-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جرائم فرنسية في الجزائر بأعين.. فرنسية!

بقلم: الأزهر بوغمبوز
  • 347
  • 0
جرائم فرنسية في الجزائر بأعين.. فرنسية!

إحدى أهم العقبات التي تحول دون إيجاد أرضية تُرضي الجزائر وفرنسا في مجال كتابة تاريخ الحقبة الاستعمارية هي إلحاح الجزائر على استعادة أرشيفها العثماني المحول إلى فرنسا وما تعلق منه بتلك الحقبة، مما يقابله شبه رفض فرنسي كلي منذ استقلال البلاد. ولا يجب أن يكون المرء متخرجا من كبريات كليات التاريخ ليكتشف أن هناك عديد الأسباب التي تكمن وراء ذلك ومنها أن 62 سنة لم تكفِ فرنسا لتطهير أرشيفها من شوائب في منتهى الخطورة تخللته طيلة 132 سنة وهو ما حال دون تمكن مؤرخي الضفتين من الاطلاع على مراجع من شأنها إماطة اللثام عن فضائح وجرائم ضد الإنسانية ما كانت ستخرج للعيان لو بقيت الجزائر تحت نير الاستعمار.

محارق الغرب الجزائري على سبيل المثال لا الحصر التي أبادت قبائل برمتها، ما كانت تُعرف لولا تسريبات صِحافية وشهادات من شاركوا فيها، وإبادة سكان واحة الزعاطشة وبطولات أهلها ومن هبّ لمساعدتهم ما كان أن تصل إلى الرأي العام الفرنسي لولا، أوّلا بطولة الشيخ بوزيان ورفاقه الميامين التي اخترقت الآفاق بعد صمود استغرق أكثر من 4 أشهر في وجه جنرالات الاستعمار الذين أبادوا مجمل سكانها وسووها بالتراب. يقول قائد الحملة ساخرا إنه بـ”استثناء كفيف وبعض النسوة لم ينجُ أحد”.

ولتفادي الحصار الطويل لواحة الأغواط، كما كان الشأن في الزعاطشة، وبعد أن حاولت القوات الغازية احتلالها عنوة وامتنعت عنهم لموقعها الاستراتيجي وشجاعة أهلها واستعدادهم للتضحية، قرر القادة على مستوى مركزي اللجوء إلى السلاح الكيميائي الذي استعمل لأول مرة في التاريخ، وهو ما نكتشف تلميحات باستعماله في التقارير العسكرية المرفوعة لسلطات مدينة الجزائر. إلا أن الرسام الفرنسيE. Formentin الذي زار الواحة صيف 1853 برفقة ضابط، يشير الى استعمال الغاز السامّ بشكل غير مباشر: “… هيا بنا الآن، يقول لي الملازم وهو يجرني إلى الشارع الذي يلي الباب الغربي. يستحسن التأكد شخصيا، من ذلك وعلى على الفور. نتبع تقريبا الطريق الذي رسمه رصاص وحراب بنادق جنودنا. يشهد كل منزل على صراع مرير. الوضع هنا أسوأ مما هو في الباب الشرقي. نحس أن التيار دخل من هذه الجهة وانتقل، بعد ذلك، إلى هناك”، أما عن نتائج الهجوم فيقول: “لم يُشرَع في دفن الموتى إلا بعد يومين؛ أتعرف كيف جرى ذلك؟ استعملوا حبال ربط الأعلاف واقتياد الجياد. كان لا بد من التخلص، مهما كان الثمن، من الجثث؛ كدِّس بعضُها فوق بعض وفق الاستطاعة ورُميت حيث أمكن وخاصة في الآبار. تلقى أحدها بمفرده، مررت بجانبه 256 جثة من دون احتساب الحيوانات وأشياء أخرى. يقال إن رائحة الموت بقيت متفشِّية في المدينة مدة طويلة، ولا أعتقد أنها قد اختفت تماما”.

