-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثلاث رسائل.. قد لا تصل

عمار يزلي
  • 651
  • 0
ثلاث رسائل.. قد لا تصل

العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد اليمن، التي لا يمكن تبريرها إلا بكونها “عدوانا” لا يمكن فصله عن العدوان الصهيوني على غزة والضفة، لسبب بسيط، وهو أن التبرير الأمريكي لهذه الضربات “المميتة” بحسب تعبير البيت الأبيض، التي تفيد “التدمير مع الاغتيال والرغبة في القتل”، على أنه دفاع عن الملاحة الدولية وحرية التجارة البحرية العالمية”، لا يرتكز على أي قاعدة ولا يتكئ على أي دعامة، لا عملية ولا قانونية: فالحوثيون، أعلنوا أنهم سيستهدفون من جديد سفن الكيان المتجهة أو العائدة من ميناء إيلات (أم الرشراش)، وهذا بعد عودة الكيان لحصار غزة وتجويع شعبها في عز الصيام، ولم يصدر عن اليمن أي تهديد ضد أي شركة غير صهيونية، ما يعني أن هذا التبرير ساقط في الماء ولا يقبله أي منطق لكائن عاقل.

ثاني شيء: هذه الضربات لم تأت قبل اليوم، وقد استهدفت القطع البحرية الأمريكية عدة مرات في السابق بسبب عدوان بريطاني أمريكي عل اليمن، فهو رد فعل وليس عدوانا على “أسطول مسالم آمن بعيد عن الحدود الإقليمية اليمنية”. ثالث، شيء إسقاط اليمن نحو 15 طائرة مسيرة تجسسية أمريكية فوق الأراضي اليمينية، من نوع “كيو9″، لا يمثل عدوانا، بل دفاعا عن السيادة والأجواء اليمينية وأن من يخترق الأجواء ويقوم بالتجسس هو المعتدي، ولا يجوز له أن يتهم المدافع عن النفس بالعدوان، فهذا التبرير يذكرنا بقصة الحمَل الذي “يعكر” ماء النهر على الذئب، التي اتخذها هذا الأخير كتبرير وذريعة لافتراس الحمَل.

وعليه، فالتوقيت جد مهم لمعرفة سبب هذا العدوان اليوم وليس قبل، ويمكن أن نسرد هنا 3 رسائل لثلاثة خصوم، أراد ساكن البيت الأبيض الجديد أن يرسلها، تأكيدا على جديته وقوة رده وعزمه على الفعل وليس مجرد القول:

أول رسالة وأهمها، موجهة لإيران، لاسيما بعد رد رئيس الحكومة مسعود بزشكيان، الذي كان يترقب أمريكيا، أن يكون محاورا لها، وكان فعلا ينوي ذلك إذا ما أبدت الولايات المتحدة حسن نية في التفاوض الجدي وليس عبر الإملاءات: بزشكيان رد على تهديد ترامب الأخير بقوله: “لن نتفاوض تحت الضغط وافعل ما بدا لك”، وهذا معناه تحدٍّ لترامب شخصيا، مما قد يجعل سمعة ووضع رئيس أقوى دولة على المحك. غير أن الولايات المتحدة تعرف قوة إيران ومدى إمكانية اشتعال النيران في المنطقة من حيث الرغبة في إخمادها، على رأي ترمب الباحث عن “السلام بالقوة”. لهذا مرت رسالة ترمب إلى إيران، عبر صنعاء، لكن من غير المؤكد أنها وصلت، لأن إيران لم تبالِ بأي تهديد، كما أن اليمن لن يبالي هو الآخر بأي هجمات وعدوان جديد، مهما كان حجمه، والدليل، أنه رد واستهدف حملات الطائرات الأمريكية هاري ترومان مرتين في غضون 24 ساعة. العبرة ليست بتدمير الحاملة ولا القطع البحرية المساندة لها، بل بالقدرة على “الإزعاج والتهديد” وخلق وضع غير مريح للأسطول بأكمله، وسمعة أمريكا فوق كل ذلك. ثم إن قواعد أمريكا في جيبوتي على مرمى حجر من اليمن، وقد تنجر نحو استهداف قواعد ومصالح أمريكية في المنطقة وفي الملاحة البحرية ومنها التجارية.

الرسالة الثالثة، موجهة لحماس، وهي تقول: نحن قادرون على ترك الكيان يدمر بأسلحتنا، ويغتال إذا لم تتنازلوا أكثر عن مطالبكم وتلبوا مطالبنا وتتخلوا عن شروطكم المعطلة. فحماس هي المعطل وليس نتنياهو، وكل هذا يؤكد ويدل ويصرخ بملء الفم، أن هذا العدوان على اليمن إنما هو عدوان الكيان بالوكالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!