-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعوا إلى المعاملة بالمثل ومقاطعة منتجات أوروبية

جزائريّون يهزون العالم بتضامنهم مع “المُرجان”

نادية سليماني
  • 13533
  • 0
جزائريّون يهزون العالم بتضامنهم مع “المُرجان”
ح.م

أصبحت شوكولاطة “المرجان” قضية جميع الجزائريين، مستنكرين عملية منعها في الأسواق الأوروبية، لأسباب اعتبروها “واهية” وغير منطقية، داعين إلى المُعاملة بالمثل عن طريق زيادة مقاطعة كل منتج أوروبي، حتى مع المقاطعة الموجود أصلا، تضامنا مع إخواننا في غزة. ويؤكد خبراء في الاقتصاد أن الشركات الأوروبية المنافسة، قامت برد فعل سريع عن طريق “لوبيات” لمحاصرة “المرجان” واستعادة مُستهلكيهم.
لم تهضم شركات المنتجات الغذائيّة، أن يُهدّد وُجودها وفي عُقر دارها منتج “المرجان” الجزائري لشوكلولاطة الطلي، الذي ظهر صُدفة في أسواقها، واستولى على 18 بالمائة من زبائنها دفعة واحدة، بعدما أحدث ذوقه ضجة عالمية، وهو ما جعل الشركات الأوروبية المنافسة تتّحد وتحظر بيع المرجان لأسباب قالت بأنها متعلقة بلوائح الاتحاد الأوروبي.
وتضامن الجزائريون داخل وخارج الوطن، مع قضية “المرجان”، مؤكدين في مناشير وتعليقات لهم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، أنهم سيتضامنون عن طريق مقاطعة المنتجات الأوروبية المنافسة للمرجان، وسيشترون المنتج الجزائري، مهما كلفهم ذلك “حتى عن طريق طلبه من الجزائر مباشرة”.
وكشف جزائريون متوجهون نحو فرنسا، خلال هذه الأيام، أنهم تلقوا طلبات من أقاربهم وأصدقائهم في الغربة، يريدون منتج المرجان.. “حسين”، شاب من بلدية بابا أحسن بالجزائر العاصمة، متوجه بعد يومين إلى باريس وهو يحمل علبتين من شوكلاطة “المرجان” لأخته المقيمة هناك، والشاب متخوف من حجز المنتج لدى الجمارك الفرنسية، ما جعله يأخذ علبتين فقط، على حدّ قوله لـ”الشروق”.

طلبات من المغتربين على المرجان بعد منعه
ويقول المتضامنون مع “المرجان” بأن المنتج يعكس الهوية الأصيلة للمرأة الجزائرية، التي تم إظهارها بـ”الحايك” على علبة الشوكولاطة، لدرجة أن كثيرا من الجزائريين والمغتربين، ظهروا عبر منصات التواصل الاجتماعي مرتدين الحايك، تعبيرا عن تضامنهم مع المرجان، كما أن أجنبيات أصبحن يسألن عن ماهية اللباس الذي ترتديه المرأة على علبة شوكولاطة المرجان.
وكشف رئيس الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريح لـ”الشروق”، أن آخر شحنة من منتج المرجان التي كانت متوجهة نحو أوروبا تم منع تفريغها، بسبب ما اعتبرته شركات غذائية أوروبية، مخالفة منتج المرجان للائحة الاتحاد الأوروبي رقم 2292/2020، في المادة 20 فقرة 3. وتنص اللاّئحة، حول منع تسويق مادة الحليب ومشتقاتها غير المنتجة في أوروبا.
وفسّر مصطفى زبدي، موضوع منع تسويق منتج شوكولاطة “المرجان”، بأن الأمر متعلق بعملية “تضييق” على دخول منتج جزائري أحدث ضجة في الأسواق الأوروبيّة بين ليلة وضُحاها، من طرف “لوبيات” تمنع المنافسة وتبحث على الاحتكار والانفراد بالأسواق، التي وجدت في المرجان مُنافسا قويا، فأخرجت تعليمة مخالفة لوائح الاتحاد الأوروبي، التي لا تنطبق أصلا على منتج “المرجان”.

