تمثال الشهيد بوجمعة سويداني بقالمة دون المستوى
بالمدخل الغربي لشارع بوجمعة سويداني بمدينة قالمة أقيم بمناسبة الاحتفالات بذكرى مجزرة 8 ماي 1945 تمثال للشهيد بوجمعة سويداني، وهو عبارة عن مجسم لرأس الشهيد دون سائر أجزاء الجسم، مما أعطى الانطباع بأن هذا العمل الفني رغم أهميته الفنية كان دون مستوى الرجل من حيث مكانته وقيمته التاريخية، فمعلوم أن هذا الشهيد لم يكن مناضلا عاديا فهو واحد من رموز الثورة الجزائرية، وكان له دور مميز وحضور بارز في الثورة، وإقامة تمثال له في مسقط رأسه بهذه الصورة المهينة التي يقتصر فيها العمل الفني على رأس الشهيد فقط لا يعبر بالتأكيد عن المكانة التي اكتسبها عند الشعب الجزائري بفضل نضاله وتضحياته التي قدمها من أجل الوطن، بل هو إساءة له وإن كان الذين قاموا بذلك يريدون خيرا به.إسماعيل غموقات
الرجل يستحق أكثر من ذلك بكثير، وأقل ما يجب أن يقدم له في مسقط رأسه هو إقامة تمثال له بمقامه وحجمه، تمثال كامل يجسد عظمته ومكانته، وليس مجرد مجسم لوجهه فقط مثل التمثال الحالي الذي أقيم له بعد أكثر من 44 سنة من الاستقلال.
ومهما كانت الأسباب التي قد يتحجج بها من أنجزوا هذا التمثال، كضيق الوقت أو قلة المال المرصود لهذه العملية أو غير ذلك من حجج، فإن الرأي الغالب عند أهل الاختصاص والمثقفين في ولاية قالمة هو أن هذا العمل الفني الذي يفترض أنه أنجز تكريما للشهيد وتقديرا لبطولاته وتضحياته لم يقدم أية خدمة له، بل على العكس من ذلك تماما قد أساء له إساءة بالغة، ومن الأفضل في رأيي تحطيمه ووضع بقاياه في الزبالة على أن يظل في مكانه متجنيا على أحد رموز الثورة العظيمة وشاهد زور على دوره في النضال، من أجل استقلال الجزائر.وقد قامت الفنانة زهية دهال بإنجاز هذا التمثال، كما صممت قبله تمثالا رائعا للرئيس الراحل هواري بومدين بساحة 19 مارس وعدة تماثيل هائلة بمقام الشهيد وأماكن أخرى في مدينة قالمة وهي تستطيع بما تمتلكه من إمكانيات وقدرات فنية كبيرة أن تنجز تمثالا للشهيد بوجمعة سويداني في مستوى تمثال هواري بومدين، إذا توفر لها الوقت الكافي والإمكانيات اللازمة، وتحررت من تدخلات ونصائع بعض الناس فيما لا يعنيهم، وعسى أن نرى في المستقبل تمثالا لسويداني يكرمه ويخدمه حقا ولا يهين ويسئ لتاريخ المشرق الذي سطره بدمائه الزكية!