وللوقوف على بعض تلك الجرائم الشنيعة، ليس هناك أفضل من إعطاء الكلمة بغثّها وسمينها لبعض غلاة الاستعمار والعنصرية. ويوجد من بين من دوّنوا بعض أحداث تلك المرحلة، وهي شخصيات حاولت الحفاظ على نوع من الإنسانية والاحترام للأشكال والعادات والتقاليد وهناك من أبدى نوعا من التأسف ليس على الأفعال بل فقط على الطريقة التي ارتكبت بها، فما أن استتب لهم الأمر في مدينة الجزائر ووهران حتى شرع غلاة الاستعمار في هدم المؤسسات الخيرية والهياكل والجوامع والقصور وحتى… المقابر! فها هو الضابط المؤرخ Pellissier de Renaud الذي رافق الحملة يقول: “أدت أشغال شق طريق قلعة الإمبراطور وبناء ساحة خارج أسوار باب الوادي إلى تدمير مقبرتين إسلاميتين، إذ تعذّر تفادي ذلك ومن غير الممكن أن يؤدي احترام الموتى إلى إعاقة حرية تنقُّل الأحياء. كان يفترض أن نتعامل بطريقة أقل عنفا مما فعلنا ونتجنب الوقوع في فضيحة شعب متحضِّر ينتهك حرمة وقداسة القبور. كان من المفترض العمل بنظام واحترام ونقل عظامها إلى مكان مقبول عوض تركها مبعثرة هنا وهناك إلى حد أن بعض المتميّزين بالفظاظة من الرجال كانوا يلعبون بكل وقاحة برؤوس الموتى. وخلال عمليات الحفر وإذا ما قطع خط المهندس القبر قسمين، فالفأس تقسم القبر والهيكل العظمي قسمين الأول للطريق والثاني يظل مفتوحا باديا للعيان (…). فهذه القبور المفتوحة أفواه تديننا صادرة عن الموتى لتنضم إلى أحياء نهدم في الآن ذاته سكناتهم، مما جعل حمدان [خوجة، صاحب “المرآة”] يقول بقوة وبشكل جد معبِّر إن الفرنسيين لا يتركون لبني وطني مكانا ليعيشوا فيه أو يُدفنوا فيه” (حوليات الجزائر، ج.2 ص 7).

وما لا يريد ربما قوله هذا الضابط هو أن تلك العظام كانت تُشحن على متن بواخر متوجهة لمرسيليا لتسلم لمصانع تستعملها للحصول على الفحم الحيواني أو الأسود العاجي الضروري لصناعة السكر. يقول الطبيب Ségaud لجريدة المنارة أن “بعض العظام المنبوشة لم يتحلل لحمها بعد”.

وأورد O.L. Grandmaison شهادة أخرى لنفس الطبيب جاء فيها “رأيت جماجم وزنودا وعظام الأفخاذ لفئة الراشدين نُبشت حديثا ولم يتحلل لحمها نهائيا. يجب ألا نقبل أشياء من هذا القبيل.”

ما انفكّ الفرنسيون يصفون سكان الجزائر بالأمية والجهل، إلا أن بعض شهادات ضباطهم تكذب ذلك، فـالمؤرخ M. Émerit يقول “كل الأطفال من 3 إلى 10 سنوات متمدرسون… توجد في الدواوير، مهما كان حجمها، خيمة مخصصة للدراسة يتولى التدريس فيها “مؤدب” يختاره كبير الدوار أو مؤسسة “الجماعة”. أما في المدن فعدد المدارس الابتدائية كبير وتوجد في البنايات التابعة لأملاك الوقف والحبس”.

إلا أن الأوضاع تغيرت بعد نصف قرن فقط من الاحتلال إذ يشير H.Desvages إلى أنه “وفي وقت شرعت فيه الجمهورية الثالثة سنة 1881/82 بتطبيق سياسة التربية العمومية، كان عدد المسلمين الملتحقين بالمدارس الفرنسية شبه منعدم: 3.000 متمدرس بين الذكور والإناث في المدارس الفرنسية بكل أنواعها”. ونشير إلى أن بعض المؤرخين اتّسموا بالموضوعية في معالجة العديد من جوانب الحقبة الاستعمارية.