المُرجان كان يُسوّق بفرنسا ومنذ سنوات
والأكثر غرابة، بحسب زبدي، أن شوكولاطة الطلي “المرجان” كانت موجودة في الأسواق الأوروبية ومنذ سنوات، فلماذا يتم منعها اليوم من الدخول؟ وبالتالي، فالأمر متعلق بعميلة تضييق بسبب الخوف من المنافسة لا غير.
وأكد محدثنا أن منظمة حماية وإرشاد المستهلك، ستتقصى الحقائق حول موضوع المنع “لنرى ما يمكننا فعله من إجراءات مستقبلا لحماية المنتج الجزائري، رغم أن المستهلك الأوروبي تحرك قبلنا من خلال مقاطعة المنتج المنافس للمرجان”، على حد قوله، مستغربا ما اعتبره “عدم تحرك من طرف جمعيات حماية المستهلك الأوروبية وما شابهها، وهي التي كانت تستهلك المرجان منذ سنوات”.
ومن جهته، اعتبر مدير المدرسة العليا للتجارة، الدكتور إسحاق خرشي، في تصريح لـ”الشروق”، أن الضجة التي أحدثها منتج المرجان في أوروبا “غير مسبوقة”، لكون الشركة قدمت مُنتجا يعتمد على وصفة تحضير جديدة وخاصة بها، وغير مشابهة لبعض المنتجات العالمية المشهورة مثل “نوتيلا” و”نيستلي”.

أنجحته وصفته الأصليّة والأصيلة
وقال: “المُرجان قدّمت من حيث الذوق، ربما أفضل من أذواق بقية المنتجات المشابهة، مثلما أكده مستهلكون أوروبيون.. فمثلا، المرجان فيها 20 بالمائة من ذوق البندق، بينما لا تضع “نوتيلا” سِوى 13 بالمائة، بينما سعر المرجان لا يتعدى 2 أورو ويبلغ سعر النوتيلا 8 أورو”.
وبحسب خرشي، فالمرجان أحدث ضجة في السواق الأوروبية، ما جعله ينفد من المحلات في أقل من نصف ساعة، بل أصبح الباعة يفرضون على الزبائن شراء علبتين فقط، و80 بالمائة من المحلات كانت لا تملك كميات كافية من المرجان.
وعلق المتحدث على موضوع منع المرجان من دخول الأسواق الأوروبية، بأن المنتج كان موجودا من قبل ويُسوق بشكل عادي، إلى أن حدثت الضجة، وانخفض الطلب على منتج “نوتيلا” بـ 18 بالمائة، وهو ما جعل المرجان يشكل تهديدا حقيقيا لمصالح الشركات الغذائية، التي تحركت لمنع تسويقه.
وقال: “حتى لو اعترضنا على قرار المنع، فالأمر يأخذ وقتا، وهذا ما تحتاجه الشركات المنافسة لإخراج منتج في نفس ذوق المرجان لكسب المستهلكين من جديد”.
وما أحدثه منتج المرجان، عالميا، أعاد التفكير في موضوع ولوج المنتجات الجزائرية الأسواق العالمية وجعلها تنافسية، وقال مدير المدرسة العليا للتجارة: يمكن لمنتجاتنا الولوج لأسواق عالمية ولكن “قد تكون فيه صعوبة.. لأن السوق العالمي وحتى نكون موضوعيين، يبحث عن المنتج الأصلي أو الأصيل غير المقلد وليس له شبيه، أي منتج جزائري 100 بالمائة، وهذا ما يجذب انتباه الأوروبيين”.
وتطرق خرشي لنقطة الإشهار للمنتجات المحلية، وقال: “الشركة المنتجة للمرجان بلغت ميزانيتها المخصصة للإشهار للمنتج 0 دينار، لأن الجالية الجزائرية بفرنسا هي من استهلكت المنتج ثم قامت بالإشهار إليه على نطاق واسع، فحدثت الضجة”.
ويشدد محدثنا على ضرورة الاستغلال والاعتماد على جاليتنا في الخارج، لتطوير اقتصادنا، لأن الجالية هي من تتكلم مع جماعات الضغط، وهي من تملك شبكة علاقات عامة، ولديهم حنين للوطن، يجعلهم يفضلون الاستهلاك والترويج للمنتجات الجزائرية، حتى ولو كانت متوسطة الجودة”.
وذكر الخبير في الاقتصاد، بأن تطوير منتجاتنا المحلية وجعلها تنافس عالميا، مرتبط “بضرورة تمويل الدولة وبشكل كبير للقطاع الخاصّ وفي أسرع وقت، وخاصة بالمصانع العائلية، التي يُصر أصحابها على النجاح مهما كلفهم الأمر من جهد ووقت”. وقال بأنه حتى الجهد المبذول والتفكير الموجود لدى العامل بالقطاع الخاصّ مختلف عن عمال القطاع العام، ما ينبغي تحفيزهم أكثر. ودعا خرشي أيضا إلى تسهيل منح القروض للخواص، مع تخفيض نسبة الفائدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!