-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدكتور ناصر سليمان خبير في التمويل الاسلامي للشروق العربي:

ثلاثة بدائل إسلامية.. لإلغاء ربا البنوك

ليلى مصلوب
  • 11526
  • 15
ثلاثة بدائل إسلامية.. لإلغاء ربا البنوك
ح.م
الدكتور سليمان ناصر

في هذا الحوار المتخصص يجيبنا الخبير سليمان ناصر عن الفرق بين التعاملات الربوية والإسلامية ويصحح بعض المفاهيم الخاطئة ويؤكد ان ما يعرف بالقروض الإسلامية الحلال لا أساس لها في المنظومة المصرفية الإسلامية.

نريد التطرق لمفهوم التمويل الإسلامي وعلاقته بالقروض الإسلامية

التمويل الإسلامي مفهوم واسع، فهو يضم ثلاثة مكونات أساسية: البنوك أو المصرفية الإسلامية، التأمين الإسلامي أو التكافلي، الصكوك الإسلامية وهي الأداة البديلة عن السندات الربوية والأوراق المالية التقليدية. أما عبارة “القروض الإسلامية” فهي عبارة خاطئة أصلاً،حيث يُقصد بها التمويلات الإسلامية، لأن البنوك الإسلامية لا تمنح قروضاً مثل البنوك التقليدية وإنما تموّل مشاريع بصيغ إسلامية.

ما الفرق بين آلية عمل المصارف الإسلامية وباقي البنوك الربوية إذا كان هناك هامش من الربح أو الفائدة؟

البنوك الإسلامية تتلقى الودائع من الأفراد لتوظّفها في تمويل المشاريع، وتشارك في الربح والخسارة مع البنك، وبالمقابل تمنح تمويلات للمستثمرين بصيغ التمويل الإسلامية، كالمضاربة والمشاركة والمرابحة والإجارة والسّلم والاستصناع، وكل صيغة لها شروطها وضوابطها، فمثلاً: في المرابحة يشتري البنك البضاعة بطلب من الزبون ويتملّكها مثل العقار، ثم يبيعها إلى الزبون بعد إضافة هامش ربح متفق عليه مسبقاً بين الطرفين. أما البنوك التقليدية أو الربوية فهي تتلقى الودائع وتعد أصحابها بفائدة ثابتة، ثم تعيد إقراض تلك الأموال بفائدة ثابتة وبمعدل أعلى، والفارق بين الفائدتين يعتبر ربحاً للبنك.

يرى البعض أن التمويل الإسلامي والقروض الربوية وجهان لعملة واحدة، ما رأيك؟

هذه النظرة خاصة بالذين لم يفهموا طبيعة وآليات عمل البنوك الإسلامية فيظلمونها بهذا الحكم، ويجب على الإنسان العادي أن يفهم هذه العمليات ويدرسها قبل أن يحكم، أو يسأل أهل العلم والخبرة.

متى بدأ العمل بالتمويل الإسلامي في الجزائر وما هي خلفيته؟

التمويل الإسلامي في الجزائر بدأ بالبنوك الإسلامية، حيث تأسس بنك البركة الجزائري سنة1991، ثم بنك السلام الذي تحصل على الاعتماد سنة 2006 وبدأ عمله سنة 2008. أما بالنسبة للتأمين الإسلامي أو التكافلي فلدينا شركة السلامة للتأمينات (شركة البركة والأمان سابقاً)، والتي تأسست في سنة 2000. وليس لدينا لحد الآن المكوّن الثالث للتمويل الإسلامي وهو الصكوك الإسلامية كما أشرتُ سابقاً.
أما عن خلفية إنشائه فقد جاء استجابة لشريحة واسعة من الشعب الجزائري والذي طالب بتطبيق هذا التمويل منذ فترة طويلة، إلا أنه ما زال ضعيفاً جداً، فالبنوك الإسلامية في الجزائر مثلاً لا تحوز على أكثر من 5% من السوق المصرفية الجزائرية، ومازال الشعب يطالب بالمزيد من هذا التمويل كما هو مطبق في كثير من البلدان الإسلامية وحتى الغربية.

لماذا لا تتبني الدولة هذا النوع من البنوك الإسلامية إذا كانت ناجحة؟

دعينا نتحدث بصراحة، العشرية السوداء التي مرّت بها البلاد جعلت المسؤولين يتخوفون من أي مشروع ذي توجه إسلامي، لكن الآن بعد أن أصبح التمويل الإسلامي مطبقاً في العديد من بلدان العالم بما فيها الدول الغربية والعلمانية تغيّرت نظرتهم، وأصبح هناك توجه للدولة نحو التسهيل لهذا التمويل، خاصة مع الأزمة المالية التي تعرفها البلاد منذ سنتين أو ثلاث.

