تشييع مهيب لشهيد الواجب الوطني النقيب تناح بتيارت

شيع، مساء الخميس، شهيد الواجب الوطني النقيب تناح محمد الأمين في أجواء مهيبة وبحضور السلطات العسكرية والمدنية، بمقبرة سيدي اعمر بمدينة فرندة التابعة لولاية تيارت، حيث سقط الشهيد بميدان الشرف بمنطقة عين القصرية بسيدي مصباح، دائرة برج الأمير عبد القادر، شرق ولاية تيسمسيلت.
كان النقيب محمد تناح، رفقة عناصر وحدته في مهمة تمشيط بالمنطقة قبل أن تفاجئهم طلقات نارية من طرف مجموعة إرهابية مجهولة العدد بحدود الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء، ليصاب الشهيد مباشرة ويفارق الحياة بالعيادة المتعددة الخدمات ببلدية برج الأمير عبد القادر، ونقل جثمانه إلى المؤسسة الاستشفائية لسيدي بوتشنت بدائرة ثنية الحد، قبل نقله لولاية وهران، أين رفع جثمان شهيد الواجب الوطني النقيب تناح محمد الأمين على مستوى المستشفى العسكري الجهوي الجامعي بالناحية العسكرية الثانية، وقدمت التعازي لأسرة الشهيد بحضور قيادات وإطارات الناحية العسكرية الثانية، ليتم بعدها نقل جثمان شهيد الواجب الوطني إلى مسقط رأسه بمدينة فرندة بولاية تيارت، أين كان في استقباله السلطات الولائية لولاية تيارت وعلى رأسها والي الولاية علي بوقرة ووالي ولاية تيسمسيلت لعرج نحيلة، وممثلو السلطات العسكرية، حيث تم تشييع جثمانه إلى مقبرة مدينة سيدي اعمر بمدينة فرندة بحضور جمع غفير من المواطنين.
وبخصوص العملية العسكرية التي شنتها قوات الجيش الشعبي الوطني، فقد أفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني بأنه “في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها وحدات قواتنا المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب وإثر عملية بحث وتمشيط يوم 10 ماي 2023، بمنطقة عين القصرية بسيدي مصباح بلدية برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت بالناحية العسكرية الثانية، قامت مفارز للجيش الوطني الشعبي برصد مجموعة إرهابية والاشتباك معها، مما أدى إلى استشهاد النقيب تناح محمد في ميدان الشرف”.
وأضاف البيان أنه بهذه المناسبة الأليمة، يتقدم السيد الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بأصدق التعازي والمواساة لعائلة الشهيد النقيب تناح محمد، متضرعا إلى المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه”.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن العملية التي تواصلت مكنت من محاصرة وتطويق المجموعة الإرهابية والقبض على أفرادها الأربعة (04)ويتعلق الأمر بكل من الإرهابي بلعقبان رشيد، المدعو عدي الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2003، والإرهابي زوابر حمزة الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2016، والإرهابي نواور بلال الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2016، والإرهابي خباز إبراهيم المدعو عبد الودود.
وخلال هذه العملية تم أيضا استرجاع ثلاثة (03) مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وبندقية (01) نصف آلية نوع سيمينوف، (01) قنبلة يدوية وكميات من الذخيرة وأغراض أخرى.
سأكون فخورا إن استشهد ابني الآخر!
من جهته، قال والد الشهيد تناح لـ”الشروق”: “ابني مات شهيدا وهو يخدم وطنه، وأنا فخور جدا بأبنائي، وعندي ابن آخر بالجيش الشعبي الوطني وسأفتخر به أيضا في حال استشهاده في سبيل الوطن”، وأضاف يقول: “ابني الشهيد معروف بخصاله الحميدة حتى إن أغلب سكان الحي يحبونه كثيرا لطبيعته المرحة وحبه لفعل الخير، فقد تحصل ابني الشهيد على شهادة البكالوريا والتحق بالجامعة، غير أنني دعوته للالتحاق بالجيش الوطني الشعبي من أجل الدفاع عن الوطن، والحمد لله على كل حال.. ابني زارنا في عيد الفطر ولا نملك اليوم سوى أن نسأل الله أن يرزقه الجنة، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
علامات الصدمة والحسرة كانت بادية على زملاء ومعارف شهيد الواجب الوطني تناح محمد الأمين، المعروف بطيبته وحسن أخلاقه بمكان عمله بالثكنة العسكرية بدائرة برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت. وصرح محمد وهو من سكان المنطقة للشروق، “محمد كان شابا خلوقا ويحبه الجميع وكل سكان الحي، اليوم فجعنا حقا برحيله، نسأل الله عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه، فعلا إنها صدمة كبيرة عاشها سكان مدينة فرندة اليوم”.
دائرة برج الأمير عانت من فلول الإرهاب
العملية الإرهابية الإجرامية التي نفذها عناصر أحد التنظيمات الإرهابية، بدائرة برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت، أعادت إلى الذاكرة الجريمة التي نفذتها هاته العناصر الارهابية بطريقة وحشية لا يصدقها العقل وبثت الرعب في نفوس سكان الدائرة، والمتمثلة في اغتيال رئيس بلديتها بطريقة بشعة، بتواطؤ أطراف أخرى بتاريخ 11 ديسمبر من سنة 2014، أين تم استدراج الضحية ش .بن يوسف البالغ من العمر 56 سنة نحو مزرعته الواقعة بمنطقة دوار عين الدرقة والتي لا تبعد عن دائرة برج الأمير عبد القادر سوى بثمانية كيلومترات، بزعم تعرض أغنامه للمرض، وبحكم معرفته بالفلاحة كونه كان يشغل منصب رئيس الغرفة الفلاحية بولاية تيسمسيلت سابقا قبل توليه منصب رئيس البلدية، سارع إلى الانتقال لعين المكان وبعد وصوله لمزرعته باغتته مجموعة مسلحة وأطلقت عليه النار قبل التنكيل بجثته بطريقة وحشية لا يصدقها العقل، ويعتقد أن الإرهابيين اللذين نفذا هذه العملية الإجرامية أقدما على هذا الفعل الارهابي بدافع الانتقام منه، بعدما كشف الضحية مؤامرة هؤلاء لتجنيد شباب المنطقة لصالح المجموعات الإرهابية، ما دفع بهم إلى الفرار قبل نحو شهرين إلى الجبال والالتحاق بالجماعات المسلحة ومن ثم الانتقام من رئيس البلدية الذي حاول الدفاع عن شباب البلدية وتوعيتهم بخطورة الحملات الدعائية التي كانت تقوم بها العناصر الإرهابية بذات البلدية.
وسجلت دائرة برج الأمير عبد القادر منذ ست سنوات تقريبا، استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ثمانية آخرين في انفجار قنبلة تقليدية الصنع بمنطقة تاحمامت بذراع الطويل ببلدية برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت، جراء قنبلة تقليدية تم زرعها على حافة الطريق الوطني رقم 14، فيما تم تسجيل تفجير عبوة ناسفة أخرى عن بعد، استهدفت سيارة مواطن كان يموّن الثكنة العسكرية بمنطقة غنامة بذات البلدية بمادة الخبز، وأصيب بجروح، وقبلها سُجل انفجار قنبلة تقليدية أخرى استهدفت أحد مموني إحدى الثكنات العسكرية الواقعة بمنطقة ذراع الطويل ببلدية برج الأمير عبد القادر بمادة الخبز ويتعلق الأمر بالضحية (م.ج) البالغ من العمر 30 سنة أب لطفلين، والذي توفي متأثرا بجراحه بتاريخ 26 جويلية من سنة 2012.