-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أصبحت مقصدا للراحة على وقع جلسات الشواء

جبال شيليا والشلعلع بباتنة.. بين سحر الطبيعة وندرة الاستثمار السياحي

صالح سعودي
  • 8290
  • 0
جبال شيليا والشلعلع بباتنة.. بين سحر الطبيعة وندرة الاستثمار السياحي
ح.م

لم تحظ اللوحات الطبيعية الجميلة التي تتحلى بها ولاية باتنة باهتمام الجهات الوصية، والكلام ينطبق على منطقة الوادي الأبيض وغوفي وجبال شيليا والشلعلع وكوندورسي ومستاوة وغيرها، كما لم يتم استثمارها بالشكل الذي يعود بالإيجاب على الدخل الفردي والمحلي، في الوقت الذي يكمن الإشكال الكبير في ندرة مراكز الإيواء، في أبرز المناطق السياحية لباتنة، سواء ما تعلق بالسياحة الجبلية أو التاريخية أو الأثرية.

عرفت عديد مرتفعات وجبال عاصمة الأوراس وثبة مهمة في مجال السياحة الجبلية، خاصة في ظل حركية بعض الخواص الذين يوفّرون خدمات مهمة للوافدين على إيقاع جلسات الشواء، مثلما دأب عليه الكثير في جبال شيليا التي أصبحت مقصد محبي الطبيعة والسياحة الجبلية، سواء من باتنة أو بسكرة أو خنشلة ومختلف ولايات الوطن، والكلام نفسه ينطبق على مرتفعات جبال الشلعلع ومستاوة وكوندورسي التي تتمتع بتقاليد مهمة في هذا الجانب، بناء على الخدمات المقدّمة للأفراد والعائلات التي تفضل قضاء أمسيات هادئة على وقع النسيم العليل، ما جعل الكثير يشيد بهذه الجهود، رغم اعترافهم بضرورة تحسين الخدمات، وترقية الجانب الاستثماري، لإعطاء صورة ايجابية عن السياحة الجبلية.

وتعتبر منطقة الوادي الأبيض الممتدة على مسافة تفوق 200 كلم، من جبال شيليا شرقا إلى غاية مشونش ببسكرة، من بين القواعد الخلفية البارزة التي احتضنت الثورة التحريرية، ما يجعلها شاهدة على شجاعة شعب أراد التخلص من قيود الاستعمار، وإذا كانت دشرة أولاد موسى لا تزال شاهدة على عملية توزيع السلاح في ليلة الفاتح نوفمبر 1954، فإن بقية المناطق المحاذية عرفت بالصمود ومحاربة العدو، بدليل المعارك البطولية التي عرفتها جبال شيليا وإينوغيسن وإشمول وآريس وغسيرة وتكوت وواد عبدي وغيرها من المناطق التي تكيّفت مع متطلبات الثورة التحريرية، والكلام ينطبق على مناطق ودوائر أخرى، على غرار مروانة وبريكة والشمرة وسريانة وغيرها.

ويجمع الكثير بأن مختلف هذه المناطق لم تأخذ حقها في التنمية والمشاريع الضخمة الكفيلة بامتصاص البطالة والتقليل من النزوح الريفي، كما لم تستثمر في الشقّ السياحي رغم تمتعها بسحر الطبيعة التي تؤهلها لأن تشكّل قواعد خلفية للسياحة الجبلية، على غرار مرتفعات شيليا والشلعلع وكوندورسي ووادي الماء ونقاوس وغيرها، ورغم لجوء بعض الخواص إلى فتح فضاءات للترفيه، واستقطاب الأطفال والعائلات في جلسات احتفالية، إلا أن ذلك يبقى غير كاف في نظر الكثير، في حال عدم تجنّد السلطات المعنية وفق إستراتيجية سياحية تساهم في تفعيل مثل هذه المواقع الطبيعية والتاريخية المهمة.

ولم يتوان البعض ممن تحدثوا لـ”الشروق” في إحداث مقارنة بسيطة بين واقع السياحة في مرتفعات عين دراهم التونسية ومنطقة آريس بباتنة، وهذا بناء على القواسم المشتركة بين المنطقتين من ناحية المناخ والتضاريس، والفروق الحاصلة من حيث الخدمات السياحية والفندقية، بدليل توفر عين دراهم التونسية على عدة مركّبات سياحية تسخّر خدماتها لقاصديها من السياح والرياضيين وحتى المرضى، مثلما يحدث في فندق العين الذي يقع في أعلى مرتفعات عين دراهم، ومركب المرادي بقرية حمام بورقيبة، في الوقت الذي لا تتوفر مدينة آريس حسب محدثينا على أي فندق يكون في مستوى تطلعات السياح والزوار، باستثناء مرفق الإيواء بمرتفعات شيليا ببوحمامة، والذي لا يفي بالغرض، في ظل الإقبال المتزايد عليه خلال فصل الصيف، وهو ما يعكس في نظر البعض الفروق الجوهرية بين منطقتين تتشابهان في المناظر وسحر الطبيعية، وتختلفان من حيث الإمكانات والخدمات المقدمة، وهو المقياس الذي يمكن تعميمه على أغلب المواقع الطبيعية والتاريخية لولاية باتنة وبقية ولايات الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!