-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جريمة الإفطار العلني في رمضان عل ضوء قانون العقوبات

‬فوزي أوصديق
  • 12664
  • 19
جريمة الإفطار العلني في رمضان عل ضوء قانون العقوبات

إن الأحداث التي عرفتها، إحدى ساحات تيزي وزو، من إفطار جماعي لشرذمة لا تمثل إلا نفسها، ولم تسيئ للمنطقة، بل مؤشراً على مجهريتها العددية رغم الهالة الإعلامية المسلطة عليهم فهؤلاء ينفخ بهم إعلامياُ، وما دفعني أن أكون متردداً بين التكلم عنهم أم الصمت؟!، إلا أن ما دفعني للكتابة، نص القانون رقم 07 ـ 09 الصادر سنة 2001، المعدل والمتمم للقانون العقوبات سنة 1966، وبالأخص القسم الخاص بالاهانة والتعدى على الموظفين ومؤسسات الدولة والتي تنص صراحةً بدون لبس أو اجتهاد يقبل التعدد في الآراء، المادة 144 (مكرر2) التي تنص على أنه يعاقب بالحبس من ثلاث (3) سنوات إلى خمس سنوات وبغرامة من 50,000 دج إلى100,000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من أساء الى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو بقية الأنبياء، أو أستهزأ بالمعلوم من الدين بالضرورة أو بأية شعيرة من شعائر الاسلام سواء عن طريق الكتابة أو الرسم أو لتصريح أو اية وسيلة أخرى. وعلى النيابة العامة أن تباشر إجراءات المتابعة الجزائية تلقائياُ .

ولذلك، في ضوء ما شهده الشهر الكريم من أحداث متكررة  لحرمة الشهر، فإن المادة من قانون العقوبات باقية  مجمدة ولم تطبق على هؤلاء، فهبة الدولة ودولة القانون وسيادة الحق قد يبدأ من هذه المادة وبالتطبيق الصارم لقوانين الجمهورية أو غيرهم

فصيام رمضان والحفاظ على حرمته وقداسته ليست فقط من النظام العام أو الآداب العامة للمجتمع الجزائري، بل هي من ثوابته ومرتكزات نظامه السياسي بدءاً من بيان أول نوفمبر، ووصولاً لمختلف الدساتير الجزائرية المتعاقبة.

فليجب أن نقرأ هذه المادة قراءة قانونية صرفة ولست قراءة ايدولوجية كما البعض عودنا في قراءته الكيدية.

فالحمدلله، انتمي لهذه المنطقة القبائل، واعتبر أن هؤلاء لا تمارس إلا أنفسهم فبتصرفاتهم، وممارسهم يغرسون بدور الكراهية بدلاً ما يعبرون عن موقف سياسي أو مطالب مشروعة.

فإستعداء باقي مكونات الشعب، ورفع رايات زائفة من حقوق للأقليات  لا تتخذ، أو تطلب من خلال مساحات رائفة، أو مجالات بعيدة عن المنطق السياسي السليم، أو من خلال    خدش الذوق العام السائد داخل المجتمع، فالنسيج الاجتماعي بالجزائر منذ التاريخ الى يومنا محافظ، ويقدس الشعائر، لذلك أي استهزاء بالمعلوم من الدين بالضرورة، أو أحد اركان الاسلام ـ أو أية شعيرة من شعائر الاسلام يفترض من النيابة العامة تلقائياُ التحرك بدون وصول بلغ من أي أحد، فمجرد الاعلام وليس العلم بالحدثة يجب المتابعة التلقائية والجزائية لها.

