جزائريون يعيشون أجواء رمضانية في شوّال

تستمر الأجواء الرمضانية في بيوت الله وعديد العائلات الجزائرية التي انطلقت في صيام الأيام الستة من شوال، حيث عمّت مظاهر الإفطار الجماعي في الأسر التي تجتمع على موائد رمضانية وعلى نفحات إيمانية تستمد روحها من روح الشهر الفضيل، كما أنّ مظاهر التضامن والتطوع والتبرع في بيوت الله حافظت على نفس وتيرتها.. متطوعون ومحسنون يقدّمون التمر واللّبن والماء والكسرة وغيرها في صلاة المغرب التي يحرص الغالبية على تأديتها في المسجد إلى جانب صلاة الفجر مع قراءة متواصلة للقرآن والورد اليومي…
ويعمل بعض الآباء على تشجيع أبنائهم على صوم أيام شوال، وهي أيام بات لها مكانة خاصة في قلوب الجزائريين الذين بلغ الإيمان لديهم درجات عليا يسعون للحفاظ على وتيرتها بعد انقضاء شهر رمضان.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد بلغيث أستاذ جامعي في العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، إمام خطيب أنّ أصل صيام الأيّام الستة من شوال هو حديث النبي عليه الصلاة والسلام “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر أو كما قال صلى الله عليه وسلم”، فصيام هذه الأيام مغزاه الاستقامة بعد رمضان وهو إشارة إلى أن يستمر الإنسان ويثبت على عبادة الله وأن يكون هنالك علامة على وتيرة من العمل الصالح والتدين لأن الاستقامة حكمتها هي الوتيرة الواحدة من التعبد والتدين طول حياته، ولذلك نجد النبي يقول الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.

العبادة في الإسلام ليست موسمية
وأضاف الدكتور بلغيث: “عندما نجد هذه الأجواء بعد رمضان لا ينبغي أن نستغرب ونتساءل لأن العبادة في الإسلام ليست موسمية ولا مؤقتة وإنما مدى الحياة، مصداقا لقول الله تعالى: “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين” أي حتى يأتيك الموت.
واعتبر بلغيث هذه الأجواء الرمضانية من علامات الثبات والاستمرار والاستقامة وهذا أمر إيجابي يدل على أن المجتمع بدأ يعي حكمة العبادة وأنها ليست مؤقتة، كما يقول الرمضانيون، بل الحكمة أن يصبح الإنسان ربانيا وتحقيقها في صفات المسلم على مدار العام.
وأردف المتحدث: “إذا كان الجزائريون يواصلون الإفطارات الجماعية في البيوت، فهذا يدل على أنه يحن لتلك الأجواء وهذا هو المسلم الحقيقي الذي لا يشبع من الطاعات والعبادات حتى يدخل الجنة ويعلن اسمه في الذين رضي الله عنهم.
وفي الأخير، عبّر عن أمله في أن تعم وتعمم هذه الأجواء حتى تصبح بيئة صالحة في مجتمعنا يقتدي فيها اللاحق بالسابق والجيل الجديد بالذي سبقه والمأموم بالإمام.

فوائد صحية لصيام 6 من شوال
من جانبها، اعتبرت الدكتورة ليندة أمنية المختصة في التغذية أنّ صيام ستة أيام من شوال فرصة لاستعادة النظام الغذائي العادي والانتقال بسلاسة من النظام الغذائي لشهر رمضان إلى النظام الغذائي العادي، خاصة إذا كان صوم هذه الأيام تدريجيا وليس دفعة واحدة وكان أيضا بوجبات خفيفة وبسيطة تساعد الجهاز الهضمي على استعادة نشاطه المعتاد، بعيدا عن الاضطرابات الهضمية والمغص المعدي الذي يشتكي منه كثيرون في أيام العيد الأولى.
وفضلت المختصة أن يكون الصوم منفصلا وتدريجيا إلى غاية الانتهاء من الأيام الستة كاملة، معتبرة أنّ صيام شوال له حكمة وفائدة صحية وعلمية وتتجلى في تخصيص شهر كامل لصيامها وإعطاء فسحة للصائمين لاستعادة نظامهم الغذائي، فعلميا يحتاج صيام أي فترة إلى نفس المدة أي إذا كان الصوم لأسبوع كامل فنحتاج أسبوعا لاستعادة النظام والأمر ذاته في صيامنا شهر رمضان فإننا نحتاج شهرا كاملا لاستعادة النظام العادي السابق، وهكذا نحتفظ بقيمة الصابرين الدينية والعلمية..