جزائريون يقودون مقاطعة صامتة للبضائع المستوردة
عرفت أسعار كثير من المنتوجات الأجنبية الممنوعة من الاستيراد على غرار الشوكولاطة والأجبان، انخفاضا محسوسا في أسعارها الأيام الأخيرة، أرجعه التجار وأصحاب المحلات لشبه مقاطعة شنّها المستهلكون على مثل هذه المنتوجات بسبب انهيار القدرة الشرائية وغلاء الأسعار، وكذا لقرب انتهاء صلاحية المنتوجات الموجودة.
مقاطعة صامتة يقودها المستهلك الجزائري، منذ منع استيراد كثير من المنتوجات الأجنبية، وعلى رأسها مختلف أنواع الشوكولاطة وبعض المعجنات… فالشوكولاطة النمساوية، والتي تعدّى ثمنها في الأشهر الأخيرة سعر 300 دج للعلبة الواحدة، نزل ثمنها منذ بضعة أيام إلى غاية 140 دج في بعض المحلات و”السوبيرات”.
وبرّر الباعة انخفاض الأسعار، بعزوف المستهلكين عن الشراء، وتوجههم لبعض أنواع الشوكولاطة المحلية، والتي لا يتعدى ثمنها 60 دج للعلبة، كما أن مدة صلاحية الشوكولاطة المستوردة على وشك الانتهاء، وهو ما يجبر الباعة على تخفيض الثمن، فيما أجبر العزوف عن الشراء أصحاب “السوبيرات” على اللجوء لعمليات “تخفيض” على بعض سلعها الأجنبية.
دخلنا محلا ببن عُمر بالقبة، وجدناه يبيع شوكولاطة “ميلكا ” بسعر 180 دج بعدما وصل سعرها إثر منع استيرادها إلى غاية 300 دج، عندما استفسرناه عن السبب، أظهر لنا تاريخ الصلاحية والذي ينتهي بعد 10 أيام، كما أن كثيرا من المعجنات المستوردة انخفض سعرها بمبالغ بين 20 دج و30 دج بسبب العزوف عن الشراء.
وانتهاء مدة صلاحية كثير من المنتجات الممنوعة من الاستيراد، يجعلنا نتساءل عن كيفية تعويضها في السوق، وفي هذا الصدد أكد تاجر من بلدية حسين داي لـ “الشروق”، أنه لا حل سوى اللجوء إلى “الكابة” لتأمين كثير من المنتجات للمستهلكين، وأثناءها أظهر لنا علبة كبيرة من مختلف أنواع الشوكولاطة، أكد أنه أمنّها من شاب أدخلها بطريقة غير شرعية من الخارج.
وعن كيفية معرفة منتجات “الكابة” عن غيرها، أظهر لنا التاجر منتجات أجنبية لا تحمل وسم المستورد، في حين وجدنا الوسم على منتجات أخرى من نفس النوعية، فيما كان السعر نفسه بين المنتجيْن.
كما أوضح لنا المتحدث “أنهم يبيعون منتجات الكابة بحذر شديد، فبمجرد سماعهم بمرور رجال المراقبة يخبؤون المعروضات”… وبالفعل أثناء حديثنا مع التاجر، حضر شخص مستعجلا ونبه صاحب المحل بوجود رجال الرقابة داخل محل حلويات مجاور، فسارع الأخير لإخفاء علبة كارتونية كبيرة مليئة بالشوكولاطة، بين المخلفات الورقية.