-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التغيير في نمطية طرح الأسئلة وراء تحسّن نتائج الاختبارات

تفوّق مفاجئ لتلاميذ المتوسط والثانوي في مادة العلوم

نشيدة قوادري
  • 1378
  • 0
تفوّق مفاجئ لتلاميذ المتوسط والثانوي في مادة العلوم
ح.م

أظهرت دراسة حديثة أنجزتها لجان مشتركة من مفتشي البيداغوجيا وأساتذة الاختصاص، حول نتائج اختبارات الفصل الدراسي الأول من السنة الدراسية الجارية، تفوّق التلاميذ بالطورين المتوسط والثانوي في مادة العلوم الطبيعية، بشكل كبير وملحوظ مقارنة بالسنوات الفارطة، بتحصّل الأغلبية على علامة 17 من 20 فما فوق.
وفي هذا الصدد، لفتت نفس الدراسة الإجرائية إلى أن الأساتذة، وخلال تحليلهم لنتائج تلامذتهم، أرجعوا سبب هذا التحسّن المفاجئ إلى تكفل مفتشي المواد بالتغيير في نمطية الأسئلة المطروحة، بالعودة إلى النمط الكلاسيكي والذي يرتكّز بالدرجة الأولى على المواضيع المباشرة والخالية من الترميز والغموض المشفر.
وأفادت مصادر “الشروق”، أن الدراسة التي أعدها مفتشون من تخصّص بيداغوجيا وأساتذة المواد، حول تقييم نتائج اختبارات الثلاثي الأول من الموسم الدراسي الحالي، قد أبانت عن تحصل نسبة 62 بالمائة من تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي “بمختلف المستويات التعليمية” على المعدل 10 من 20، وهي النتائج التي لم ترق إلى تطلعات المربين ولم تكن في المستوى المرغوب من طرف إدارة المؤسسات التربوية.
ويرجع السبب، حسب الدراسة ذاتها، إلى التوترات التي شهدها الدخول المدرسي الجاري، جراء تأخر إنجاز بعض الأعمال المرتبطة مباشرة بتمدرس التلاميذ والحياة المدرسية، على غرار مشاكل التحويلات ومعوقات إعادة الإدماج، الأمر الذي أبطأ عملية التحاق المتعلمين بمؤسساتهم التربوية، مما صعّب، بالمقابل، من مهمة الأساتذة في تكملة وإتمام الدروس بشكل متواصل بدون انقطاع.
والسبب الثاني، بناء على الدراسة ذاتها، يعود إلى لجوء إدارة المتوسطات إلى برمجة تقييم المكتسبات لفائدة تلاميذ الأولى الناجحين في امتحان “السانكيام الجديد” في دورته الثانية، في بداية الدخول المدرسي الجاري، الأمر الذي تسبّب في تأخر انطلاق الدروس الفعلية.
وفي هذا الشأن، أشارت الدراسة نفسها إلى أن الأساتذة قد وقفوا على تحسّن ملحوظ ومفاجئ في نتائج تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي في مادة العلوم الطبيعية، وهو التخصّص الذي طالما واجه المتعلمون صعوبة في تعلمه واستيعابه، ولدى تحليلهم للمسألة، اتضّح بأن مفتشي المواد قد لجؤوا إلى المبادرة بالتغيير والتعديل في نمطية “طرح الأسئلة”، من خلال العودة إلى العمل بالطريقة الكلاسيكية، والتي ترتكز بالدرجة الأولى، على عرض مواضيع وتمارين مباشرة، والتي وردت بذلك خالية من الترميز والغموض المشفر.
بالإضافة إلى ذلك، أبرزت مصادرنا بأن أغلب التلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي، قد تحصلوا على علامات بين الجيّدة والممتازة في مادة العلوم الطبيعية، إذ تراوحت النقاط بين 16 و19 من 20، الأمر الذي نال إعجاب واستحسان كافة أفراد الجماعة التربوية.

الوضعية الإدماجية وراء تراجع مستوى التلاميذ في العربية
وبخصوص مادة اللغة العربية، كشفت الدراسة الإجرائية نفسها، أن “الوضعية الإدماجية”، لا تزال تشكّل مصدر ضعف لدى متعلمي الطورين المتوسط والثانوي بمستوياتهم التعليمية المختلفة، إذ تحوّل التخصّص من مادة مشجعة إلى مسقطة بشكل جد ملفت للانتباه، وهو الأمر الذي يستلزم أخذ المسألة على محمل الجد، تفاديا لمفاجآت قد لا تكون سارة بالنسبة للمتعلمين، على اعتبار أن المادة تبقى أساسية ومعاملها مرتفع.
إلى ذلك، أرجع أساتذة الاختصاص أسباب تأخر التلاميذ في اللغة العربية إلى “التضارب” في الطرائق المعتمدة في التدريس من جهة، ومن جهة ثانية، ضعف المكتسبات القبلية لدى التلاميذ، خاصة في الوقت الذي برزت فيه مصطلحات جديدة ضمن مناهج الجيل الثاني، على غرار فهم المنطوق، فهم المكتوب والإنتاج الكتابي.

المطالبة باستحداث آليات جديدة للارتقاء باللغات الأجنبية
وفيما يتعلق باللغات الأجنبية، أكدت مصادرنا على أن الدراسة التحليلية لاختبارات الفصل الدراسي الأول لم تسجل أي تحسّن في مادتي اللغة الفرنسية والإنجليزية، لتلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، بحيث لا يزال الضعف القاعدي مطروحا وعلى حاله من دون أي تقدّم ملحوظ، الأمر الذي يستوجب استحداث آليات جديدة للارتقاء باللغات في العملية التعليمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!