ماذا يمكن أن يقدم التمويل الإسلامي للاقتصاد الوطني؟

لو فتحنا المجال للتمويل الإسلامي فسوف يقدم الكثير من الحلول للمشاكل المالية التي تعرفها البلاد. فمثلاً: فتح المجال أمام تأسيس المزيد من البنوك الإسلامية سوف يستقطب الأموال من السوق الموازية من جهة، ويساعد الكثير من ذوي الدخل المحدود في اقتناء سيارة أو منزل أو أثاث بالصيغ الإسلامية، لأنهم يتحرّجون من اللجوء إلى البنوك التقليدية أو الربوية من جهة أخرى.
أيضاً في حالة تبني الدولة لآلية إصدار الصكوك الإسلامية، فهذه أيضاً سوف تستقطب جزءا هائلاً من أموال السوق الموازية التي عجزت الدولة والبنوك لحد الآن عن استقطابها، وفي نفس الوقت سوف يساعد ذلك الدولة على حل الكثير من مشاكلها المالية، وأهمها تمويل مشاريع البنية التحتية التي توقف الكثير منها بسبب شح المداخيل بعد انهيار أسعار النفط، وأيضاً يمكن استعمال الصكوك الإسلامية كآلية لتمويل عجز الموازنة كما هو مطبق في بعض البلدان الإسلامية، خاصة ونحن نعاني من عجز في الموازنة بلغ سنة 2017 أكثر من 1200 مليار دج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • عبد الكريم

    الخلاصة الربا هي أيدز الإقتصاد العالمي.....

  • عبد الكريم

    الأسس التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي منذ الرعيل الأول وحتى الآن قائمة وصالحة في كل زمان ومكان، الذي تغير هو الجانب المؤسسي فقط، الجانب المؤسسي ونحن نقول إن الحكمة ضالة المؤمن وهو أولى بها حيثما وجدها وأينما وجدها وإن الأصل في المعاملات الحِل، ففكرنا مفتوح نأخذ من الآخر لأن هذه بضاعتنا ردت إلينا طالما لا تصطدم بنص إسلامي واضح أو موقف إسلامي صريح. إذاً نحن منفتحون على العالم..

  • عبد الكريم

    البنك الإسلامي يعمل في استثمار حقيقي أي ينمي الاقتصاد العيني وليس الاقتصاد المالي الوهمي الذي نعاني منه الآن من الأزمة المالية العالمية، ويقوم على عدد من صيغ الاستثمار الحقيقي منها المشاركة والمضاربة والمشاركة المنتهية بالتمليك ثم الاستصناع والسلم والمرابحة، المرابحة

  • عبد الكريم

    و شهد شاهد من أهلها.....على المستوى الفكري نجد أن كينز وسيمونز ومينيسكي وفريدمان -وهو أبو الاقتصاد النقدي- وتيرفي هم اقتصاديون أميركيون، فريدمان وتيرفي ومينيسكي وسيمونز يقولون إن التقلبات الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الرأسمالي المعاصر ترجع بالأساس إلى التقلبات الطائشة في سعر الفائدة،

  • عبد الكريم

    ، وبعد أن استمع الوفد السوفياتي لهذه العناصر تفصيلا كان أول سؤال يطرحه رئيس الوفد هو بافلوف كيف تكونون على هذه الحالة كدول إسلامية من التخلف الاقتصادي والاجتماعي ولديكم هذا النظام التنموي التشغيلي الفاعل ...........

  • عبد الكريم

    عندما تحول النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي السابق إلى النظام الرأسمالي وهو يعرف نقائصه، حاول أن يتعرف على النظام الرأسمالي لكي يطعم ويعالج هذه النقائص حتى يجنب الاقتصاد السوفياتي من هذه النقائص، وجاء وفد رفيع المستوى من الاتحاد السوفياتي السابق برئاسة وزير المالية في هذا الاتحاد وهو فالنتين بافلوف وعضوية وزير العمل والأجور ومحافظ بنك الدولة ومحافظ موسكو والقيادات الاقتصادية في الاتحاد السوفياتي واجتمعوا بلجنة فنية في جامعة الأزهر كانت قد توصلت إلى الأسس التفصيلية للنظام الاقتصادي الإسلامي وعرضت هذه اللجنة هذه الأسس تفصيلا ابتداء من فلسفة النظام مرورا بالملكية ونظام العمل يتبع..

