-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المحليون.. تحسّن ترتيب لفيفا.. الثقة.. انتعاش مالي

ثمار بالجملة في حالة تتويج الخضر باللقب القاري

الشروق الرياضي
  • 4349
  • 1
ثمار بالجملة في حالة تتويج الخضر باللقب القاري
ح.م

لا يمكن عدّ الفوائد التي سيجنيها الخضر في حالة التتويج باللقب بعد نهاية مباراة السينغال، التي تفصلنا عنها ساعات قليلة فقط، وهي فوائد مادية ومعنوية كثيرة جدا ستقينا الكثير من الإحراجات وتختصر بنا المسافة وتضعنا في أحسن رواق من أجل العودة بقوة إلى الساحة الكروية الإفريقية والعالمية، ناهيك عن الفوائد الأخرى للشعب الجزائري الذي أصيب بالإحباط الشديد في السنوات الماضية وضيّع ثقته بنفسه وأحسّ بأنه عاجز عن التفوق في جميع المجالات بما فيها كرة القدم اللعبة التي يعشقها ويتقنها أيضا.

في مباراة ألمانيا التي لعبت في البرزيل في ثمن نهائي المونديال عام 2014، وأدى فيها الخضر واحدة من أجمل مبارياتهم، شارك ضمن التشكيل الأساسي خمسة لاعبين من المدرسة المحلية وهم بلكالام وحليش وسوداني وسليماني وجابو الذي دخل احتياطي، وسمح هذا التواجد القوي للاعبي المدارس الكروية الجزائرية من فتح أبواب أوربا أمام عدد من اللاعبين الجزائريين، وتمكنت بعد ذلك أكاديمية بارادو من تصدير بعض لاعبيها، وهذه المرة نجد في التشكيل الأساسي الذي أبهر العالم بلعبه الجميع وروحه القتالية، خمسة لاعبين من بين 11 لاعبا أساسيا هم من المدارس الجزائرية، من بينهم لاعبا وهران لبلايلي وبونجاح وإبن قسنطينة بن سبعيني وإبن تيزي وزو عطال وإبن الحراش بلعمري، أي قرابة نصف التشكيلة.

وعندما نتذكر بأن الفريق الجزائري الذي سافر إلى مونديال جنوب إفريقيا في 2010، كل لاعبيه من المحترفين من المهاجرين باستثناء حارسين ورفيق حليش، ندرك بأن ما تحقق وسيكتمل جني ثماره في حالة التتويج باللقب القاري، هو منح الثقة في اللاعبين الذين ينشطون في الدوري الجزائري من أجل رفع مستواهم والسعي لأجل التواجد في قائمة الخضر وأيضا الفوز بعقد احترافي في أوربا وليس التوقف عند الحلم التونسي أو الخليجي كما كان الحال بالنسبة ليوسف بلايلي أو بغداد بونجاح أوجمال بلعمري الذين خطفهم السن وفاتهم القطار، ووجدوا أنفسهم بعيدين عن حلم أوروبي، حققه لحد الآن جزئيا رامي بن سبعيني ويوسف عطال.

يوجد حاليا عدد من اللاعبين الذين نشطوا في الدوري الجزائري من اختاروا اللعب في أوربا، صحيح أنهم يلعبون مع أندية متوسطة ودوريات متواضعة لكن في حالة التتويج باللقب القاري ستفتح لهم مزيد من الأبواب، كما هو حال درفلو في الدوري الهولندي وعبداللاوي في الدوري السويسري والملالي في الدوري الفرنسي، وسيمنح التتويج باللقب الدوري الجزائري بعض الانتعاش الفني، وحتى الأندية الجزائرية المشاركة في رابطة أبطال وكأس الكونفدرالية الإفريقية وحتى البطولة العربية، ستسعى للتتويج بالألقاب الغائبة عن خزانتها منذ سنة 2014.

