-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مظاهر سلبية خلفت عدة ضحايا وقلبت أفراحا إلى أقراح ومآتم

تهور وسرعة وبارود حولت احتفالات الجماهير الجزائرية إلى أحداث مأساوية

صالح سعودي
  • 1650
  • 1
تهور وسرعة وبارود حولت احتفالات الجماهير الجزائرية إلى أحداث مأساوية
ح.م

إذا كان تتويج المنتخب الوطني بلقب كأس أمم إفريقيا قد خلف موجة من الفرحة وسط الجزائريين، إلا أن مظاهر الاحتفالات عرفت عدة تجاوزات خطيرة، ما خلف قتلى وجرحى وإغماءات، بسبب التهور والسرعة واللجوء إلى استعمال البارود وغيرها من التصرفات التي حولت بعض مظاهر الأفراح إلى مآتم وأقراح، على غرار ما حدث في عديد مدن وولايات الوطن.

أصبحت مظاهر الاحتفالات وسط الجزائريين تخلف الكثير من الخوف والفزع بعد كل انتصار يحققه المنتخب الوطني، أو بعد كل مناسبة تكون وراء خروج الجزائريين إلى الشارع، وإذا كانت الجماهير الجزائرية تملك تقاليد مهمة في بعث الفرحة والفرجة في المدن والشوارع والأحباء وحتى في القرى والمداشر، إلا أن عامل التهور الناجم عن السرعة واللجوء إلى الأساليب الممنوعة من باب الاستعراض ولفت الانتباه يكلف الكثير من الحوادث المؤسف، ما يتسبب في وفيات وجرحى على أكثر من صعيد، بدليل أن الاحتفالات التي قام بها الجزائريون بعد تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا عرفت مظاهر سلبية تسببت في عدة أحداث مأساوية، حتى أنها خلفت حسب بعض الأرقام ما لا يقل عن 8 قتلى ومئات الجرحى والإغماءات في مختلف مدن وولايات الوطن، حيث سجلنا وفاة سيدة في العشرين من العمر في الطارف اثر تعرضها لصعقة كهربائها، بسبب لمسها خيط كهربائي أثناء محاولتها تسلق شجرة مجاورة لمنزلها احتفالا بأفراح “الخضر”.

وفي باتنة توفي طل لا يتعدى عمره 5 سنوات، متأثرا بشظايا رصاصة اخترقت أذنه، حدث ذلك في حي كشيدة في غمرة الاحتفالات وتسليم الكأس لزملاء محرز، في الوقت تحولت الفرحة إلى حالة ذعر بعد نقل الطفل إلى مصلحة العناية المركزة ووفاته في مستشفى باتنة، وفي السياق ذاته، خلفت مظاهر التهور عدة جرحى وإغماءات في مدينة بلعباس، فيما سجلنا مقتل مناصر دهسا في أم البواقي، ووفاة مناصر آخر في سيدي عيسى بالمسيلة اثر سكتة قلبية في غمر الاحتفال بفوز “الخضر” في النهائي أمام السنغال، ومات شابين في حادثين مختلفين في وهران، فالأول سقط من الطابق السادس أم الثاني فقد تعرض لحادث مرور في نواحي عين الترك.

وقد حدثت مثل هذه الحالات المأساوية في وقت سجلت مصالح الأمن والحماية المدنية حوادث مرور بالجملة في ولايات تبسة وبلعباس وجيجل وغيرها من مناطق الوطن، ليبقى الشيء المثير للتأسف في نظر الكثير هو عدم استخلاص العبر، وهذا الرغم من النداءات والإجراءات التي قامت بها المصالح الأمنية التي سخرت إمكاناتها من أجل إنجاح عملية الاحتفالات دون أحداث مؤسفة، لكن تهور البعض كلف غاليا في عددي مناطق الوطن، بشكل أعاد إلى الأذهان الحادث المأسوي الذي تسبب في وفاة 5 شبان في منطقة سيدي عبد العزيز بجيل منذ أسبوع كامل، وذلك في غمر الاحتفال بالتأهل إلى الدور النهائي على حساب المنتخب النيجيري، وهو الحادث الذي جعل المدرب جمال بلماضي في الندوة الصحفية التي سبقت النهائي يدعو الجميع إلى الحذر والاحتفال بهدوء لتفادي أحداث مأساوية تحول الأفراح إلى مآتم.

وخلص الكثير من المتبعين إلى ضرورة مراجعة الجزائريين في طريقة تفاعلهم المفرط مع الاحتفالات التي يخلفها المنتخب الوطني في الشق الكروي أو في بقية المناسبات الوطنية والدينية، حيث ذهب أئمة وأخصائيون نفسانيون واجتماعيون إلى التأكيد على ضرورة حرص المواطنين على التحلي بالحذر والهدوء لتفادي سقوط الأرواح بسبب حوادث مؤسفة يمكن تفاديها، حيث لم يفهم البعض أسباب التهور في السياقة أو المبالغة في استعمال البارود والألعاب النارية في ساعة متأخرة من الليل، ما يتسبب في عدة ضحايا من بينهم شبان وأطفال وحتى نساء، في وقت كان يمكن صنع احتفالات مميزة مطعمة بأجواء من الهدوء والرزانة حفاظا على سلامة الجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • nacer

    شعب لا يعرف حتى كيف يفرح