-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تلوّثٌ لغويٌ خطير

حسين لقرع
  • 4358
  • 0
تلوّثٌ لغويٌ خطير

ينبغي أن لا نقلق لأن هناك 8 ملايين جزائري يتقن الفرنسية ويتحدث بها، فبالمقابل هناك إقبالٌ لافت على تعلّم الانجليزية، وحرص من الأولياء على أن يتلقى أبناؤهم دروس دعم في اللغة الأولى عالمياً لتقوية مستوياتهم فيها، وهذا يعني أن اللغات الأجنبية بالجزائر تسير باتجاه تغليب العامل العلمي على الإيديولوجي، برغم مؤامرات بقايا “دفعة لاكوست” وحرصها على إبعادها عن منافسة الفرنسية في الجزائر.

لكن ما ينبغي أن نقلق عليه فعلاً هو وضعية اللغة العربية التي تشهد تراجعاً مستمراً لدى الأجيال الجديدة، يُضاف إلى تراجعها التقليدي الناجم عن التمكين للفرنسية على حسابها منذ الاستقلال إلى الآن.

يمكن متابعة بعض ما يُكتب في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والانترنت عموماً، وكذا في الرسائل النصية القصيرة التي تنشر الفضائيات بعضَها، في الجزائر وفي مختلف الدول العربية، لنرى أن اللغة التي نعرفها، باتت مهدّدة بالاندثار لحساب “لغةٍ” أخرى هجينةٍ ملوّثة بالتعابير العامية، وتُستبدل فيها بعضُ الحروف بأرقام، هذا إذا صحّ أصلاً أن نسميها “لغة”..

اللغة التي يدرسها أبناؤنا في المدارس وحتى الجامعات، لا تُستعمل إلا على نطاقٍ ضيّق. وبالمقابل، غزت “لغة” أخرى غير معروفة عقولهم وكتاباتهم، فأمعنوا تشويهاً للعربية الفصيحة، وتفريغها من شحنتها الدلالية العريقة، فأضحت لغة أخرى بدون روح، تُستعمل للتواصل الميكانيكي وانتهى الأمر.

لا قواعد تُحترم في لغة شباب اليوم، ولا نحو، ولا صرف.. هي لغة أكثرُ كلماتها عامّية، لا تظهر الكلماتُ الفصيحة فيها إلا نشازاً، فتبدو وكأنها هي الدخيلة عليها!

طيلة نصف قرن من الزمن، كانت العربية في الجزائر تعاني التهميش في عُقر ديارها لصالح الفرنسية، أما الآن فهناك مشكلة أخرى تُضاف إليها، وهي نوعية “العربية” التي تُستعمل في اللغة اليومية لشبابنا، فهي لا ترتقي حتى إلى مستوى “اللغة الثالثة” الوسطى بين “الفصحى المتقعِّرة” و”العاميات السائدة في الشارع” على حدّ تعبير بعض خبراء اللغة العرب الذين نادوا بـ”اللغة الثالثة” في السنوات الأخيرة، ورافعوا كثيراً لإحلالها في الميدان، وقالوا إنها بديل “عملي وواقعي”.. فهذه “اللغة الثالثة” التي نسمعها على لسان المعلقين على مباريات كرة القدم مثلاً، تبدو أرقى بكثير من “اللغة” التي يستعملها شبابُنا في مختلف الوسائط التكنولوجية المعاصرة، للتواصل بينهم.

ما يتداوله شبابُنا اليوم لا علاقة له بالعربية إلا بالاسم، هو مجرد تلوّثٍ لغوي غريب يُقدَّم على أنه “لغة تواصل”.. لغة شبابنا اليوم هي التي ينبغي أن تقلقنا أكثر من انتشار الفرنسية على حسابها وعلى حساب اللغة الأولى في العالم، انتشارُ الفرنسية أمرٌ ظرفي سيُصحَّح مهما طال الوقت، أما انتشار هذه اللغة الهجينة الملوَّثة واستحكامها في ألسنة الأجيال الجديدة، فهي خطرٌ داهم سيُذهِب بالعربية المعروفة ويُفقِدها رونَقها وألقها.. ونأمل أن يعكف خبراءُ اللغة والمختصّون في اللسانيات وكل الغيورين على العربية، وفي الوطن العربي كله وليس في الجزائر فقط، على البحث في كيفية معالجة المسألة وإعادة الأجيال الجديدة إلى السكة قبل أن تتكرّس مستقبلاً لغة لا تحمل من العربية إلا الاسم وتتحوّل إلى أمر واقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • هناء

    الأمازيغ الذين تتحدث عنهم أصلهم عربي .. فهم في الأصل عرب قبل الإسلام .. لماذا لم تكتب نصك على الأقل بالأمازيغية و أنت تدعي أنها "لغتنا" .. أنصحك بقراءة التاريخ الذي دوّن بلغتك الأم، بلغة العلم " العربية " هذا إن كنت تجيدها أو بالأحرى يمكنك تهجئة حروفها و فك شيفرة معانيها أيها الأمازيغي " العربي " ..

