جزائريون يقبلون على الشواطئ هربا من الحر

شهدت العديد من الشواطئ عبر الوطن، نهاية الأسبوع، إقبالا للمواطنين هربا من الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، حيث قصدت عائلات مع أطفالها البحر وأقدمت على السباحة في عز الربيع، مخاطرين بأنفسهم وسط غياب الأمن ومراقبة أعوان الحماية المدنية في الشواطئ…
ويأتي التوافد على السباحة في بعض الشواطئ، قبل شهرين من حلول فصل الصيف المصادف لـ21 حوان، إلى درجة أن شواطئ في تيبازة، وبومرداس وتلمسان وبجاية وتيزي وزو ووهران وجيجل..، استقطبت عشرات العائلات والشباب، للسباحة والتمتع بأجواء البحر تحت أشعة شمس غير موسمية، الأمر الذي قد يهدد بارتفاع عدد الغرقى، خاصة أن هذه الأماكن غير محروسة من طرف أعوان الحماية المدنية.
وإلى جانب الإقبال على السباحة، انتشرت في المقابل بعض التجارة الفوضوية، التي تتماشى وتواجد الأشخاص على الشواطئ، كبيع بعض الوجبات السريعة، ولوازم السباحة، والعاب الأطفال.
وفضلت الكثير من العائلات، نهاية الأسبوع، الذهاب إلى البحر رفقة أبنائها، لكسر روتين الأيام السابقة، وضغوطات العمل، والاستمتاع بالخروج عن المألوف، والبحث عن التفرد، خاصة أن منصات التواصل الاجتماعي، دخلت على خط نشر صور الإثارة، والمظاهر التي تأتي في غير وقتها.
مصالح الحماية المدنية تحذر
وفي مقابل ذلك، دعت مصالح الحماية المدنية، إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من سباحة في غير أوانها، وخارج موسم الاصطياف الذي يكون ضمن مخطط “دلفين” للدرك الوطني، وأعلنت حالة تأهب تتمثل في حملات التوعية، والتحذير عبر صفحاتها الالكترونية، وعبر وسائل الإعلام.
وقال في ذات الصدد، الملازم الأول حكيم بن عيدة، ممثلا عن المديرية العامة للحماية المدنية، لـ”الشروق”، إن الظرف غير ملائم للسباحة في البحر، رغم ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن ذلك يعتبر خطرا حقيقيا، سواء فيما يخص غياب الحماية والأمن، وتوفر فرق الإنقاذ من الغرق، أو الظروف الطبيعية والبيئية والجوية التي تميز فصل الربيع، مشيرا إلى أن هناك انتشارا واسعا في الشواطئ لظاهرة “الدوامات”، التي تسحب الفرد إلى العمق وتؤدي إلى غرقه.
وأوضح الملازم الأول، بن عيدة، أن البحر في هذه الفترة الزمنية تتميز مياهه بالبرودة الشديدة، مما يسبب صدمات لجسم الشخص الذي يسبح في شواطئه خلال هذه المرحلة، خاصة أنه يصطدم بدرجات حرارة مرتفعة خارجا، وبرودة شديدة وسط مياه الشاطئ.
وحذر المتحدث، من نوبات قلبية، وأمراض قد تلحق بالأطفال خاصة، بسبب صدمات اختلاف درجات الحرارة خارج وداخل مياه الشواطئ، ناهيك عن تواجد “الدوامات”، وغياب أعوان الإنقاذ.
وأشار الملازم الأول أن الكثير من العائلات، تترك أطفالها يسبحون في الشواطئ، وتنشغل بأمور أخرى، معتبرا ذلك سلوكا سلبيا، حيث يتواجد الخطر، حسبه، في المرحلة الراهنة، على مستوى الشواطئ المسموحة وغير المسموحة للسباحة.
ونشر رواد التواصل الاجتماعي صورا لمختلف شواطئ الوطن، تظهر أجواء التمتع بالسباحة والبداية المبكرة لموسم الاصطياف، وانتشار لبعض التجارات للباعة المفوضويين والمتجولين عبر الشواطئ، الذين انتهزوا الفرصة للربح ببيع الحلويات والماء البارد والمثلجات ولوازم السباحة.
وحتى الحظائر ومواقف السيارات القريبة من الشواطئ، استغلها بعض الشباب للربح السريع، مستغلين الإقبال الملفت للعائلات على الشواطئ.