تشويش المخزن على الفعاليات المنظّمة في الجزائر متواصل!

للمرة الألف، يتأكد أن مشاركة نظام المخزن المغربي في أي نشاط سياسي كان أو رياضي أو ثقافي أو.. ليس له من هدف سوى العمل من أجل إفشاله أو على الأقل التشويش عليه، كما حدث مع آخر نشاط احتضنته الجزائر، والمتمثل في أشغال الدورة الـ17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي انعقد ما بين 26 و30 جانفي الجاري، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال.
وبينما انبرى المشاركون في مناقشة القضايا المصيرية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، خرج الوفد المغربي عن النص، وراح ينتقد كلمة مشاركة ممثلة إحدى الهيئات القادمة من أمريكا اللاتينية، ممثلة في غلوريا فلوريس، رئيسة البرلمان الأنديني، ممثلة لكل من بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي، لمجرد أن هذه الثائرة القادمة من قارة الثوار، مهد إرنستو تشي غيفارا، تحدثت عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وقبل الوصول إلى مناقشة بيان البرلمانيين المغربيين، يتعين التوقف عند كيفية وصولهم إلى الجزائر، في ظل قرار غلق الجزائر لأجوائها أمام الطائرات المغربية المدنية منها والعسكرية، الذي كان سببا في عدم تنقل الفريق المغربي للمحليين، للمشاركة في كأس إفريقيا، طبعة الجزائر التي تشرف على نهايتها.
وقبل أن يحل الوفد البرلماني المغربي بالجزائر، لم يُسمع ضجيج لرئيسه محمد والزين، كما حدث قبل ذلك مع مواطنه، فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي اشترط مشاركة فريق بلاده في دورة الجزائر، بتمكين طائرة مغربية من نقل فريقه وكسر الحظر الجوي المفروض على بلاده، وإلا قرر المقاطعة.
محمد والزين والوفد المرافق له، التحقوا بالجزائر في سرية تامة وبعيدا عن الأضواء، في رحلة غير مباشرة قادتهم إلى العاصمة الفرنسية باريس، ومن هناك إلى الجزائر، في احترام صارم وغير مفهوم، لقرار السلطات الجزائرية السيادي، القاضي بحظر الأجواء الجزائرية على الطيران المدني والعسكري المغربي.
ويكشف عدم اشتراط الوفد البرلماني المغربي الانتقال إلى الجزائر في رحلة مباشرة، كما حصل مع الفريق المغربي للمحليين، عن فشل المناورة التي قام بها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي رهن مشاركة فريقه في دورة الجزائر بتمكينه من رحلة مباشرة من المغرب باتجاه الجزائر.
كما يؤشر انتقال الوفد المغربي إلى الجزائر عبر باريس، على ترسّخ قناعة لدى نظام المخزن، بأن مناوراته على هذا الصعيد، لم تعد تؤتي أكلها، بعد الفضيحة التي قام بها لقجع بجمع لاعبي فريقه في بهو مطار الرباط، أمام أنظار رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم، جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحادية الإفريقية، باتريس موتسيبي، على أمل دفع الجزائر للتراجع عن قرارها السيادي، لكن من دون نتيجة.
وينتظر نظام المخزن موعد حاسم آخر يمكن من خلاله الحكم على جديته في الإقلاع عن تصرفاته ومناوراته هذه تجاه الجزائر، وهو شهر أفريل المقبل الذي يشهد احتضان الجزائر فعاليات كأس إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة، وحينها سيجد لقجع ومن يحركه، أنفسهم أمام معضلة أخرى، وهي هل سيقاطع مرة أخرى ومن ثم عقوبات أخرى قاسية؟ أم أنه سيتنازل ويقرر إيفاد فريق بلاده لأقل من 17 سنة، للالتحاق بالجزائر عبر تونس أو باريس، كما حدث مع الوفد البرلماني الذي شارك في أشغال الدورة الـ17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بالجزائر بحر الأسبوع الجاري؟