  • جزائري

    ما تسميه "دويلة الجزائر" هي أكبر بلد عربي وافريقي من ناحية المساحة، فاحترم نفسك والزم حدودك يا سعودي.

  • بدون اسم

    اللغة العربية لغة القران الكريم

  • سعودي

    كما ارى لامشكلة باللغة العربيه في العالم العربي الحي اما مايسمى بدويلة الجزائر فلا تثريب حتى لو اتخذو لغة ابناء عمومتهم قبائل التوتسي لغة رسمية,مع حبي واحترامي لاشقائي العرب الجزائريين الاغلبيه ولاعزاء للاقلية الشعوبيه العنصريه المدجنة عبر الازمنه والتاريخ

  • الطيب

    قلب المومن ما يكون حقود ! العرب هكاك و خرجوا الرومان من شمال إفريقيا و داروا فيهم حالة و تحلحيلة و العرب تعلموا حتى الأمازيغية لنشر الإسلام و الأمازيغ فرحوا بيهم ياااااسر ياسر و عاشوا مع بعضهم البعض أكثر من الخاوة . و جيل بوضريسة هذا ما شد في دينو ما شد في العربية ما شد في الأمازيغية ما شد في تاريخو ما شد في حتى حاجة !! يعرف الجال و الشورمة بالمايوناز و السروال طايح و طريڤ الليسي و حيطان الجامعة و الكذب .و يقولك خلينا من لغة عنتر و الفرزدق !! كون عندنا حتى 10 كيما عنتر يوريلكم السروال الطايح !

  • جاميكا العربية

    اللغة العربية ستتطور يوما حين يتطور العرب و حين ينتجون و يخترعون و هم يستعملون اللغة العربية اللغة العربية هو سبب تفكير فيما يفكر فيه امثالك ايها الحاقد الذي يتعالى و حالتك هذه تعكس حالة مشاعر عداء مكبوتة تجاه اللغة العربية ، وقد ظهرت هذه الحالات الباتولوجية مع كل من يريد أن يقول مما يريدون أن يسيرون في ركب أسيادهم ممن أصبح يكن إليهم علاقة العبيد بسيده و ما أكثرهم حتى أصبحوا لا يتقون مع أنفسهم على لغتهم و تاريخهم لان الاستلاب فعل فعلته في عقليتهم المنهكة بما هو مستورد ذات العلامة الأجنبية.

  • مواطن

    لا يا سيدي إن دفعة لاكوست عملت ما عملت وانقرضت أو كادت.الجيل القائم على تعليم أبنائنا اليوم لم يعرف الثقافة الفرنسية إلا من خلال وسائل الإعلام.وضع بلدنا يشكو مرض التخلف الفكري والمعرفي.ليس فينا من يحسن التعبير حتى معلمونا من الابتدائي إلى الجامعة لا يختلف مستواهم اللغوي عن الأميين.ذلك أن اقتباس أسلوب التواصل ينقل من الزعماء في كل ميدان.هؤلاء هم من فرضوا نمط التعبير على عامة الناس.لا المتعلم ولا المرشد ولا العالم ولا الحاكم بين صيغة مستواه اللغوي.فمن أين نقتبس النموذج.الكل سواسية في الجهل والتخلف

  • لحسن السنوسي

    5/5

    لو اطلعوا على هذه اللغة التي أخذها برلمانهم مؤشرا على انتشار لغتهم، لندبوا خدودهم بالقرداش من الأسفل إلى الأعلى !

    إن حال البرلمان الفرنسي هنا ينطبق عليه تمام الانطباق مثل عامي معروف عندنا يحكي عن الفأر أن شعاره عندما يسقط في دن الزيت، فــ" يحرم" استعماله، هو " هان الراس في فساد الخابية "

    ورأس الفرنسيين هنا هو لغتهم ، و الخابية، أي الدن بالفصيح، و الزير بدراجتنا، هي اللغة العربية في الجزائر، و الفاهم يفهم، و من فهم فليحاول إفهام من لم يفهم، و أجره على الله !

  • لحسن السنوسي

    5/4
    باحترام قواعد اللغات، حتى و لو اقتضى الأمر تأسيس "محاكم" خاصة بذلك، فعلى اللغات و ما تحمله من قيم حضارية و أدبية جمالية، السلام ! أي وداعا !

