-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما كانت فضاء للتواصل والتفاوض حول الأسعار

جزائريون يغيّرون روتين تسوقهم من المتاجر الشعبية نحو المنصات!

مريم زكري
  • 728
  • 0
جزائريون يغيّرون روتين تسوقهم من المتاجر الشعبية نحو المنصات!
ح.م

أصبح التسوق عبر الإنترنت مع تطور العالم الرقمي جزءا لا يتجزأ من حياة الجزائريين، وهو ما أحدث تغيرات جذرية في عادات وروتين التسوق لديهم، بعدما كانت الأسواق التقليدية الشعبية والموسمية مقصدهم لاقتناء أغراضهم، وتكليف أنفسهم عناء التنقل بين المحلات التجارية للبحث عما يرغبون في شرائه لساعات طويلة..
شهدت الجزائر، في السنوات الأخيرة، نموا ملحوظا في منصات التسوق الإلكتروني، خاصة بعد انتشار الهواتف الذكية والإنترنت، حيث توفر هذه المنصات خيارات واسعة وأسعار تنافسية، إلى جانب الراحة في الشراء دون الحاجة إلى التنقل، وهو ما أصبح يبحث عنه جزء من الجزائريين خاصة الموظفون الذين لا يجدون عادة فرصة لقصد الأسواق والمراكز التجارية، سوى خلال أيام العطل الأسبوعية، وبفضل هذه المزايا التي توفر عبر هذه التطبيقات، بدأت شريحة واسعة في تبني هذه الوسيلة الجديدة للتسوق، ما جعل المتاجر الإلكترونية منافسا قويا للأسواق التقليدية، ورغم ذلك فالكثير من الجزائريين ما زالوا يفضلون لمس المنتجات وتفحصها ورؤيتها مباشرة قبل الشراء، إلى جانب القلق من جودة المنتجات التي يتم اقتنائها عبر الإنترنت، ونقص الثقة في خدمات التوصيل.

الأسواق الشعبية تتراجع مع توفر البدائل الرقمية
وفي الموضوع، صرح الدكتور والمختص في التكنولوجيا والتحول الرقمي علي كحلان لـ”الشروق”، بأن الأسواق الشعبية بالجزائر لا تزال تحتفظ بمكانتها في الثقافة التجارية لدى المواطنين، إذ تمثل أكثر من مجرد مكان للبيع والشراء، بل هي بحسبه فضاء للتواصل الاجتماعي والتفاوض حول الأسعار، مع ذلك، يضيف المتحدث أنها تعاني حاليا من تراجع الإقبال، خاصة مع توفر البدائل الرقمية.
وأضاف المتحدث أن الجزائريين تأقلموا بشكل تدريجي مع نظام التجارة الإلكترونية، خاصة في المناطق الحضرية، كما تغيرت عادات الشراء والبيع بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، خاصة مع انتشار أحدث الهواتف الذكية والتطبيقات والمنصات الرقمية.
وبخصوص تكيّف الأسواق الشعبية التقليدية مع المنافسة المتزايدة من التجارة الإلكترونية، أوضح كحلان أن بعض هذه الأسواق بدأت تعتمد على طرقها الخاصة لجذب الزبائن الذين توجهوا نحو التسوق عبر المنصات الرقمية، مثل الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى البعض منهم قاموا بإنشاء قنوات عبر اليوتيوب، لعرض سلع محلاتهم التجارية، حيث بدأ بعض التجار بتقديم خدمات الطلب عبر الإنترنت والتوصيل إلى المنازل.
وأشار نائب رئيس مركز التفكير والذكاء الاصطناعي، إلى أن التجارة الإلكترونية ساهمت في إعادة تشكيل العلاقات التجارية والاجتماعية، حيث يقل الاعتماد على التفاعل المباشر الذي يميز الأسواق التقليدية، ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة دفعت العديد من الأسواق التقليدية إلى تبني أدوات رقمية للحفاظ على زبائنها على حد تصريح كحلان.
وبالمقابل، أكد المتحدث ذاته، أن القطاعات المستفيدة من تطور التجارة الإلكترونية تشمل الاتصالات، الموضة والجمال، الأجهزة المنزلية والإلكترونيات، وكذلك قطاع النقل الذي شهد نموا ملحوظا في خدمات التوصيل، مضيفا أن سوق المنتجات الغذائية التقليدية لا تزال تتأقلم ببطء مع هذا التحول الرقمي.
وفي سياق ذلك، اقتراح كحلان رقمنة الأسواق الشعبية ونقلها إلى العالم الافتراضي، من خلال تعزيز الشراكات بين المنصات الكبيرة والتجار الصغار، إلى جانب ذلك دعا إلى تنظيم دورات تكوينية للتجار حول الأدوات الرقمية، والترويج للطابع الثقافي والحرفي للأسواق التقليدية عبر المنصات الإلكترونية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!