تلفون “مدوار”!

من يستمع إلى تصريحات وخرجات رئيس فريق شباب بلوزداد محمد بوحفص وهو ينفي أمام الصحفيين وجود أزمة خطيرة في فريقه، ويقلل من شبح أخذه للهاوية، سيعتقد أن هذا الرجل إمّا يتعمد الإساءة لـ”الشباب” بتاريخه وأنصاره وإما “رُفع عنه القلم” فلم يعد يعرف ما يفعله!
المهم، ذلك شأن أنصار بلوزداد وهم كُثر(حتى من خارج هذا الحي العريق ومن خارج العاصمة) لكن تناول الإعلام لقضية الفريق المذكور أخذت أبعادا تهويلية أكثر من اللزوم، وبشكل غامض وغير مفهوم، فالكثير من الفرق تعاني وتكاد تنفجر من الداخل، ولا أحد تكلم عنها أو اهتم لحالها، ولا داعي هنا لذكر أمثلة معينة فهي كثيرة وبطولتنا تمثل مقياسا حقيقيا لكل ما هو رديء وغير رياضي بالمطلق!
لكن ما يهمنا أكثر من قضية بلوزداد، هو انطلاقة البطولة المتعثرة ومحاولة الرئيس الجديد للرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار الظهور بثوب الرجل الصارم والمتمسك بالقوانين مهما كانت الضغوط الممارسة، أو بلغ نفوذ الجهة المتضررة، على غرار ما فعل حين حلف أغلظ الإيمان أن لا يتأجل لقاء مولودية العاصمة بفريق بارادو وهو ما كان فعلا، فتم تسجيل نقطة لحساب مدوار والقانون ضدّ كمال قاسي السعيد و”العميد”!
المطلوب من الإعلام الآن، التركيز أكثر على التجاوزات ودعم القانون، سواء كان مدوار من ينفذه، أو غيره، رغم أن أكثر قطاع تصلح معه عبارة “الهدرة باطل” ومن دون تأثير هو قطاع كرة القدم، وإلا كيف يمكننا تفسير لجوء أكبر شركات البلاد وهي سوناطراك لدعم 4 فرق في بطولة واحدة و”بالوجوه” رغم أن الأمر ممنوع بالقانون؟!
وهنا تحضر الرؤية التي قدمها مدوار وهي صحيحة وإيجابية، حين اقترح صندوقا تمويليا تضع فيه الشركات الكبرى الأموال من أجل توزيعها بالعدل على الفرق “كل الفرق”، وليس على هذا الفريق دون الآخر، فهل يمكن للرئيس السابق لنادي الشلف أن يصمد ويتمسك بتنفيذ القوانين أم أن “تلفونه الخاص” سيرنّ قريبا!