جزائريون يخضعون للجراحة 11 مرة بسبب الكيس المائي
كشفت البروفيسور كريمة عاشور مختصة في الأمراض الصدرية ورئيسة الجمعية الجزائرية للكيس المائي، في تصريح للشروق، عن استفادة المرضى الجزائريين الذين يعانون من الكيس المائي ومضاعفاته من الدواء الذي لطالما حرموا منه في السنوات الفارطة.
واستبشرت عاشور خيرا بتسويق الدواء قريبا في بلادنا ما سينهي معاناة آلاف المرضى الذين كانوا يضطرون للجراحة أكثر من مرة بسبب عدم القضاء التام على الطفيليات في الجسم.
وأوضحت المختصة أنّ علاج الكيس المائي يتطلب الجراحة والتدخل الطبي معا وهما متلازمان ويجب الجمع بينهما من أجل التخلص النهائي والتام من أي طفيلي قد يعلق بالجسم.
وتعد الجراحة العلاج الوحيد للمصاب في الجزائر، بينما تدعو التوصيات العالمية ومنها توصيات المنظمة العالمية للصحة إلى إضافة العلاج الطبي للجراحة لمنع الانتكاسة أو تكرر الإصابة.
وأكدت المتحدثة أنّ تسويق الدواء المصنع محليا سيكون خلال الأسابيع الخمسة المقبلة وسيقتصر في بداية الأمر على العلاج الاستشفائي فقط إلى غاية حصر كافة المعطيات والتكفل الأمثل بالداء، حيث تسجّل الجزائر، حسب رئيسة الجمعية، نحو 10 إصابات في المائة ألف ساكن.
وأكدت محدثتنا أن بعض الميسورين من المرضى كانوا يجلبون العلاج من الدول المجاورة على غرار تونس غير أن الأمر لم يكن في وسع الغالبية نظرا لغلائه وعدم تعويضه.
وتضيف عاشور “لقد كان لإنشاء الجمعية دور في الاستجابة لتطوّر التخصصات المختلفة: الطبية والجراحية والبيولوجية والإشعاعية والبيطرية، وهذا في إطار إدارة داء الكيس المائي الذي تعد الجزائر من بين أكثر دول العالم انتشارا له”.
كما تطرقت إلى التأثير الخطير للمرض على البيئة والحيوان والإنسان كما أنّه يمس بسلامة عديد أعضاء الجسم مثل: الكبد والرئة والعظام والقلب والأوعية والدماغ والعمود الفقري.
وكشفت عاشور عن اضطرارها لإجراء عملية جراحية للمرة الـ 11 لإحدى المريضات بسبب انتشار الطفيلي في جسمها وهذا في غياب العلاج، لكن بفضل جهود الجميع تمكنت الجمعية في أقل من عام من الحصول على العلاج الطبي وتصنيعه في الجزائر.
وذكر مختصون أن ما لا يقل عن 4000 عملية جراحية تجرى سنويا بسبب الإصابة بالكيس المائي.
وتضيف كريمة عاشور أن التطوّر الوبائي للمرض صعب جدا في بلادنا ولا نملك إحصائيات دقيقة عنه، ما يستدعي إقرار سجل للتصريح بالإصابات لدى المواطنين وسجل آخر للتصريح بالإصابات لدى الحيوان، لأن المشكل في بلادنا أكثر خطورة لدى الإنسان، ولا يوجد أي برنامج حقيقي لمحاصرة الكلاب الضالة التي تعد الأصل في انتشاره وذلك أيضا في غياب التلقيح الحيواني.
وتحضر الجمعية الجزائرية للكيس المائي لمؤتمرها الثاني الذي سينعقد من 6 إلى 8 سبتمبر المقبل بفندق الأوراسي، وهو فرصة لتسليط الضوء على المرض وتجديد مكافحة أمراض الكيس المائي في الجزائر، وإطلاق سياسات الوقاية وإنشاء فرق عمل متعددة الاختصاصات مع دول الجوار المغاربية ودول الساحل، وكذا التربية العلاجية لفائدة الأطباء والمواطنين ووضع منصة تقنية عالية الأداء في مجال البحث.