-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“تشيطين” لأفسدة المحرم والمجرم!

جمال لعلامي
  • 615
  • 1
“تشيطين” لأفسدة المحرم والمجرم!
ح.م

قضايا الفساد لا تكاد تنتهي، فالعدالة تفتح المزيد من الملفات وفضائح العشرين سنة الماضية، ليكتشف الرأي العام، وكل النزهاء والشرفاء، أن الفساد تحوّل للأسف إلى صناعة للإفساد العام، وقد تمّ “أفسدة” المجتمع من باب التعميم والتعويم، بنية الإفلات من العقاب، لكن الله يمهل ولا يهمل!

العصابة أصبحت عصابات، وهذه العصابات المشكلة أساسا من بطانة السوء والحاشية وحاشية الحاشية، لم تترك لا اقتصاد ولا استيراد ولا تصدير ولا صناعات غذائية ولا تحويلية، ولا الاستثمار في العقار ولا بورصة “الدوفيز”، ووصل بها الجشع إلى حدّ استيراد “مصارن الجراين”، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منّا وبنا!

الآن، وقد أسقط الحراك رؤوس الأخطبوط، بمرافقة وحماية الجيش الوطني الشعبي، ها هي العدالة ومعها الأجهزة الأمنية المختصة، تلاحق المتورطين والمتواطئين والمدبّرين والغمّاسين و”الشحّامين”، وتحقّق مع “مول الباش” وأصحابه، في الكثير من الخروقات والتجاوزات والصفقات المشبوهة والمسروقات التي أفرغت بيت مال الجزائريين!

الفساد نزل خلال الحكم البائد، من “سارق الختم”، إلى الوزراء إلى المديرين إلى الأميار والمنتخبين، إلى رجال أعمال “الصدفة”، وأصحاب “الشكارة” الذين سمّنهم الباب العالي لحاجة في نفس يعقوب وجاكوب، فعمّ الفساد المحمي بقوانين على المقاس، وبمسؤولين “ما يخافوش ربّي”، وكانوا يغرفون ويأكلون بـ”البالة”، متجاهلين بأن دوام الحال من المحال!

الغريب أن حكايات “علي بابا والأربعين حرامي”، كانت متداولة بين المواطنين البسطاء، حتى في عزّ نفوذ الساقطين والمتساقطبن والمسجونبن اليوم، لكن هؤلاء كانوا يردون أو يوعزون كلما لحقهم القلق، بأن الأمر مجرّد إشاعات، وبتعجيز “هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”، ولم يستحوا من استفزاز “شعيب الخديم” في خطاباتهم، وللأسف كانوا يخرجون في كلّ مرّة كالشعرة من العجين، ببساطة، لأنهم كانوا “حاميها حراميها”!

من حسنات الحراك السلمي، الذي وعد الجيش منذ انطلاقه بحمايته وعدم السماح بهدر قطرة دم واحدة، أنه أسقط الحصانة والحماية و”الفيتو”، عن كلّ هؤلاء “العفاريت” الذين كانوا يحلون ويربطون، وكانوا ينفون من يريدون ويرسلون من شاءوا إلى ما وراء القمر والشمس وزحل والمريخ وعطارد!

نعم، لقد اتضح أن الفساد هو سبب الفرملة والخمول والركود والتأخر ومشية السلحفاة، التي أصابت المواطن والوطن في مقتل، ومنعت تقدّمهم نحو الأمام بخطوة واحدة، والطامة الكبرى، أن المفسدين عملوا على الوسوسة في صدور الناس وزوّقوا لهم السرقة والنهب والسلب والخطف والتدليس والتزوير، وأوهموهم أنهم بذلك سيدخلون الجنة، وكان غرضهم من وراء هذا “التشيطين” إفساد أكبر قدر من المغرّر بهم حتى لا يبقى من يحاسبهم ويدخلهم السجن.. لكنهم خسئوا وتيقنوا بأن هناك قرئ في وجوههم المعوذتين وآية الكرسي وأبطل طلاسمهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • SoloDZ

    سبب الفساد الذي انتشر في بلادنا بشكل جنوني على جميع الاصعدة والمستويات وفي مختلف المجالات سببه الرئيسي ليس فساد النظام كما يعتقد الكثيرين بل السبب الاول هو فساد الاخلاق للكثير الكثير من الناس في مجتمعنا رسميين ومدنيين ويرجع ذلك للحرمان الذي عاشه الناس لعقود طويلة ثم جائت الثروة الهائلة من مداخيل المحروقات صدمت الجميع والتقت مع مسؤولين (الخارجين من الشعب) مقهورين من الحرمان ومستوى اخلاقهم لم يكن كاف ليتقوا غرور ما وضع بين ايديهم فأطلقوا العنان لشهواتهم ونزواتهم وحتى خيالاتهم وعمموا ذلك والتقط الشعب هذا الفسد بالاحضان ولم يلفظه الا من رحم ربي وعلاج الفساد يكون بعلاج اخلاق المجتمع فالازمة اخلاقية