فهذه الاحداث في تكرار من سنة لأخرى، مع أخذها أبعاد سياسية، وتوضيفات ايدولوجية، وصالحة للاستهلاك الخارجي والمزايدات!؟

وأنني لا أحرض طرفاً على طرف، أو استقوي جهة على حساب جهة، ولكن أنادي بتطبيق القانون، واحترام خصوصيات المجتمع، وعدم خدش مشاعر ووجدان الأفراد، فالإطار العلني، والتجمهر به هو منافي لأبجاديات حقوق الانسان، وليس داعماُ له، ومن صميم ثقافة حقوق الانسان، وأي تفسير يريد تثبيت عكس ذلك، ما هو الا تفسيراً بعيداً عن هذه الثقافة والقيم الانسانية،  فالغير يلزمنا بضرورة الحفاظ على القيم الجمهورية، والغير يلزمنا بضرورة الاندماج في المجتمع .. أما نحن يراد أن نكون منقدين وأي تصرف غير ذلك يفسر على أنه نوع من الردة عن حقوق الانسان والقيم الانسانية المشركة، وذلك قياساً مع الفارق، وما نريد الا الاصلاح وما توفيقي إلا بالله..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • الكاتب/ ع سرحان

    مثل المجاهر الذين أكلوا في نهار رمضان المعظم جهارا كمثل الذي أراد أن يُغيظ امرأته فخصى نفسه. أرادوا اسفزازنا وما أفلحوا خابت ظنونهم وطاشت سهامهم، لأن في القرآن المجيد آية صريحة: لا إكراه في الدين.
    الحق نقول أيها القراء الأفاضل: لقد أساءوا إلى زوايا ومساجد تيزي وزو وبني ورثلان وغيرهما المنتشرة في جبالها كالأنجم الساطعة وأساءوا إلى أجدادهم كل الإساءة..

  • أستاذ جامعي

    ناهيك عن أن الإساءة إلى اي شعيرة من شعائر الإسلام يترتب عليها المسؤولية الجزائية طبقا لأحكام المادة 144 مكرر2 ، هناك جريمة أخرى إرتكبها آكلوا رمضان تتمثل في التجمهر غير المرخص به طبقا لنص المادة 97 و ما يليها من قانون العقوبات ، و إعتبار الجهر بأكل رنضان لا يدخل أبدا ضمن باب الحريات الفردية و الشخصية التي يتغنى بها هؤلاء المجرمين ، فهي حرية لا تعني أبدا أن تفعل ما تشاء أمام من تشاء و كيفما تشاء ، فهناك شيء إسمه النظام العام و الآداب العامة فالسير عاريا في الشارع يعتبر حرية حسب رأي هؤلاء الفجار

  • حمزة

    Allah Allah 3la " vous fêtes"

  • سعيد

    ما أدهشني هو رب العرب و الأعراب المسكين أعمى لا يرى إلا اللوص الكبيرة و أكلي رمضان جهارا نهارا.أما الأخرون(العرب و الأعراب) فهو في غنى عنهم .فقد رخص لهم السرقة مند قرون خلت.أظن أن هؤلاء معتوهين عقليا يجب إعادة تأهيلهم.

  • عزيز

    انا لست راضيا بما قام به هؤلاء . ولكن صاحب المقال يطالب بهبة الدولة وذلك بتطبيق نص المادة 144 مكرر 2 على وكالين رمضان فانا معه ولكن هؤلاء يصرحون انهم ليسوا مسلمين فكيف ستتعامل معهم الدولة بما انهم يطالبون يايجاد حل لهذه مسالة . ومن زاوية اخرى لماذا لاتطبق هبة الدولة ايضا علي تاركي الصلاة اليس هذا استفزازا بالمعلوم من الدين .اما قول صاحب المقال انهم رفعوا رايات زائفة فانه يقصد راية الشعب الامازيغي اليس هذا تعديا و تنكرا لاحدى مقومات الهوية الجزائرية واستفزازا للامازيغيين . جا ءيكحلها اعماها

  • حميد

    لنبدا اولا بخليدة تومي التي تهجمت على دين الله وهي تمثل حكومة شعب مسلم دستوره الاسلام الخلاصة من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كل نفس بما كسبت رهينة.

