جمعية رياضيّة تتلقّى أموالًا مشبوهة من فرنسا
كشفت التحقيقات الأمنية والقضائية عن تورط جمعيات وطنية في تلقّي هبات وأموال بطرق مشبوهة من جهات أجنبية، من دون إذن مسبق من الجهات الوصية، وهو ما يعاقب عليه القانون الجديد الذي صادق عليه البرلمان سنة 2023، والمتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما.
وفي هذا السياق، توصل التحقيق الذي قامت به مصلحة التحقيق القضائي إلى أن جمعية “أتليتيك نادي الجزائر العاصمة”، كانت من بين الجمعيات التي حصلت على أموال من جهات أجنبية بلا إذن ولا رخصة مسبقة، وهي القضية التي سينظر فيها القضاء هذا الأربعاء 13 نوفمبر الجاري.
وفي تفاصيل بحوزة “الشروق”، فإن المتهمين من أعضاء ومؤسسي جمعية “أتليتيك نادي الجزائر العاصمة” سيمثلون أمام محكمة حسين داي، الأربعاء، عن تهم ثقيلة تتعلق بالحصول على أموال من جهات أجنبية من دون الموافقة المسبقة للسلطات المختصة، الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد 23 و30 من القانون المتعلق بالجمعيات والمادتين 4 و8 من قانون جمع التبرعات.
وخلال التحقيق الابتدائي مع المتهمة “م.دالية”، صرحت أنها تعرفت على نائب القنصل الفرنسي المكلف بالأنشطة الثقافية، وبعدها عرضت عليه “مشروع جمعية أتليتيك نادي الجزائر العاصمة”، وكون جمعيتهم لم تكن تحوز على اعتماد، اتفقت معه على تقديم إعانة لهم، وهو ما تم عن طريق الحساب الخاص بنادي سيدي أمحمد، أين تلقت الجمعية مبلغ 500 مليون سنتيم سنة 2021، وبعدها تلقت الجمعية مبلغ 900 مليون سنتيم بتاريخ جوان 2022، مقدمة من القنصلية الفرنسية، وتم إيداع المبلغ بحساب الشركة المسماة “أم 3” المملوكة لوالدة المتهمة، وليس بحساب جمعيتهم.
وبعد سماع المتهم “ن.زين الدين”، صرح أنه بعد تنحي المتهمة “م. دالية” من النادي وبصفته أمين المال بالجمعية تلقى سنة 2023 مبلغ 60 مليون سنتيم ومبلغ 900 مليون سنتيم مقدمة من القنصلية الفرنسية وتم إيداع المبالغ في حساب جمعيتهم.
كما اعترف المتهم “زين الدين” أن المتهمة “م. دالية” تواصلت مع نائب القنصل الفرنسي بالجزائر المدعو “LAURANT” عن طريق الإيمايل الخاص بالنادي، حيث قامت بعقد صفقة عمل باسم نادي رياضي “أتلتيك نادي الجزائر العاصمة” وهذا خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تم تنظيمها بولاية وهران، حيث قامت “دالية” بتلقي مبلغ مالي مقدر بحوالي 900 مليون سنتيم عبر الحساب البنكي الخاص والمملوك لوكالة والدتها، مؤكدا أنه كان يجهل علمه بأن هذه الأموال دخلت في حساب وكالة والدة هذه الأخيرة، إلا بعد المشاركة في تظاهرة وهران.
كما أوضح لقاضي التحقيق أنه عندما سأل المتهمة عن سبب قيامها باستغلال اسم نادي رياضي “أتلتيك نادي الجزائر العاصمة” وأخذها المبلغ المالي لصالح الوكالة، أخبرته بأنها من أبرمت الصفقة وبررت ذلك بكونها ستقوم بتسديد أتعابهم في تظاهرة ألعاب الأبيض المتوسط .
ومن جهتها، أكدت المتهمة “م. دالية” خلال استجوابها من طرق قاضي التحقيق أنها كانت من ضمن مؤسسي النادي الرياضي “أتلتيك نادي الجزائر العاصمة” لكرة السلة كمتطوعة، إذ تم تعيينها كعضو بالجمعية إلى غاية تاريخ 14 أوت 2022 وكانت مكلفة بالإعلام والاتصال، كما كانت مدربة لكرة السلة لفريق الأصاغر ذكور وإناث، وكانت مسؤولة عن شراء لوازم الرياضية ومختلف الحاجيات.
وأضافت المتهمة في تصريحاتها أنه بتاريخ 15 فيفري 2020، بينما كانت متواجدة بملعب بن عكنون الجزائر، خلال مباراة لكأس العالم للمبارزة، التقت بالوزير السابق للشباب والرياضة “ر.برناوي”، وهناك حضر نائب القنصل الفرنسي بالجزائر “LAURANT”، حيث تبادلا أطراف الحديث لمدة من الزمن تقدر بحوالي 20 دقيقة، أين سألها عن النشاط الذي تقوم به، قبل مغادرته لعين المكان بتقديمه لها بطاقة معلومات بها اسمه ولقبه ورقم هاتفه الخاص.
وفي سنة 2021، تقول المتهمة اتصل بها الوزير السابق نفسه هاتفيا، أين أخبرها بأن المدعو LAURANT يود الحديث معها، حينها وافقت على الأمر، وبعد مرور حوالي يومين اتصلت بهذا الأخير هاتفيا وطلب منها أن تقدم له المشروع الخاص بالنادي الرياضي “أتلتيك نادي الجزائر العاصمة” لكرة السلة وقبلت العرض وتلقت فعلا الأموال كهبات لمساعدة النادي من حيث التجهيز والألبسة.