تعطّل التكييف بقاعات الحفلات يُفسد أعراس جزائريين

تشتكي عائلات، ممن نظّمت أعراسها مؤخرا، من ظاهرة عدم اشتغال أجهزة التكييف في أثناء الفرح وتواجد المدعوّين، في وقت يدّعي صاحب القاعة أن كل شيء على ما يرام. وهي الظاهرة التي تسبّبت في إفساد أعراس كثيرة، في ظل درجات الحرارة القياسية، التي قد تحول قاعة أفراح تضم مئات الأشخاص إلى فرن كبير، بينما يُبرر أصحاب قاعات الحفلات بأن الضغط الكبير على استعمال الكهرباء صيفا هو السبب.
باتت كثير من العائلات تتخوّف من تنظيم أعراسها صيْفا، بسبب درجات الحرارة التي باتت قياسية خلال السّنتين الأخيرتين، ما يُفسد عليهم فرحة العمر. ومع ذلك، يضطر الكثير إلى اختيار فصل الصيف لإقامة أفراحهم، بما أنه فصل عطلة للكبار والصغار.
وتلقت جمعيات حماية المستهلك، بحسب ما علمته “الشروق”، عشرات الشكاوي من مواطنين عبر الوطن، يشكون ما اعتبروه “تلاعبا وغشا” من طرف بعض أصحاب قاعات الحفلات، من الذين أكدوا لهم عند إبرام عقد الإيجار، أن جميع المكيفات في القاعة تشتغل، ليفاجأ أصحاب العرس بتعطل غالبيتها في أثناء مراسم الفرح.. وهو ما يحوّل قاعة الحفلات إلى فرن شديد السخونة، لا يتحمله لا الكبار ولا الصغار.
ومن هؤلاء، عائلة أجّرت قاعة أفراح معروفة ببلدية عين البنيان، غرب الجزائر العاصمة، تحتوي على 8 مكيفات من الحجم الكبير، لأن القاعة كبيرة وتتسع لأكثر من 500 مدعو، لتفاجأ صاحبة العرس بتعطل 4 مكيفات في أثناء العرس، وهو ما حول عرسها إلى جحيم.
تقول محدثتنا: “شعر العروس وباقي المدعوات أفسدته الحرارة والعرق المتصبب، والغالبية لم تستطع انتظار وجبة العشاء، واضطررن إلى المغادرة، هربا من الحرارة الكبيرة داخل القاعة، ونساء أخريات كن يبحث عن أي شيء تطاله أيديهن ليروّحن به على أنفسهن”.
وتتأسف محدثتنا، لكونها استغرقت سنتين كاملتين في التحضير لعرس آخر أبنائها، الذي أرادته مميزا، وفعلا كان مميزا من ناحية هروب المدعوين..!
والظاهرة جعلت كثيرا من العائلات تعتذر عن عدم تلبية دعوات الأعراس المقامة خلال فصل الصيف، خوفا من الحرارة الشديدة.

عائلات “تتهرّب” من أعراس جويلية وأوت
وعن تعويض أصحاب قاعات الحفلات للعائلات المتضررة من هذه الظاهرة، رد ّ”كريم”، صاحب قاعة حفلات بحي قاريدي بالجزائر العاصمة، بأن المشكل خارج عن نطاقهم، وسببه الحرارة المرتفعة، وقال: “عندما يقصدني مواطن لتأجير القاعة، يدخل ويطلع عن قرب على كل ما يلزمه، سواء من حيث اتساع القاعة أم اشتغال المكيفات.. وبالتالي، لا يمكننا تعويضهم عن مشكل ليس لنا يد فيه”.
“الشروق” نقلت هذا الانشغال إلى رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات، المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، بريكسي رقيق، الذي اعترف بوجود شكاوى عديدة حول التكييف في قاعات الحفلات، خلال هذه الصّائفة، وعبر مختلف ولايات الوطن، ولكنه أرجع سبب الظاهرة إلى الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، خصوصا خلال شهر جويلية المنصرم.
وقال بريكسي إن الإشكال هو في استفادة كثير من أصحاب قاعات الحفلات من عدّاد واحد للكهرباء، وهو ما يجعل قدرة استيعابه خلال درجات الحرارة القياسية ضعيفا جدا، ما يتسبب في تعطل المكيفات. وهو ما جعله يطالب مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز سونلغاز، بتسهيل عملية تركيب أكثر من عدّادين في قاعات الحفلات.