    و بالمناسبة، فلقد ضحكت ملء شدقي من خبر نشر مؤخرا في جريدتنا هذه، يقول أن البرلمان الفرنسي يصرح أن ثمانية ملايين جزائري يعرفون الفرنسية، و أن الجزائر من ثمَّ بلد فرنكفوني،،،!! لست أدري أية لغة يعنيها البرلمان الفرنسي ؟ لو اطلع الفرنسيون الذين يعرفون لغتهم المتجردون من أغراض هذا البرلمان من تصريحه،

  • لحسن السنوسي

    5/3

    إن العالم لم يعد يحكمه إلا " الشركة "، و الشركة عبارة عن مترفين تجمعوا و تآمروا فتأمَّروا ليفسقوا في قرية العالم، لتهلك !

    وإلقاء نظرة على ما يبث بهذه اللغة اللقيطة على قنوات التلفزيون من إشهار، و ما يكتب منه حتى في الصحف، يثبت ما سلف من القول.

    وما لم يبادر العالم حفاظا على الموروث الحضاري و الثقافي الرفيع للأمم، إلى عقد معاهدة لمكافحة
    هذه الآفة، تلتزم فيها الدول بإلزامها " تجارها" و ما يتبعهم من وسائط إعلام و إشهار مرئي و مسموع و مكتوب على الواجهات،

  • لحسن السنوسي

    5/2
    و سيختفي معها كل الموروث المعنوي الحضاري والثقافي الرفيع الذي تحمله و تحفظه اللغات الحقيقية لشعوبها و أممها، مع ما يصاحب ذلك من انحطاط قيمي جمالي و أخلاقي نراه واقعا بعد، و ماثلا للعيان لا يحتاج إلى تدليل !

    وهذه آفة ذات بعد كوني، هي أخطر في الواقع من آفات التلوث و الاحتباس الحراري، و غيرهما، ظهرت بالتزامن مع ما فتئ يظهر من جوائح ناتجة عن انتقال حكم العالم ، منذ أمد، من أيدي الحكماء من المفكرين و العقلاء من الساسة إلى أيدي التجار الفجار، بنزقهم و جشعهم

  • لحسن السنوسي

    5/1
    تحية طيبة للكاتب و القراء،

    إن لغة التواصل الاجتماعي عبر الوسائط من هاتف و انترنت، هذه " اللوثة "، هي آفة لم تصب العربية فقط، و إنما لحقت بكل لغات العالم، و إن استمرت الحال على ما هي عليه، فستندثر كل اللغات، و تختفي من الاستعمال الاجتماعي الواسع لتنحصر في فئات الباحثين و الدارسين المتخصصين فيها أكاديميا،

  • عبد البر

    الرجوع الصادق الى دين الله هو الطريق الوحيد الموصل الى كل خير و ازدهار .وما انهيار المستوى اللغوي الا مظهر من مظاهر البعد عن الدين القويم .و يوم يدرك الناس اهمية دينهم سيدركون اهمية لغة دينهم.

  • ARIS

    تلوث لغوي لانكم حرمتم هذا الشعب من لغاته الام فاصبح يطورها بطريقته الخاصة اللا كاديمية. فرضتم عليه لغة غير صالحة للتعامل اليومي وتريدون منعه حتى ان تكون له لغة خاصة حية وحيوية لا جامدة وفضائية من زمان ومكان اخر
    على الاقل دافعوا عن تعددية تعطي لكل ذي حق حقه فمن اراد اللغة المشرقية فليشبع بها ومن اراد لغته الام فله ذلك
    هل منع التعدد اللغوي *11 لغة رسمية جنوب افريقيا ان تكون رائدة القارة في كل المجالات، وسنغافورة باربع لغات رسمية ان تكون معجزة اقتصادية و علمية اما انتم بسياستكم الاقصائية وحمائتكم المفرطة للغة اصطناعية صحرتم البلاد و العباد
    سياسة احت

  • صالح/الجزائر

    فإن لغات المهيمنين من الإسبانيين ، من الإنجليز ومن الفرنسيين ... ، هي التي سادت واخترقت كل اللغات ، ومنها العربية والأمازيغية .
    عندما تذهب إلى طبيب القلب يخيل إليك بأن أغلب الجزائريين مصابون بأمراض القلب ، وعندما تذهب إلى طبيب العيون تتصور أن معظم المواطنين فاقدون للبصر ... ، أما عندما تشاهد وتسمع ، أغلب المسؤولين الجزائريين ، حتى على الفضائيات الوطنية ، يتكلمون ، فإنك ربما تعتقد بأن معظم الجزائريين فرنسيين ، وهذا خطأ كبير .