  • جنوبي غربي

    العيب ليس في الافطار و لكن الاستفزاز لمشاعر المسلمين و محاولة الدفع بهم إلى رد الفعل و تصو يرهم كما يهواه هؤلاء الحاقدون. و لكن موتوا بغيظكم لقد فعلها الأحرار من أقرب المقربين منكم و أثبتوا للعالم بأنكم شردمة قليلون لا متثلون إلا أنفسكم. بارك الله فيهم.

  • Farid

    et les policiers après ils vont faire la prière ou sont ils exemptes?

  • عمر الفرزدق

    وكيل الجمهوريه لمحكمة تيزي وزو هو المسؤول الوحيد الآن امام الله و امام الشعب لأنه الوحيد المخول له تحريك القضيه ثم يأتي دور قاضي التحقيق ثم قاضي الحكم ..... وهكذا ببساطة تفرج

  • صالح

    اظن ان التمسك بحرية المعتقد مشروع ، شرط ان تكون الحرية في الاتجاهين وليس في اتجاه واحد فقط ، اي ان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ولا تستغل مثلا في هدم المساجد عليهم .
    "انك لاتهدي من احببت ولكن الله ..."
    الشعب الجزائري مسلم ، في غالبته ، عن قناعة ومنذ قرون ، ولا يحتاج الى " الاسلمة " من جديد ومن اي جهة كانت .
    المرفوض هو الأوهبة ( من الوهابية ) والأخونة ( من الإخوان ) ، باسم السلفية ، الغريبتين على الديار ، وتكفير المسلمين وجهادهم في ديارهم بدل الجهاد في المعتدين وتحرير ثالث الحرمين الشريفين .

  • صالح

    وهذا ما وقع ويقع في افغانسان ، في الصومال ، في العراق ، في سوريا ، في تونس ، في مصر ، في الجزائر ، في ليبيا ، في اليمن ... الخ .
    لكي لاتتعرض مؤسسات الدولة ، والشعب معا ، للابتزاز من فئة قليلة انتهازية منافقة ، تجعل من الاسلام مطية لبلوغ الغايات ، وقد تتسبب في تقسيم هذه المؤسسات ، مثلما حدث في بداية التسعينيات القرن الماضي عندما ظهرت " البلدية الاسلامية " والبلديات غير الاسلامية ، لابد اذا من تغيير مادة " الاسلام دين الدولة " في الدستور وتعويضها بمادة اخرى تغلق الباب امام استغلال الاسلام .

  • صالح

    " الاسلام دين الدولة " اصبح يستغل ، من طرف الاسلام السياسي لاغراض ، سلطوية دنيوية ، لاعلاقة لها بالدين .
    وهذا ، مع الاسف ، يبدو من حقهم مادام مثبتا في الستور .
    الجزائر في غالبتها مسلمة وعلى المذهب المالكي ، فلماذا اذا تعدد الاحزاب والحزيبات الدينية السياسية لو لم تكن الاهداف على زينة الحياة الدنيا وليس على الدين ؟.
    ما علاقة الكعبة بالانقلاب على الرئيس ؟.
    الله سبحانه وتعالى يقول : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " و " ...اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ... " ، صدق الله العظيم .

  • صالح

    لماذا لاتقوم هذه الشرطة ، بعد كل اذان للصلاة ، بإفراغ المقاهي والشوارع وغيرهما ، وإجبار المتواجدين فيها للذهاب الى المساجد ؟
    الا تعتبرهذه الشرطة ، المامورة ، ان البقاء في المقاهي ، وربما في البارات ( الحانات ) ، وعدم اقامة ( اداء ) الصلاة ، يعد انتهاكا لحرمة الركن الاساسي في الاسلام ؟ .
    " الجزائر مسلمة والى العروبة تنتسب " كما قالها المصلح الجزائري الكبير الشيخ عبد الحميد ابن باديس ، رحمه الله .
    لكن ان تكون الجزائر مسلمة هذا شيء ، وان يكون " الاسلام دين الدولة " في الدستور هذا شيء .

