جريمة حرب.. هكذا قُصف مقهى “الباقة” بذخائر ثقيلة

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن جيش الاحتلال استخدم ذخيرة ثقيلة وعشوائية في القصف الذي استهدف مقهى “الباقة” وأسفر عن استشهاد عشرات المدنيين، في واقعة قد تُصنف كجريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها أنها اطلعت على أدلة كشفت أن جيش الاحتلال استخدم قنبلة وزنها 230 كيلوغراماً ـ وهي سلاح قوي وعشوائي يولد موجة انفجار هائلة وينشر الشظايا على مساحة واسعة ـ عندما هاجم هدفاً في مقهى مزدحم على شاطئ البحر في غزة يوم الاثنين.
وقال خبراء في القانون الدولي إن استخدام مثل هذه الذخيرة على الرغم من وجود العديد من المدنيين غير المحميين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، أمر غير قانوني على الأرجح وقد يشكل جريمة حرب.
وتمكن خبراء الذخائر من التعرف على شظايا السلاح من أنقاض مقهى البقعة التي صورتها صحيفة الغارديان على أنها أجزاء من قنبلة MK-82 متعددة الأغراض تزن 230 كجم، وهي عنصر أساسي من صنع الولايات المتحدة في العديد من الحملات القصف في العقود الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن خبيرين في مجال الذخائر إن الحفرة الكبيرة التي خلفها الانفجار كانت دليلا إضافيا على استخدام قنبلة كبيرة وقوية مثل MK-82.
وبموجب القانون الدولي المستند إلى اتفاقيات جنيف، يُحظر على القوة العسكرية شن هجمات تتسبب في “خسارة عرضية في أرواح المدنيين” ” مفرطة أو غير متناسبة ” مع الميزة العسكرية التي يتعين تحقيقها.
كما نقلت الصحيفة عن جيري سيمبسون من هيومن رايتس ووتش قوله: “لم يحدد الجيش الإسرائيلي من كان يستهدف على وجه التحديد، لكنه قال إنه استخدم المراقبة الجوية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، مما يعني أنه كان يعلم أن المقهى كان يعج بالزبائن في ذلك الوقت”.
وقال الدكتور أندرو فورد، الأستاذ المساعد في قانون حقوق الإنسان بجامعة مدينة دبلن، إن الضربة كانت صادمة. وأضاف: “عندما ترى حالة تُستخدم فيها ذخائر ثقيلة، لا سيما في مكان مدني مكتظ، حتى مع أفضل أساليب الاستهداف في العالم… فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى نتيجة عشوائية لا تتوافق مع اتفاقيات جنيف”.
مقهى “البقعة” العائلي، الذي تأسس قبل نحو 40 عامًا، كان معروفًا بكونه وجهة ترفيهية للشباب والعائلات في مدينة غزة .
ولم تكن منطقة الميناء التي يقع فيها مقهى الباقة مشمولة بأي من أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال للتحذير من العمليات العسكرية الوشيكة.