-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تعميم الفساد للإفلات من العقاب!

جمال لعلامي
  • 889
  • 3
تعميم الفساد للإفلات من العقاب!
ح.م

الفنانون انتفضوا أيضا، وطالبوا بفتح تحقيقات في “فساد الثقافة”، وهذا مؤشر آخر على أن كلّ القطاعات لم تسلم من الفساد والإفساد و”الأفسدة” خلال السنوات الماضية وتذكرنا هذه المواقف والمستجدات، بالمقولة الشهيرة لـ”مخلوف البومباردي” في رائعة “كرنفال في دشرة”، عندما قال “الثقافة انتاعنا”!

الكرنفال، لا يخص “الثقافة انتاعنا” فقط، وإنما أيضا “السياسة انتاعنا”، و”الاقتصاد انتاعنا”، و”التسيير انتاعنا”، و”التربية أنتاعنا”، و”الأخلاق أنتاعنا”، و”الأحزاب أنتاعنا”، و”العائلة انتاعنا”، وكلها “راحت في كيل الزيت”، ومن المسببات المباشرة والهالكة، وباء الفساد الذي أفسد النسل والحرث!

التحقيقات والملاحقات الخاصة بجرائم وفضائح وفظائع الفساد، كشفت أن كل القطاعات موبوءة ومريضة بسرطان الفساد نتيجة دخولها “حظيرة العدوى” خلال 20 سنة كاملة، وها هي الآن القضايا تنكشف والملفات تـُفتح، والشهادات والاعترافات “تكشف البازقة” وتورط المصلي وتارك الصلاة، وحراس المعبد ممّن كانوا في الأصل “حاميها حراميها”!

المطاردات أذهلت الرأي العام، وإن كان الجزائريون يدركون حجم الذي حصل خلال السنوات الماضية، حيث عاش كلّ مواطن الظاهرة المرعبة على مستوى بلديته وولايته وحيّه البسيط، حيث عشّش الفساد وتنامى المفسدون، من مختلف الأحجام، ونزلت الشبهة من الوزير إلى المدير والوالي والمير!

نقل الفساد إلى الطرف الآخر، كان في ما يبدو، مقصودا من طرف “صنـّاع الفساد”، من باب التعميم ليصبح “الجميع” متورطا أو متواطئا، والهدف الإفلات من العقاب(..)، من خلال شعار “شفتوني غير أنا نسرق”، لكن الحراك وإرادة الخيّرين في بلد الشهداء، أحبطت المخطط، وأوقفت النزيف، وعرّت المتورطين والمستفيدين من الريع خارج القانون والأخلاق!

بدل تعميم تطبيق القانون، وتعميم الأخلاق والقيم، وتعميم حسن التدبير، وتعميم التنمية ودفع المشاريع الحية والميتة، وتعميم الاستثمار المنتج والنزيه، وتعميم منح المناصب والحقائب للكفاءات والشرفاء، تمّ للأسف تعميم الإفساد، اعتقادا خاطئا أنه “إذا عمّت خفّت”، لكن هذا المبدأ الفلكلوري انتهى بالعشرات في الحبس والتحقيق والملاحقة القضائية!

لقد كان البلد ضحية للمفسدين، وكان الاقتصاد أضحية لهم، والاستثمار كذلك، والخزينة العمومية والمال العام كبش فداء، وقد استباحوا عرق ومصير آلاف العمال والإطارات ممّن يدفعون اليوم فاتورة “أرباب عملهم”، والمتواطئين معهم من رؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين، ممّن قبضوا ثمن الجشع والطمع وتفضيل النهب والسلب المقنّن بتنظيمات على المقاس، لم تصمد أمام عنفوانية تسونامي “فخامة الشعب”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • HOCINE HECHAICHI

    لن يتغير شيء فسيذهب جميع رموز نظام بوتفليقة وستجرى انتخابات ستأتي برئيس وحكومة وبرلمان وولاة ورؤساء بلديات ...جدد وسنبقى في اقتصاد الريع نستورد طعامنا ولباسنا ودواءنا و...وسنبقى شعبا مسعفا يعيش في محيط قذر تسود فينا ثقافة الفساد ونهب كل ما هو "بايلك" ( من عاملة النظافة إلى رئيس الجمهورية ) إلى أن نصل إلى إفلاس وانهيار الدولة .

  • عبدالقادر عبدو

    ولماذا لم تتكلم عن هذا زمان الفاسدين؟؟!!
    لماذا كان أغلبكم يمدحون سرا وعلانية تصريحا وتلميحا..؟؟!!
    لماذا كانت معاولكم على النواب فقط، والاساتذة والإطارات الضعفاء والأميار و...لكن الوزراء والجنرالات الفاسدين لم تفكروا أبدا في فضحهم أو نصحهم على الأقل، أو قول كلمة في فسادهم..وتدميرهم لوطن..

  • اسماعيل بلباي-المسيلة

    اخي الفاضل جمال لعلامي المحترم
    بعد التحية والاكرام اعجبني عنوان ورقتكم الموسوم:"تعميم الفساد للإفلات من العقاب!" وهو عنوان عميق لمن يفهمه وليس من يمر عليه مرار الكرام.فبارك الله فيكم ولكم وعيدكم مبارك سعيد.اسال الله ان يعيده الله علينا وعليكم وبلادي مضمدة الجراح بالخير واليمن والببركات.
    اسماعيل بلباي-ماستر علوم سياسية-جامعة محمد بوضياف-المسيلة-الجزائر