يبدو جليًّا أن بعض الضباط كانوا يؤدون واجبهم ولو عن مضض مثل le Comte d’Hérisson الذي نستنتج من كتاباته عكس آخرين مثل كافينياك وبيجو وغيرهما مواقف أكثر موضوعية “صحيح أننا عدنا ببرميل من الآذان جمعناها زوجين زوجين من سجنائنا الأصدقاء منهم أو الأعداء.. أعمال وحشية لا يمكن تصورها، أوامر بالقتل ببرودة دم تامة بطلقات نارية أو بالسيوف في حق بعض البؤساء ذنبهم الوحيد أنهم دلّونا على مخازن حبوب.. فارغة.. حَرقنا القرى التي صادفناها في طريقنا وفرّ منها أهلها ودمرناها، قطعنا نخيلهم وأشجار مشمشهم، لأن مالكيها لم تكن لهم القوة الكافية لمقاومة أمرائهم وغلق ممر مفتوح أمام الجميع لدى هذه القبائل المتنقلة. كل هذه الأعمال البربرية ارتكبت دون إطلاق رصاصة واحدة، لأن السكان كانوا يفرون أمامنا بقطعانهم ونسائهم تاركين قراهم خلفهم” (la chasse à l’homme, guerre d’Algérie، ص 133 سنة 1891، Gallica bnf.fr

إذا كانت تلك بعض مواقف وآراء العسكريين، فلا بأس من الوقوف قليلا عند مواقف رجال الفكر والأدب والفن اتجاه العملية الاستعمارية إذ أن قسما منه نصّب نفسه واعظا ناصحا داعيا إلى النتيجة ذاتها ولكن بإضفاء نوع من الليونة أو القسوة التي يتطلبها الحال والبعض الآخر شاطر العملية ونصح بالمزيد من العنف والبطش.

فأليكسي دي طوكفيل المفكر والسياسي الفرنسي المدافع عن الديمقراطية وفق الطريقة الأمريكية التي زارها في مهمة استكشافية راقت له طريقة أهل البلاد في إبادة الساكنة الأصلية واستعباد السود، ما انفكّ ينصح بيجو ونواب البرلمان بانتهاج نفس الطريقة مع توجيه اللوم للذين “ينظرون بعين الريبة إلى حرق المحاصيل وتبديد المخازن واعتقال رجال غير مسلحين ونساء وأطفال. إلا أن أعمالا كتلك تندرج -بالرغم من طابعها المؤسف- في إطار ضرورات يجب أن يلجأ إليها أي شعب يريد محاربة العرب”.

إذا كان هذا يندرج في إطار تبرير مثل هذه الأعمال، فإنه يتحول إلى مستشار عسكري يوجه القيادة إلى ما يراه صالحا والى كيفية التعامل مع الأحداث إذ يعلن أنه زيادة على منعهم من ممارسة التجارة لا بد من تخريب بلادهم عن طريق إتلاف المحاصيل بمضاعفة الغارات الفجائية واعتقال الرجال والاستحواذ على ماشيتهم. ويبدو أن ذلك لم يقنعه إذ يتحول إلى قائد أركان قائلا “يبدو لي أن العمليات الكبرى ولو عرضيا ضرورية لأنها من جهة تبيّن للعرب على وجه الدوام ولجنودنا أنه لا عائق يقف أمامنا في البلاد، ومن جهة أخرى، تسمح بتدمير كل ما يشبه تجمعا قارّا للسكان أو بعبارة أخرى كل مدينة. يبدو لي من الأهمية القصوى عدم الإبقاء على أي مدينة قائمة أو السماح ببناء أخريات في البلاد الواقعة تحت سلطة عبد القادر”.