  • صالح/الجزائر

    1)- عندما نسمع ملوك وأمراء الخليج " العربي " يمطرقون اللغة العربية ، وعلى المباشر على الفضائيات ، فإننا نقول بأن العربية " الفصحى " في الجزائر بخير .
    عندما تمكن العرب وبقية المسلمين من الأمازيغ وغيرهم من الوصول إلى إسبانيا والتأسيس ل " الحضارة العربية الإسلامية " اخترقت لغة الضاد المجال الحيوي الأوروبي ، أما عندما أصيبت هذه الحضارة بنكبة " الرجل المريض " ، تقلصت وتشتت ، وأصبحت تأكل ولا تنتج ، وتكتفي بأن هذا أو ذاك الاكتشاف أو الاختراع موجودان ومذكوران في " الكتاب المقدس " أو في " الأحاديث " ،

  • عبد الرحمن

    في رأيي،أن الذي هدم اللغة العربية الفصيحة،هي وسائل الإعلام بالدرجة الأولى،وخاصة الفضائيات التي لا تستعمل إلا الرطانة،لأن أصحاب هذه الفضائيات أميون إلى النخاع،فهم يملكون المال ولا يملكون العقال.فأمنيتهم أن تنزل العربية الفصيحة إلى مستواهم،ويرفضون الارتقاء إلى رحاب العربية الفصيحة. فكسلهم يمنعهم من ذلك.فمصيبتنا أننا نقدس الجهل ونمقت العلم،لهذا رحنا نعكس سنن الحياة باسم التحضر و التقدم.ومما زاد الطينة بلة الصحف التي تنشر الرداءة اللغوية بشكل فظيع،ويبدو أنها تخلت كليا عن مراقبة ماينشر على صفحاتها.

  • فاطمة

    موضوع جدير بالمتابعة اين محبي اللغة العربية؟

  • نورالدين

    للقضاء على التلوث لابد من اجهزة ذكية لتنقيته من الشوائب العالقة به والمضرة بالصحة العمومية للأمة، وللقضاء على التلوث اللغوي لابد من فحول اللغة وجهابذتها أن يتصدروا الموقف في المجال التعليمي والاداري والقانوني والثقافي والسياسي ، ومواجهة الفيروسات اللغوية المضرة بكل جدية، وما ذلك بصعب على اسلاف الابراهيمي وابن باديس والعربي التبسي، اصل المشكلة في نفوس أو خيالات المستعربين ، هل هم مع التطور العلمي والفكري والثقافي أم مع للغة الاستعمار لستكمال ما لم تستطع فرنسا ان تحققه عبر الحقبة الاستعمارية؟؟؟

  • পৰযতদজ

    وكم عربي يتقن اللغة العربية في العالم العربي ؟ وماذا صنعوا بها وهل تمكنوا من الالتحاق باليابان! او كوريا
    لو يقارن العرب 300مليون لغتهم بالفرنسية *فرنسا دولة صغيرة * من الفائز
    لو يقارن العرب لغتهم بالالمانية والهولندية
    بركاكم من التبلعيط ولاداعي للاستنجاد بالقران ولغة الجنة والفرزدق وجرير وو
    العرب متأخرين بالانجليزية وبكل اللغات

  • بدون اسم

    we wanna use our lovely language tamazighth,,,,,,,even arabic it's not our language ,,,,,,,,,we should tot ake care off our language before we look to oothers

  • متألم

    أحرج الأوقات مررت وأنا أرى رئيس وزارئنا المسكين يصارع من أجل النطق بأحرف ورقة أمامه وهو على منصة يواجه جمع من زعماء العالم في إيران وأمام كاميرات تنقل المشهد إلى ملايير المشاهدين عبر العالم .

  • ابن الجنوب

    ياسي الحسين لاداعي للقلق فإذاأنت فعلاجادافيما تقول فأنت مخطئ على طول الخط لأن الجزائريين لم يكن لهم لغةولن تكن لهم لغة مستقبلا لأنهم ببساطة لايؤمنون بأنهم شعب قادر على أخذأموره بيديه بل كل ماهم بارعين فيه هو طول اللسان والتعلق بكل ماهو أجنبي إنهم يدرسون كل لغات العالم الصينية والكورية والفرنسية والانجليزية والتركية و...وحتى الألبانية والأسبانية وكلما سمعوانغمةغيرالعربيةأعتبروهاحضارةوتقدم وتعلقوابهاوإذانبهتهم وقلت لهم لماذالاتخدمواالعربيةقالوالك نحن أمازيغ ولسناعرب والعربيةمتخلفةولاتنتج العلوم ؟