-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جرائم بلا مجرم!

جمال لعلامي
  • 3298
  • 4
جرائم بلا مجرم!

مقتل أو اغتيال 10 جزائريين مغتربين بمرسيليا الفرنسية، تحوّل الآن إلى قضية رأي عام، فعمليات التصفية متواصلة بطريقة هوليودية، وسط تفريخ الإشاعات والدعايات، والقيل والقال، والتلاعب بمشاعر عائلات الضحايا، دون أن يتضح “السبب الحقيقي” وراء هذه الجرائم، ودون أن تتحدّث جهة رسمية حول الخلفيات ونتائج التحقيقات ومضامين التخمينات!

إلى غاية الضحية التاسعة، كان السؤال المطروح: “لماذا أبناء خنشلة تحديدا وفقط؟”، لكن بعد مقتل ضحية جديدة من ولاية تلمسان، السؤال تغيّر وأصبح كالآتي: “هل الجزائريون مستهدفون؟”، من يستهدفهم، ولماذا؟.. أسئلة جوهرية تبقى بلا إجابات، على الأقلّ إلى غاية اليوم، الذي لا أحد تكلّم باستثناء عائلاتهم التي تصرخ بحرقة وتتألم دون أن تعرف بأيّ ذنب قتلوا!

استهداف العشرة جزائريين بفرنسا، بغضّ النظر عن الولايات التي ينحدرون منها في الجزائر، كان حسب ملاحظات مراقبين، عملا احترافيا، لا مجال فيه للخطأ، بمعنى أن المنفذين نفذوا عمليات القتل مع سبق الإصرار والترصّد، أي أن هذه الجرائم بعيدة كلّ البُعد، إلى أن يثبت العكس، عن “القتل الخطأ”، وإلاّ كيف تتم بهذه الطرق الاستعراضية؟

في انتظار تحديد “هوية المجرم”، أو المجرمين بصفة الجمع، وإعلان نتائج تحقيقات الأمن الفرنسي، ومرافعات هيئة المحامين ودفوعاتهم، لا شكّ أن مثل هكذا أعمال، ستنقل الرّعب إلى كافة الجزائريين المغتربين، سواء في مرسيليا، أو مختلف المدن الفرنسية الأخرى، التي يقيمون ويشتغلون بها، حتى وإن كان في التصفيات حسب مشككين “إن وأخواتها”!

على الأمن والقضاء الفرنسيين، وضع النقاط على الحروف، بشكل عاجل، فالأمر الآن يتعلق بعشر ضحايا، وبعمليات قتل متطابقة في طريقة الرصد والتنفيذ، فكلها تمت بالرصاص، ويكاد المنفذ هو نفسه في أغلب أو كلّ التصفيات، وهو السيناريو الذي يزيد الغموض والإبهام، ويلفّ القضية بمزيد من الألغاز والاستفهامات التي تبقى بلا تفسيرات مقنعة!

مثل هذه الوضعيات المأساوية، بعيدا عن حقائقها وأسرارها وخباياها وخلفياتها، ودون التسرّع في إصدار الأحكام والاحتمالات، تنقل الهلع إلى كلّ أهالي المغتربين بالخارج وفي البلد الأمّ، وتخلط أوراق المهاجرين من أجل عمل أو تجارة أو سياحة، طالما أن الأمر مازال مبنيا للمجهول، وخاليا من المعقول والمقبول، ولكم أن تتصوّروا الحالة النفسية والمعنوية، التي يعيشها الآلاف من “المهدّدين” ولو عن طريق “الخلعة” أو الإشاعة فقط!

لن تهدأ عائلات الضحايا، وهم في قبورهم، تغمّدهم الله برحمته الواسعة، وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان، إلاّ إذا ظهرت الحقيقة بلا تزييف ولا تحريف، وتمّ توقيف المتورطين في الجريمة ومعاقبتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    ..، تغمدهم الله برحمته الواسعة ،
    من الواقع
    .. البعض يغامر ويلجأ الى بيئة غير بيئته - لا شفقة ولارحمة ولا هم يحزنون-
    في وضعية " غير قانونية " - حصول على عمل مستحيل،
    يظطر إلى "فعل أو يفعل اي شيء " للحصول على قطعة خبز ،
    المبيت تحت الجسور - مطاردة يومية أ
    أغلب الأحيان يقع بين أحضان المافيا أنتاعهم
    - متاجرة ، سرقة وما شابهها- ازعاج كبير وقانونهم لا يرحم
    أحيانا يقع سوء تفاهم بين مجموعة المغامرين
    ويبدأ مسلسل التصفية لأتفه الأاسباب ،
    .. درس لمن يفكر في المغامرة ؟

  • لمعسكري القح

    لا يختلف اثنان في أن القضية قضية تصفيات جسدية لهؤلاء الضحايا رحمهم الله تعالى لكون جنسيتهم جزائرية محضة لكن ما يغيب عن الأذهان في الوقت الراهن أن بني صهيون قد يكونون حتما وراء المجزرة
    فقد وقعت مشادات سابقة بين شبان يهود ومغاربة (جزائريين ومغربيين)في مرسيليا الشهر المنصرم لما خرج شبان يهود في الشوارع وبدأوا يكسرون كل ما في طريقهم وما هي إلا دقائق معدودة حتى خرج إليهم أصحاب "النيف"ولقنوهم درسا لن ينسوه أبدا المسألة فيها انتقام مع سبق الإصرار والترصد

  • نصيرة/بومرداس

    لو كان الضحايا فرنسيين لقامت الدنيا وطالبوا بتحقيقات معمقة مثلما حدث مع قضية رهبان تيبحيرين منذ اكثر من عشرين سنة ولا تزال فرنسا تحقق فيها ام ان دم الجزائري رخيس الى هذا الحد.

  • صالح بوقدير

    الجرائم التي بلا مجرم هي تلك التي تكون جهات أمنية متورطة فيهاورغم مايعتقده البعض من من أن القضاء الفرنسي مستقل تماما فإن الغموض يبقى سيد الموقف فرحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر والشلوان إنا لله وإنا إلي راجعون