وتعبيرا منه عن رضاه الكامل عن قائد الجوق بيجو، فيكيل له المديح والشكر عن تأسيسه لعلم عسكري عمّمه حتى صار في متناول الجميع “لم تبّين لنا التجربة المسرح الطبيعي للحرب فحسب بل علمتنا كيفية القيام بها. علمتنا نقاط قوة خصومنا ونقاط ضعفهم. كشفت لنا وسائل وسبل الفوز عليهم. يمكننا الجزم اليوم أن حرب إفريقيا [الجزائر] عِلمٌ يعرف الجميع قواعده ويكاد أي كان أن يطبّقه من دون الوقوع في أي خطأ. إن أكبر خدمة قدمها السيد الماريشال “بيجو” لبلده هي أنه وسّع وطوّر وجعل هذا العلم الجديد في متناول الجميع” (مقتطف من كتاب أليكسي طوكفيل “عن مستعمرة الجزائر”).

أما ألفونس دي لامارتين، أحد أشهر شخصيات القرن التاسع عشر، فإنه وافق على احتلال الجزائر منذ البداية، إلا أنه عبّر خاصة في خطاب ألقاه أمام المجلس الوطني سنة 1846 عن وجوب التحلي بنوع من الليونة أعابها عليه منتقدوه الذين يذكّرهم بمواقفه المبدئية منذ 1830. يعدّ من بين القلائل الذين أدانوا محارق الظهرة مع تنويهه بالمارشال بيجو في نفس الوقت.

فيكتور هيغو أحد أبرز كتاب فرنسا وشعرائها ومؤلف “البؤساء” الذي لا نكاد نجد شيئا مما ورد في هذه الرواية في مواقف اتجاه ما كان يعيشه الشعب الجزائري من ضيم وظلم وجبروت. يبقى أنه أشار إلى بعض الانتهاكات في كتاباته وشعره، من دون أن يدين الاستعمار بأي شكل من الأشكال “يجب أن يكون الاستعمار العسكري جدارا واقيا للاستعمار المدني شبيها بالأسوار التي تحمي المدينة؛ فالاستعمار العسكري سورٌ حي، وهل هناك عائق منيع أفضل من معسكر عسكري فرنسي؟ ضعوا الجندي أمام المعمّر كما تضعون قطعة الحديد على رأس الرمح” (فيكتور هيغو، الأعمال الكاملة، روبرتنلافونت، باريس 1985). ألا يعد أول منظر لسياسة الاستيطان التي طبِّقت فيما بعد وخاصة من قبل صديقه الجنرال بيجو الذي يخاطبه قائلا “أعتقد أن مستعمرتنا الجديدة شيء سعيد وكبير، إنها الحضارة تسير نحو البربرية. شعب مستنير يلتقي بشعب في غياهب الظلمات. نحن إغريق العالم، يجب علينا أن ننير العالم. ومهمتنا قيد الإنجاز… إنك تنظر للأمور بما يختلف عن نظرتي، فأنت تراها من زاوية العسكري والميداني، وأنا أراها من زاوية الفيلسوف والمفكر”.

محارق الغرب الجزائري على سبيل المثال لا الحصر التي أبادت قبائل برمتها، ما كانت تُعرف لولا تسريبات صِحافية وشهادات من شاركوا فيها، وإبادة سكان واحة الزعاطشة وبطولات أهلها ومن هبّ لمساعدتهم ما كان أن تصل إلى الرأي العام الفرنسي لولا، أوّلا بطولة الشيخ بوزيان ورفاقه الميامين التي اخترقت الآفاق بعد صمود استغرق أكثر من 4 أشهر في وجه جنرالات الاستعمار الذين أبادوا مجمل سكانها وسووها بالتراب. يقول قائد الحملة ساخرا إنه بـ”استثناء كفيف وبعض النسوة لم ينجُ أحد”.

والواقع أن آراء ومواقف العسكريين ورجال العلم والأدب تختلف في الشكليات فقط، أما في الموضوع فهناك تطابقٌ شبه كلي، فقلّما نجد موقفا صارما وثابتا لدى الشخصيات أو التيارات الفكرية والسياسية أو إدانة صريحة للأوضاع المأساوية التي يعيشها الجزائريون أو ما يتعرضون له من حجز للممتلكات أو نفي.

