-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جزائريون ينشدون المثالية في قضاء العطلة.. لماذا تخيب آمالهم غالبا؟

نسيبة علال
  • 3677
  • 0
جزائريون ينشدون المثالية في قضاء العطلة.. لماذا تخيب آمالهم غالبا؟
بريشة: فاتح بارة

المسافر للسياحة خارج الوطن، أو حتى المعتاد على السياحة الداخلية، يدرك أنه مهما تم التخطيط والإعداد لقضاء عطلة مثالية، تنطوي على جميع المقاسات المرسومة، فإن المفاجآت وربما المآزق والأحداث غير المخطط لها، تأتي كجزء لا يتجزأ من الرحلة، والمتعة الحقيقية تكمن في مرونة التعامل معها لتضاف بحب وقبول إلى قائمة الذكريات.

يستمر الناس في الاعتقاد أن جمع المزيد من المال، والتفرغ الذهني هو السر وراء قضاء عطلة مثالية، بينما لا يوجد في الحقيقة ما يسمى كذلك، أيا كانت الوجهة وأيا كان الرفيق، هناك دائما عطلة مميزة بها نسبة طاغية من الاستمتاع والراحة، ولكنها لن تكون بكل المقاييس التي تم ترتيبها وتصورها إلا إذا كانت روتينية مكررة.

الفنادق أكبر تناقض بين السعر والخدمة

الفندق أو مكان الإقامة هو أول مكان يطأه السائح خلال رحلته للاستراحة من عناء السفر، وهو أهم ما يبحث عنه بعد تحديد الوجهة، وأكثر ما ينفق عليه عادة، في المقابل، قد يشعر الكثير من السياح بالخيبة عند السفر حتى وإن كان المكان مريحا وخدماته جيدة. وهذا، راجع إلى أسباب نفسية.. تقول الأخصائية نادية جوادي: “لا يجب الحكم على مكان الإقامة بمجرد الوصول إليه، قد يحتاج الأمر قضاء ليلة كاملة على الأقل، لأن هناك عاملا نفسيا خاصة لدى الأشخاص الذين ينفقون ميزانية كبيرة على عطلتهم، في المقابل لا يرتحلون كثيرا، إذ إنهم يقارنون المبلغ الذي دفعوه بجودة المكان، متناسين عدة عوامل أخرى، أو إنهم يقارنون راحة وطاقة المكان بمنازلهم”.

بعيدا عن ذلك، تنتهي أحلام الفرد بعطلة مثالية، عندما لا يجد في مكان إقامته سواء كانت شقة مستأجرة أم فندقا.. ما يتناسب مع تطلعاته من خدمات، وهذا يظل مشكلا حقيقيا للسياحة المحلية وحتى في بعض الدول، حيث يدفع السائح نحو نصف إلى ثلثي ميزانية عطلته، على إقامة قد يعاني فيها من الضوضاء أو نقص النظافة أو البعد عن المرافق ووسائل النقل. لهذا، غالبا ما نجد رواد السفر يحذرون من الحجز المسبق عبر مختلف التطبيقات من دون وصاية أو تأمين.

الواقع يخالف الصور

يبني العديد من الجزائريون أمانيهم في عطلة مثالية ومبهرة على صور أو فيديوهات ترويجية، عرضت لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غالبا تعرضها صفحات محلية، أو مؤثرون زاروا المكان وتم تخصيص جو استثنائي لهم من أجل التصوير، أو حتى جهات تجارية هدفها الربح من السياحة، وبعد التنقل إلى المكان وقطع كيلومترات طويلة أو حتى تغيير البلد وربما القارة، مع دفع تكاليف يمكن أن تكون باهظة، يكتشف السائح أن الوجهة قد لا تستحق، وأن الصور كاذبة، وهذا لوحده يعكر المزاج وينهب الرغبة في الاستجمام والاكتشاف لدى كثيرين، فيغطي الفندق السيئ على مزايا المدينة الجميلة، أو عدم توفر النقل على كثرة المرافق المحيطة.. ويستفز السائح من أتفه الأمور، حتى إن كان طبق طعام غير مرتب كالذي عرض عليه في الصور.

هل نملك ثقافة السياحة؟

يعرف الجزائريون، خاصة من الطبقة الوسطى، بحبهم العميق للاكتشاف والترحال.. أما العطلة في مكان مريح لكسر روتين العمل ورتابة الحياة اليومية، فهي عادة هدف سنوي للكثير من العائلات، التي تصاب بالخيبة عاما بعد عام، تجمع مدخراتها لتستثمر في راحتها النفسية، بعد تعب طويل، والسبب، بحسب خبراء، لا يكمن فقط في عدم التوفيق في الوجهات التي يختارها هؤلاء، وإنما يقول الأستاذ لزهر زين الدين: “مشكل الكثير منا هو غياب الثقافة السياحية، والاعتقاد بأن المال الكثير يضمن الراحة، أو التخطيط المحكم مربح للوقت ويسمح بالتحكم في النفقات.. بينما لا تقوم السياحة المثالية على هذا أو ذاك، فالتحكم في هذه الجوانب مثلا، قد يصطدم ببيئة لا تتوافق مع ميولات الفرد، أو بخدمات رديئة أو مفاجآت غير منتظرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!