-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تضخمٌ مليوني في نبوءات الآفمي

حبيب راشدين
  • 1538
  • 5
تضخمٌ مليوني في نبوءات الآفمي

إذا ما صدَّقنا تنبؤات صندوق النقد الدولي فإن نسبة التضخم بفنزويلا سوف تتضاعف العام القادم بنسبة 1000000 % (مليون بالمائة) بعد أن ارتفعت حسب تقديرات الصندوق إلى أكثر من 2000 % هذا العام وحوالي 700 % سنة 2017 مع تراجع الدخل القومي الخام (367 مليار دولار) بنسبة 18 % في بلد نفطي غني كان يُصدِّر حتى سنة 2014 ضِعف صادرات الجزائر النفطية وبدخل فردي يقترب من 10000 دولار.
هذا الانهيار الخطير لاقتصاد بلدٍ نفطي حصل مع بداية تراجع أسعار النفط في صيف 2014، واكبه توقف استثمارات فنزويلا لتجديد آلة الانتاج ليتراجع إنتاج النفط من 2،3 مليون برميل في اليوم سنة 2016 إلى 1،5 مليون برميل هذا العام، يبقى كافيا لامتصاص الآثار السلبية للأزمة أو على الأقل تسييرها إلى حين، لو لم تتحرك الآلة الأمريكية والغربية للإجهاز على بلد كان يُصنَّف في خانة الدول المارقة على النظام العالمي، وتنجح الأيادي العابثة في تنظيم حالة نُدرة غير مسبوقة ضاعفت نسبة التضخُّم فوق ما كان سيترتب عن تراجع الموارد المالية، ثم توظيف موجَّه لحالة الندرة والتضخم لصناعة شغب شعبي كان يراهَن عليه للإطاحة بالحزب الحاكم.
في نفس اليوم الذي صدر فيه هذا التقرير المرعب لصندوق النقد الدولي (أف أم إي) نشر الديوان الوطني للإحصاء آخر البيانات عن نسبة التضخم التي تكون قد بلغت نهاية شهر جوان نسبة 4,6% بما يكذب البيانات التهويلية التي صدرت من قبل عن صندوق النقد الدولي، والتي كانت تَعِدُ الجزائر بمسار شبيه بما حصل في فنزيلا نتيجة اللجوء إلى تمويل غير تقليدي.
تراجع أسعار النفط لا يكفي لتفسير الانهيار الحاصل في اقتصاد فنزويلا مع نجاح دول نفطية أكثر كثافة سكانية منها مثل نيجيريا وإيران والجزائر في التحكُّم في نسب التضخم دون سقف 20 % ( 4,6 في الجزائر و9،7 في إيران و15 % في نيجيريا مقابل 32 % في مصر الخاضعة لوصفات الآفمي) مع فارق بين الدول الأربع له صلة بنسبة المديونية الخارجية (فنزويلا 55 مليار دولار، إيران 13، نيجيريا 11، والجزائر 3،7) لتسقط وصفة الآفمي الأولى التي أوصت بمواجهة تراجع الموارد النفطية باللجوء إلى الاستدانة الخارجية.
كما ليس بوسع الآفمي اتهام السياسة الاجتماعية في الدول الأربع، وقد تكون منظومة الدعم أكبر وأوسع في إيران، وهي أوضح وأشمل في الجزائر، بما يُسقِط الوصفة التقليدية الثانية للآفمي التي تنصح الدول برفع الدعم عن الطاقة والمواد الاستهلاكية، وتفكيك شبكة الحماية الاجتماعية في الصحة والتعليم والسكن.
وكما يقال في علم الجريمة “بعد استبعاد المستحيل، فإن ما تبقى، مهما كان احتمالا ضئيلا، يجب أن يكون الحقيقة”، والحقيقة أن ما حصل لهذا البلد النفطي في بحر ثلاث سنوات لا يفسَّر باستعراض قوانين الاقتصاد، أو بتجاهل فنزويلا للوصفات التقليدية للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي، وإلا كانت الجزائر أكثر الدول النفطية عرضة للسيناريو الذي يُبشر به الآفمي الشعب الفنزويلي بتوقع نسبة تضخم تفوق مليون بالمائة سنة 2019 سوف تحطم الرقم القياسي الذي سجلته ألمانيا سنة 1923، ويكون وقتها لزاما على هذه المؤسسة المالية أن تقدم اعتذارا رسميا للحكومة الجزائرية التي اختارت تجاهل الوصفات التقليدية للصندوق: اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، رفع الدعم وتجميد السياسات الاجتماعية، وتعويم العملة، مع التحرير الشامل للتجارة الخارجية، وحرية تنقل رؤوس الأموال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • **عبدو**

    2- و قال:{الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ، كما حرّ م الرّبا على الدائن لأن ذلك يجهد المدين و يعطّله .

  • **عبدو**

    1- ماذا ينتظر من صندوق النكد الدولي ،حين يطلب منه مساعدة يقول لك خفض قيمة العملة ( هدم للطبقة المتوسطة) + تسريح العمال (أي أن مصيرهم لا يهم ) + رفع الدعم + حرية حركة رؤوس الاموال وما ينتج عنها ، خوصصة المؤسسات العمومية ... ؟!!!
    مما يؤدي الى الشك و التركيز على تقاريره سواء المحفّزة او المحبطة لأنها قد تكون محاولة ارباك و تشكيك
    في نفس المدين (الذي اخذ او يريد اخذ قرض) او الايحاء بأنه يعلم كل صغيرة و كبيرة ...

    في الاسلام قال الله تعالى:{قوْلٌ معروف و مغفرة خيْر مِنْ صدقة يَتْبَعُها أذى والله غنيٌّ حليم}

  • قمة الجبال تتشابه في السماء

    يجب أن يتحد العالم
    و ليس فقط يتكاثر على حساب غيره
    بعيدا عن الأفكار القومية و الأعذار الدينية و الذكريات التارخية
    من المفروض أن يتحد العالم حتى تفتح كل الحدود تدريجيا
    هذا يعتمد على نسبة الوعي وسرعة النضج بين الشعوب
    ليس بهدف إختلاط الأجناس في بعضها .. لا
    هذا شيئ يحدث تلقائيا دون أن يشعر به أحد
    فالهدف واحد و المصير واحد
    فـ إن تحسن حال كل شعوب العالم
    حتما ستذوب كل المشاكل
    وتختفي

  • ساسي جاري

    لكن عودة الجزائر الي صندوق النقد الدولي امر حتمي لان التمويل غير التقليدي لن يدوم الا اشهر فقط وسنقع فيما لا يحمد عقباه
    الجزائر ستقع في تضخم كبير لان الخزينة ستفلس عن اخرها -اسعار النفط لا تفيد صعودا او هيوطا -
    علي الجزائر كباقي دول العالم مقدمة علي الاستدانة

  • جزائري

    IMF: IRREVERSKBLE MONETARY FAILURE
    أي
    الفشل المالي غير القابل للتعديل