لا شك أن الحروب الصليبية وإن انقطعت عمليا ففكريا ظلت قائمة باستثناء ربما خلال مرحلة سليمان القانوني وفرنسوا الأول اللذين تهادنا لأسباب سياسية بحتة ضد اسبانيا والنمسا بالرغم من اعتراض المسيحية كلها على ذلك التوافق واتهام ملك فرنسا بالخروج عن الملة. وللإشارة فمن بين الاتفاقيات بين البلدين منح العثمانيون امتيازات لفرنسا في الجزائر تقضي بمنح شركات فرنسية امتياز استخراج المرجان من السواحل الجزائرية الشرقية من جيجل إلى القالة. إلا أن الطرف الفرنسي عوض الاقتصار على ما نصّت عليه الاتفاقية -وهي مُجحفة حقا في حق إيالة الجزائر من حيث المدخول- بات ممثلوه يتاجرون في الماشية والحبوب والخشب مقابل بعض السلع والسلاح اليدوي لقبائل في منطقة القالة.

وقد انجرّ عن ذلك حدوث توترات شديدة بين البلدين وصلت حدّ معارك بحرية وقَنبلة للعاصمة وإلغاء للاتفاقية في بعض الفترات ولعلها شكلت سببا من أسباب استعمار الجزائر.

“صحيح أننا عدنا ببرميل من الآذان جمعناها زوجين زوجين من سجنائنا الأصدقاء منهم أو الأعداء.. أعمال وحشية لا يمكن تصورها، أوامر بالقتل ببرودة دم تامة بطلقات نارية أو بالسيوف في حق بعض البؤساء ذنبهم الوحيد أنهم دلونا على مخازن حبوب.. فارغة.. حَرقنا القرى التي صادفناها في طريقنا وفرّ منها أهلها ودمرناها، قطعنا نخيلهم وأشجار مشمشهم، لأن مالكيها لم تكن لهم القوة الكافية لمقاومة أمرائهم وغلق ممر مفتوح أمام الجميع لدى هذه القبائل المتنقلة…”.

حوصرت فرنسا بعد ثورتها حصارا شديدا من جيرانها الأوروبيين وساد القحط ونقص الغذاء فاستنجدت بإيالة الجزائر التي زوّدتها بالقمح والمال ووقعت اتفاقية معها مطلع القرن 19 مُنحت بموجبها امتيازات واسعة استغلها نابليون ليرسل جاسوسه بوتان سنة 1808 لتحديد الأماكن يمكن للبحرية الفرنسية مهاجمة الجزائر من خلالها. وإذا كان هذا الأخير لم يستطع انجاز تلك المهمة التي كان يريد بها استعادة مجد روما وسيطرتها على الحوض المتوسطي لانشغاله آنذاك بحروبه الأوروبية، فإن خطط بوتان الذي قُتل في سوريا استُخرجت سنة 1830 وأُنزلت الحملة في المكان الذي اقترحه.

ولو استقصينا مواقف المسؤولين الذين قادوا الحملة ضد الجزائر، فإننا نكتشف أن قائدها وقَّع اتفاقية تسليم المدينة تلزمه بنودها -على قلتها وعدم وضوحها الوضوح كله- باحترام الإسلام وأماكن العبادة والأموال وسلامة المواطنين، إلا أنه وقبل أن يغادر الداي حسين -الذي يحق لنا أن نتساءل عن السبب الذي جعل الجزائر المستقلة تُبقي أحد أحياء العاصمة يحمل اسمه وهو لم يصُنِ المدينة- سطا عساكر دي بورمون على خزائن القصبة ونهبوا كل ما فيها واقتسموه وحوّلوا ما حولوا على متن 05 سفن كبيرة على الأقل إلى اتجاهات أغلبها غير محدد.

وكخلاصة عامة، يمكن القول إن هناك توافقا فرنسيا حتى لا نقول أوربيا على معاداة دول الضفة الغربية التي سعوا بكل ما أوتوا من قوة للسيطرة عليها منذ سقوط الأندلس في 1492م، وإن وُجدت اختلافاتٌ بينهم فشكلية فقط ولا تمس الجوهر تماما كما هو الحال اليوم في مجمل القضايا المصيرية المطروحة في الشرق الأوسط أو في محيطنا القريب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!