-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لإغاثة الفقراء وضحايا المجاعات

جزائريون يذبحون أضاحيهم في التشاد وملاوي وتنزانيا

ليلى حفيظ
  • 1513
  • 0
جزائريون يذبحون أضاحيهم في التشاد وملاوي وتنزانيا

ذبح الرخلة والموكريفة والماعز والتيوس، التضحية بالعوراء والعرجاء والهزيلة وما لا يجزئ، الاشتراك حتى في ما لا يجوز الاشتراك فيه من أنعام، اقتناء الأضاحي بالتقسيط والكريدي.. هي مخارج ومنافذ وحلول كثيرة، بات يلجأ إليها الجزائريون، في الأعوام الأخيرة، لمجابهة غلاء أسعار الماشية، وتطبيق سنّة إبراهيم الخليل- عليه السلام- بأي شكل من الأشكال، مُضافة إليها الأغنام المستوردة من أوروبا، لهذا العام. لكن أحدث ما سمعت عنه من أساليب في هذا الشأن، هو لجوء الكثير من الجزائريين إلى جمعيات خيرية، تقوم بشراء أضاح لهم في بلدان إفريقية، حيث تعرف أسعارها انخفاضا ملحوظا. وتقوم بذبحها نيابة عنهم، وتوزيعها على المحتاجين والمستحقين لها، وتوثيق كل ذلك بفيديوهات تُرسل إلى المضحي.

أضاح بـ 3 ملايين سنتيم

انتشرت، في الأعوام الأخيرة، الكثير من الجمعيات الخيرية، التي تقوم بأعمال إغاثية في بلدان إفريقية فقيرة، كحفر وإصلاح الآبار، توزيع الصدقات، بناء المساجد إلخ. وامتد نشاطها، ليشمل حتى ذبح العقائق والأضاحي، وتوزيعها هناك. وهو ما وافق هوى الكثير من الجزائريين، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الماشية ببلادنا، الذي حرم الكثيرين من أداء شعيرة الأضحية. فوجدوا في توكيل من ينوب عنهم في ابتياع وذبح وتوزيع أضاحيهم في بلدان إفريقية ذات مسغبة، وتعرف انخفاضا في ثمن المواشي، ملاذا من قسوة نار أسعار مثيلاتها المحلية. ومن بين الجمعيات التي تقوم بمثل هذا النشاط، مؤسسة الإنسان الجزائري الخيرية، التي يقول نائب رئيسها، أمينها العام، الدكتور محمد سعيد لحضيري: “مؤسستنا هي مؤسسة غير ربحية، تنشط في المجال الإغاثي والتعليمي. ومن خلال نشاطنا في عدة بلدان إفريقية، وجدنا قوما جياعا محتاجين، تضربهم المجاعات لعدة مرات في السنة. فقررنا إطلاق عدة مشاريع إغاثية هناك، منها مشروع ذبح العقائق، النذور والأضاحي، التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين، خاصة في السنوات الأخيرة، التي شهدت فيها أسعار

الماشية ارتفاعا محسوسا ببلادنا، ما حرم الكثيرين من أجر القيام بشعيرة الأضحية، عكس ما هي عليه الحال في عدة بلدان إفريقية، حيث لا يتعدى سعر أغلب المواشي ثلاثة ملايين سنتيم جزائري. هو الأمر الذي وجد فيه الكثير من الجزائريين ملاذا، لتطبيق سنة إبراهيم- عليه السلام-. كما أن هناك من يريد أن تذهب صدقته في أكثر الأماكن عوزا ومجاعة، إضافة إلى فئة من الأغنياء، الذين يُوكّلوننا لننوب عنهم في ذبح أضاحيهم ببلدان إفريقية، لكونهم لا يستطيعون أو لا يرغبون في تولي إجراءات نحرها وسلخها وتوزيعها بأنفسهم.”

فيديوهات توثيقية

أما عن كيفية سير العملية، فيشرح الدكتور لحضيري: “حين يتصل بنا المهتم بذبح أضحيته في بلد إفريقي، من التي تنشط فيها مؤسستنا، وهي تشاد وملاوي وتنزانيا، نقوم بمنحه أسعارها هناك، وهي التي لا تتعدى في الأغلب ثلاثة ملايين سنتيم. فيقوم بالدفع عبر حسابنا البنكي، فيسلم له وصل بذلك، يُرسله إلينا، أو نمنحه واحدا إذا ما تنقل للدفع بمقر مؤسستنا.. ثم نتفق على موعد الذبح، فيمنحنا اسم المُضحى عليه، فنكتبه على لافتة خاصة به. ونقوم بكل مراحل ذبح

الأضحية، التي نطبخها ونرفقها بالأرز، ونوزعها على بعض المدارس القرآنية، أو بعض القرى الفقيرة جدا، التي تعاني من مجاعات قاسية. ونوثق كل ذلك بفيديوهات، نُرسلها إلى المتبرع، كي يطمئن لكون أضحيته أو عقيقته أو ذبيحته على العموم، قد ذهبت إلى مستحقيها.”

أضحية صحيحة ثوابها مضاعف

من الناحية الشرعية، يؤكد الشيخ شمس الدين الجزائري، أن هذه الطريقة في أداء شعيرة الأضحية: “هي من الصدقات. وتعد أضحية صحيحة. بشرط أن يُنوى على صاحبها. وهي من أفضل الأعمال، لأن المسلمين في شتى أنحاء العالم يعانون من الفقر والمجاعات. ومن فكّر في هذا، فثوابه مضاعف. أي له ثواب الأضحية وثواب إدخال السرور على المسلمين. ولكن، مع تحري التعامل مع جمعيات خيرية موثوقة، لتفادي الوقوع تحت طائلة المحتالين.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!