  • صالح

    مادخل الشرطة ، اذا ، في الصيام حتى تفتش مطاعم مغلقة النوافذ والابواب ، وتاخذ من بداخلها الى مراكز البحث ؟ .
    اظن ان " المراقبة الروتينية " لاتسمح بالدخول عبر الابواب المغلقة .
    الضغط يولد الانفجار ، وكل ممنوع مرغوب .
    ثم لماذا نفس الشرطة ، التي تمتهن " المراقبة الروتينية " للسهر على احترام حرمة رمضان ، لاتقوم بنفس " المراقبة الروتينية " للسهر على احترام حرمة الصلاة ، وهي مثل الصيام ركن من الاركان الخمسة ، بل وعمود الدين الاسلامي الحنيف ؟ .

  • صالح

    كثير من علماء الدين الاسلامي الحنيف في الجزائر هم من منطقة القبائل .
    "شرذمة " من الرافضين والمنتهكين لحرمة الصيام ، في مدينة تيزي وزو ، لايساوون شيئا بالنسبة للغالبية العظمى من الصائمين في هذه الولاية والولايات المجاورة .
    ما فعله هؤلاء الشباب ، علانية ، في تيزي وزو ، يفعله شبان آخرون ، سرا ، في مناطق أخرى من الوطن .
    الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بان الله سبحانه وتعالى يقول " إلا الصوم فإنه لي وأنا أجازي به " ، صدق رسول الله . " إنك لاتهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء " ، صدق الله العظيم .

  • الطيب طهوري

    أكل رمضان ومشاعر المسلمين
    أدى الإفطار الجماعي لمجموعة من مواطني ولاية تيزي وزو نهار رمضان علنا إلى ردود فعل رافضة في أغلبها لذلك التصرف ، وصل الأمر في بعض تلك الردود إلى طلب معاقبتهم على تجرئهم ذاك واعتبار فعلهم مسا بمشاعر المسلمين ، بل أكثر من ذلك وجدنا البعض يعتبرهم مرتدين عن الإسلام ويطالب بوجوب إقامة حد الردة عليهم، أي قتلهم.. وهنا اطرح السؤال: لنفترض أن هؤلاء الأشخاص كانوا مسلمين بالوراثة ، لا بقناعتهم الذاتية ..وقد قرأوا وقارنوا فتكونت لديهم قناعة ذاتية بأن هذا الدين الإسلامي لا يناسبهم..ف

  • salah-batna

    Nous sommes un peuple MUSULMAN et pas anglais ou français )(chrétien donc il ya des valeurs et règles à respecter. Si quelqu’un comme vous est soucieux de suivre les valeurs occidentales , il n a qu aller vivre en OCCIDENT parce que ici nous sommes chez nous et ce que vous appelez LA LIBERTÉ DE CONSCIENCE c est un produit purement occidental qui n a aucun lien avec notre civilisation basée sur LE CORAN et LA SUNNA.

  • algrien

    ادا اردتم تطبيق القانون فعلا وبدن عنصرية. فطبقوه على كل الشعب الجزائري. ربما اكثر من 80 بالمئة ياكلون رمضان بصفة او باخرى. تلك الفئة التي اكلة رمضان علنا على الاقل كلنو صرحاء اما الكثير يفعل دالك وهؤلاء هم المنافقين. النا احرار في ممارسة دينهم.

  • Makrane

    La liberté de conscience est individuelle; elle n’est ni française ni anglaise ni chinoise, elle est humaine et universelle. Apprenez M. que l’Algérien a le droit d’être musulman et de ne l’être aussi. Je ne vois pas en quoi ça vous dérange si quelqu’un mange pendant le carême. Vous fêtes le carême pour dieu ou bien pour le public?