  • عبد الكريم

    قال تعالى {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا..}[البقرة:275] والقائل سبحانه {يمحق الله الربا ويربي الصدقات..}[البقرة:276] والقائل جل من قائل {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلِمون ولا تظلَمون، وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون}[البقرة:278-280]

  • انسان

    الى موسطاش: الفرق بينكما ببساطة هو ان زميلك مهدد بغلبة الديون إن لم يسدد القرض في أجله. أما انت فمرتاح لأن ديونك ثابتة... و اذا اردت ان تعرف مضار الربا فاقرأ ما حل بالامريكيون الذين غلبهم الدين فإضطروا للاستدانة من اجل تسديد فوائد الديون و لم تكفي فاضطروا لترك اغراضهم و حتى بيوتهم المرهونة للبنوك ليجدوا انفسهم في الاخير بلا مأوى ! ...فشتان بين الحلال و الحرام و الحمد لله على نعمة الاسلام.

  • محمد ب

    I) إلىرقم 2 :
    كلّ ما في الأمر أنّ الجزائر أغلبيتها مسلمة تطبق(أحلّ الله البيع وحرّم الربا)وبنوكها إن لم تتعامل مع أغلبية الشعب وجدت نفسها في حيصة بيصة.أمّا غير المسلمين من ملاحدة وعبّاد الصليب..فلا يفهمون الحلال والحرام فبنوك الربا مفتوحة لهم.
    II)إلى رقم5:
    الفرق شاسع الأول تجارة اشترى سلعة وباعها بالتقسيط بائع ومشتري.والثّاني أقرضك نقودا بفوائد ربوية ولم يبع لك شيئا بل البائع جهة أخرى والوسيط أخذ الفائدة دون سلعة وهذا ربا منهى عنه.
    III)إلى رقم 6:
    سؤالك جيّد فالربا يضر بالقارض والمقترض.ففي سؤالك القارض في التضخم خاسر فمثلا 15°/°بعد مدّة يأكلها التضخم والتحريم حماية للقارض والمقترض.

  • احمد عفاري

    ما مكانة و مصير فهم مصطلح الربا بالمقارنة مع معطيات و مصطاحات حديثة ك التضخم و نسبة الفاءدة و مقارنتهما. فاذا كانت نسبة التضخم اكبر من نسبة الفاءدة مثلا فاين الربا. فءذا اقرضت مثلا مبلغ من المال في سنة 2000،فهل ارجع نفس المبلغ في سنة 2018. هنا يدخل في الحساب التضخم

  • الموسطاش

    اقترضت أنا و زميلي لشراء نفس السيارة من نفس الشركة سعرها 250 مليون سنتيم
    أنا اقترضت من بنك اسلامي بالمرابحة دليت البنك عن السيارة والنوع فاشتراها البنك بــ 250 مليون ثم باعها لي بــ 300 مليون على أن أرد الدين بالتقسيط
    زميلي اقترض مبلغ 250 مليون وبدأ يسدد دينه بالفائدة و ربما إن أمكنه تسدسد دينه في 3 سنوات فسيكون قد سدد مبلغ 300 مليون سنتيم
    بالله عليكم أريد توضيح منكم ومن الدكتور ما الفرق بين القرضين مادام المبلغ المسترجع نفسه في بنك ربوي و آخر اسلامي و كلاهما يتظمنان ربحا قدره 50 مليون ومن مقاصد الشريعة حفظ المال !!

  • عايش

    لقد اختصر القرآن الكريم الفرق بين التمويلات الاسلامية والقروض الربوية في قوله " أحل الله البيع وحرم الربا"، وأراد المرابون من اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الاحتجاج بان البيع مثل الربا، فالبيع أن تبيع سلعة أو خدمة مقابل مال، بينما الربا هو بيع المال مقابل مال أكثر وهذا محرم في الدين ومضر بالأقتصاد من منطق اقتصادي بحت، لأنه السبيل الأسرع للتضخم والتشجيع على المتاجرة بالاموال بدل توظيفها في الاستثمار بمختلف أوجهه .............

  • ابو عماد

    هذا الخبير لم يقدم اي فرق او حلول جديدة سوى عدم تحرج اصحاب الاموال في التعامل مع البنوك غافلا عن عدم تحرجهم ايضا في طريقة كسبهم للاموال و لم يتحدث عن غلق البنوك و ضياع اموال المدخرين و هو السبب الاهم في عدم تعامل الناس مع البنوك

  • الشيخ عقبة

    مادمت البنوك الجزارية قد سمحت بإلفات نطر المشعوذين تجار الدين والمخذرات إلى المشاركة في مهامها ( الإسلاميون وروافدهم من البزانسة من المسؤولين الفاسدين ) تكون قد ورطت نفسها ودخلت في حلبة الحلال والحرام وأغرقت انظمتها في وحل المحضور فعلا )

  • Candide

    Licence en charia, magister en egypte, profissour d'économie en algerie!