-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يسمح باختصار المسافة وربح ساعتين من الزمن

جسر يقطع خليج جيجل وبجاية.. خيال أم حقيقة؟

الشروق
  • 5293
  • 2
جسر يقطع خليج جيجل وبجاية.. خيال أم حقيقة؟
ح.م

في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة تواصل سياسة صرف الملايير على مشاريع منتهية الصلاحية كونها ظرفية وغير قادرة على مواجهة رهانات ومتطلبات المستقبل، على غرار ما تعلق بقطاع الطرقات، هذا الأخير الذي التهم ملايير الدولارات في السنوات الأخيرة، فيما لا يزال المواطن يعاني في تنقلاته، جراء الاهتراء الكبير الذي طال أغلب المحاور وبالخصوص البلدية منها، فيما لا يزال آخرون ينتظرون تعبيد مسالكهم وفك العزلة عن قراهم ومداشرهم، فإن لفئة أخرى من المجتمع نظرة أخرى مستقبلية أكثر نفعا في الحاضر وللأجيال القادمة، في ظل استحالة توسيع العديد من المحاور جراء البنايات التي تم تشييدها على جهتي الطريق.

في هذا السياق، فقد عمد البعض من هؤلاء إلى اقتراح تشييد جسر عملاق يمر عبر البحر ويربط بين ولايتي جيجل وبجاية، علما أن هاتين الولايتين تشكلان خليجا بطول قرابة 100 كيلومتر.

ويرى أصحاب هذه الفكرة، أن هذا المشروع، الذي ستستفيد منه حتى الأجيال القادمة، بإمكانه إنهاء معاناة تنقل المواطنين بين الولايتين المذكورتين ومنها باقي الولايات المجاورة، بشكل نهائي، علما أن جيجل وبجاية يربط بينهما حاليا الطريق الوطني رقم 43 فقط، وهو طريق المخاطر خاصة على مستوى الكورنيش الممتد من زيامة منصورية وصولا إلى ملبو، حيث شهد هذا المقطع مجازر مرورية دامية، من دون الحديث عن مشقة السير على الطريق المذكور والذي يمتد على مسافة 89.9 كلم، مرورا بكل من جيجل والعوانة وزيامة منصورية وملبو وسوق الاثنين وأوقاس ومن ثم تيشي وبوخليفة فبجاية، جراء اهتراء الطريق في بعض مقاطعه وكثرة الممهلات والمفترقات وحتى بسبب ضيقه، ما يؤدي إلى إرهاق مستعمليه، حيث يتطلب في الظروف العادية، نحو ساعتين و37 دقيقة من أجل قطع المسافة بين جيجل وبجاية، من دون الحديث عن كثرة شاحنات نقل البضائع وهاجس غلق الطرقات.

وفي المقابل، فإن المشروع الحلم المقترع، سيسمح أولا باختصار المسافة وربح الوقت، حيث يمتد الجسر على مسافة 66.7 كلم يمكن قطعها في ظرف 45 دقيقة على أكثر تقدير، من جهة أخرى فإن المشروع سيسمح أخير بتجسيد خط السكة الحديدية الذي سيربط بين الولايتين، كما سيكون هذا المشروع بمثابة متنفس جديد للسائقين خاصة مع تنامي ظاهرة غلق الطرقات، إذ سيمسح المشروع بربط ميناء جيجل بميناء بجاية ومن ثم نحو باقي الولايات الشرقية والغربية والهضاب حتى الجنوب، كما سيعطي المشروع وثبة جديدة لقطاع السياحة بكلتا الولايتين خاصة بالنسبة لجيجل التي أضحت اليوم تنافس باقي الوجهات السياحية، بشواطئها الخلابة وبمياهها الصافية إلى أبعد الحدود.

فهل سيتحقق يوما هذا الحلم أم سيبقى مجرد خيال، علما أن المبدعين، قد شيدوا جسرا، قد يضاف يوما إلى قائمة العجائب السبعة، يربط دولتي الدنمارك والسويد، فيما شيد الصينيون أطول جسر في العالم، بطول 42.2 كلم في ظرف أربع سنوات وبميزانية قدرها 1.55 مليار دولار، فأين أنت يا جزائر المعجزات؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • نور

    يمكن الاستغناء عن هده الفكرة لما لها من انعكاسات على البيئة و تعويضها بخط بحري يربط محطتين كبيرتين جيجل -بجاية لنقل المسافرين و سياراتهم و شاحناتهم عبر البحر ..بواسطة عبارات كبيرة. سوف تكون المسافة قصيرة و وقت العبور اقصر... و الامثلة كثيرة .

  • عبد النور

    كذلك الجسر المشيد مؤخرا، في روسيا وهو جسر القرم، اكبر جسر بحري في أوروبا حاليا، معجزة تم تحقيقها، وحلم منذ عهد القياصرة.
    زوج من الجسور متوازية (واحد لحركة مرور المركبات، واحدة للسكك الحديدية). يبلغ مسافة الجسر 19 كم في يناير 2015 ابرم عقد بمليارات الدولارات لبناء الجسر.وفي مايو 2015 بدأ في بناء الجسر؛وتم إفتتاحه في 15 مايو 2018. قبل المدة المحددة مسبقا ، ,والمنتظر الانتهاء من وصلة السكك الحديدية في أوائل عام 2019.
    لكن الصراحة ، لا أظن أن الجزائر في وضعية مالية مريحة لمثل هذا المشروع مع فائدته الكبيرة وإضافته للسياحة بشكل كبير ..إذ إضطرت لطبع الأوراق من أجل تنفيذ مشاريع متأخرة.