التتويج باللقب القاري، سيقدم الجزائر في ترتيب الفيفا الهام جدا، لتكون مع الأوائل الثلاثين وعلى مشارف الرتبة العشرين عالميا، وهو ترتيب معنوي وتجني منه الجزائر الكثير من الفوائد، أهمها هو أن المنتخب الجزائري سيكون في تصفيات المونديال القادم في قطر على رأس مجموعة، وسيتجنب ملاقاة كبار القارة في مباريات انتحارية تمهّد لعودته إلى المونديال الذي غاب عنه في النسخة الروسية الماضية، كما يفتح باب المشاركة في كأس القارات التي مازال صيرها مبهما والتي من العادة أن تلعب في البلد الذي ينضم المونديال رفقة الحاصلين على الألقاب في قاراتهم مثل البرتغال والبرازيل ومنتخب قطر، ويعيد كل ذلك الهيبة للخضر إفريقيا، لأن الاتحاد الإفريقي بيّن دائما بأنه يخشى المنتخبات الكبيرة والتي تنتمي لبلدان قوية وبالتالي يصبح وضع الجزائر أحسن مما كان عليه في زمن الخيبات.

إنتعاش خزينة الفاف بالعملتين سيكون لصالح المنتخب الوطني بكل فئاته، فما لا يقل عن 4.5 مليون أورو ستجعل هيئة خير الدين زطشي أحد عرسان الكأس الإفريقية، تعمل باطمئنان وهي تجني الثمار، وحتى المتعاملين المحليين سيراهنون على الاستثمار الإشهاري في المنتخب الجزائري، ناهيم عن كون شركة أديداس ستضخ أيضا الأموال في خزانة الفاف، وتتأكد بأنها راهنت على فرس رابح، وسيرتفع عرض كل المتعاميلن الإقتصاديين مع الخضر الذين سيُسمّون في حالة التتويج باللقب القاري، بأبطال إفريقيا إلى غاية سنة 2021، وهو لقب يجني منه صاحبه الملايين بالأورو وأيضا بالدينار الجزائري.

ومن الناحية التنظيمية سيكون من السهل على الجزائر أن تطالب بالحصول على فرصتها لتنظم الكأس الإفريقية للمرة الثانية بعد أن ضمنت في خضم البطولة الحالية، تنظيم الشان أي كأس إفريقيا للمحليين في نسختها القادمة، وتبقى الكرة في مرمى المسؤولين ووزارة الشباب والرياضة بالخصوص لأجل تجهيز الملاعب الأولمبية التي يسير إنجازها بطريقة سلحفاتية في وهران وتيزي وزو وبراقي والدويرة وتحسين الملاعب الحالية وخاصة ملعب 5 جويلية ليكون مثل نموذج توسيع مدرجاته الذي تقدم به مركز دراسات ولم ينفذ، كما حان الوقت لأجل أن تتواجد العائلات المحترمة ويرتفع مستوى المشجع الجزائري والتوجه إلى شراء التذاكر عبر الأنترنت، وأيضا زرع الملاعب بالمقاعد كما هو الحال في كل الدول العربية والإفريقية، ولن نتحدث هنا عن الدول الأوروبية التي سبقتنا بقرون.

معلوم أن سنة 2019 هي سنة الحراك الشعبي، وترصيع التاج الإفريقي على رأسها سيكون فأل خير، وديكليك حقيقي لأجل انطلاق الجزائر في جميع المجالات إذ لم يعد أمامنا أكثر من سنة على موعد الألعاب الأولمبية، واكتفاء الجزائر في الدورة السابقة بفضيتين فقط من نفس الرياضي وهو توفيق مخلوفي كان ضربة للرياضة الجزائرية فمن غير المعقول أن تتمكن دول لا يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة من حصد الذهب ولا تستطيع الجزائر التي يزيد تعداد سكانها عن الأربعين مليون نسمة.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد عشور

    وما هي الفوائد التي سيجنيها الشعب الجزائري في حالة التتويج !!!!!!!!!؟
    ألم يعد الوقت المناسب لكي يتقن ويتفنن كل في عمله ويقتدي بالفريق الوطني
    فالمعلم والاستاذ اذا ربى وانشىء وعلم جيلا على العلم والاخلاق كان خير قدوة في المستقبل في شتىء المجالات وهكذا كلا في مجاله .