن بسي، مؤكدا أن هذه الرياضة حديثة في المجتمع الجزائري، ومع ذلك بات الإقبال عليها كبيرا جدا من الجنسين ومن مختلف الأعمار، وحتى الأطفال.
وكشف سامي آلاس عن وجود 4 نواد في الجزائر العاصمة وأيضا بوهران، تستقبل الأشخاص من هواة رياضة تسلق الجبال، وبإمكان المقيمين في العاصمة التسجيل في الرابطة، التي تنشط في قاعة بمركب 5 جويلية. وكل ما يحتاجه الشخص للانخراط هو شهادة تخطيط القلب، لإثبات خلوه من أي مرض على مستوى القلب قد تعيق ممارسته هذه الرياضة، وما عدا ذلك، بإمكان الجميع ممارسة هذه الرياضة.
ويقول محدثنا، بأن تسلق الجبال، علاوة عن كونه متعة للنفس ويمارس في الهواء الطلق على مدار العام، فهو “رياضة كاملة تحرك جميع أعضاء الجسم، وهي مفيدة في تقوية التركيز، زيادة على تكوين صداقات وتعارف، لأن ممارسي التزحلق في الطبيعة قد يمضون أكثر من ليلة مخيمين في الخارج، وهو ما يجعلهم يستمتعون بجمال الطبيعة في بلادنا”.

يتسلقون جبال تيكجدة وإجراءات صارمة لتأمين الرياضيين
ومن المرتفعات التي تمارس فيها رابطة التزحلق هوايتها، يذكر سامي، جبال تيكجدة بولاية البويرة، وباينام بالجزائر العاصمة، أما شتاء، فتمارس داخل القاعات المغلقة.
ولأن تسلق الجبال يعتبر مغامرة مليئة بالمخاطر، قد تودي بحياة أشخاص، فيؤكد محدثنا أنهم يأخذون جميع احتياطاتهم، ولم يسجلوا منذ إنشاء الرابطة أي حادث يذكر، وأضاف: “تسلق الجبال يحتاج أولا إلى مكونين محترفين، ثم وسائل وتجهيزات مهمة، توفر للمتسلق حماية قصوى.. ومع ذلك، لا يمكننا المخاطرة عندما يكون المناخ غير مناسب أو المرتفع خطيرا”، على حد قوله.
وكما تجرى مسابقات ومنافسات في رياضة تسلق الجبال، التي تكون داخل القاعات، بحيث ينتظر إجراء منافسة في 20 ديسمبر الجاري، يشارك فيها متنافسون من مختلف ولايات الوطن.

غلاء تجهيزات التسلق يؤرق المنخرطين
ويبقى أهم انشغال لممارسة هواية تسلق الجبال في الجزائر، هو غلاء أسعار تجهيزاتها، وهي جميعها مستوردة من الخارج. وقال سامي: “أقل سعر لغرض نحتاجه يبدأ من 8 آلاف دج، فأحزمة الجسم بسعر مليون سنتيم للواحد، وأرخص حذاء مدبب بـ 50 أورو وصولا إلى غاية 160 أورو للحذاء”. وجميع هذه التجهيزات يقتنيها المحترفون والمدربون من أموالهم الخاصة، وهو ما جعلهم يناشدون المستثمرين في الجزائر التفكير في إمكانية صناعتها محليا.
وختم سامي حديثه معنا، بأن المجتمع الجزائري بات منفتحا على كثير من أنواع الرياضات والهوايات التي كنا نشاهدها فقط على شاشات الأجانب، كل ما نحتاجه هو نشر هذه الثقافات وتوفير ظروفها المساعدة من تجهيزات وقاعات ومكونين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!