-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جنون (رعاة) البقر

عمار يزلي
  • 1333
  • 6
جنون (رعاة) البقر

يبدو أن العالم كله جُن! فالكائن العاقل إذا جُن جنونه بفعل مس أو “ماص” أو “ماصّةّ فوق الراس”، لا يمكنه أن يفكر بطريقة عقلانية! وهذه حال العالم “الديمقراطي” الأمريكي اليوم مع الجنون الرئاسي! إنه الكيميائي المزدوج: الجنون والمجون! العقلاء لم يعد أحد ينصت إليهم، والمجانين صاروا كثرا بسبب التهور وانحدار القيم التي كان العقل يعقلها ويربطها ويقيدها! وهذا ما يشبه كل الحالات التي كانت تسبق ظهور الأنبياء والمصلحين على رأس كل ألف أو 100 سنة. العالم يتدحرج كله بفعل تهور العقل وانزلاقه نحو المجون الأعمى وجنون العظمة والبقر! ونزوة الشهوات ونزوع نحو الغلو والتكبر والكِبْر. إنه الكذب على النفس قبل الكذب على الآخرين! الكل في محيط البيت الأبيض الداخل إليه والخارج منه.. وما أكثر الاستقالات في هذا البيت منذ دخول ترمب إليه، بات يتحدث عن كيمياء الكذب! حتى تيلرسون آخر وزير مُقال، صار يتحدث عن أزمة أخلاق وكذب غير مسبوق يهدد على حد تعبيره الديمقراطية والحرية في أمريكا! الكل صار يعرف أن الكذب الرئاسي في البيت الأبيض صار مثل الأوكسجين: في الزفير وفي الشهيق! والكاذب في أخلاقيات المجتمع الأمريكي ألعن من بقية الأثافي وتأتي حتى قبل الفجور والفسوق الذي يتبجح به الرئيس ترمب علانية! فالكاذب عندهم يمكن أن يفعل كل الموبقات المتبقية وغير المتبقية. والكذب السياسي هو جرم أخلاقي مؤسس للديكتاتوريات، وهو ركيزة أساسية في عقيدة “البراغماتية” التي تجعل الغاية تبرر الوسيلة. موسولوني في “الأمير”، لم يكن يشير إلى الخجل أو التقوى أو العفة في بلوغ المآرب، إنه يعتمد على المبتغى فقط! الهدف مهما كلف ذلك من فعل وعمل غير أخلاقي، لأن الأخلاق عند مثل هؤلاء ضعف!
في الواقع، أن الرجل ومعه كثير ممن يسجدون له في المشرق والمغرب ويسبحون بنزواته وضلالته، في حاجة إلى ترقية ليست عقارية… رقيا من عقّار! والعقّار في حكم لغتنا المحلية هو الجن المدسوس الذي يوسوس والذي يمنع ويثبط! الرجل بحاجة إلى رقيا! فلا مجال من شفائه، ولا يمكن حتى لـ 60 مليونا من الإنجيلين المسيحيين المتصهينين من ممارسة رقيا الـ “exorcisme” عليه، لإخراج المارد المتهور الماجن الذي يسكنه! الإنجيليون هم سبب جنونه وهم من يعمل لصالحهم للفور بولاية ثانية وربح الأغلبية في التجديد النصفي في الكونغرس نوفمبر القادم. فلا نعول على الرقية الإنجيلية، والحل هو بلحمر، ليخرج الجن الأزرق من هذا الأزعر.
نمت لأجد نفسي أرقي رجلا به مس، والجن يتكلم الإنجليزية رغم أن الشيخ لا يعرف حتى العربية! قبائلي قح!: رحت أضربه والجن الأمريكي يصرخ ويتوعد إيران وكوريا. قلت له: اليوم أنا ننوّض فيك الكوريّة! ورحت أكويه في كل جزء من جسده: في الرأس، في المسلان، في البطن، وأنا أقول: اليوم ندير فيك التّير كما درت التّير في العرب وسرقت وابتززت الملايير من الخليج.. اليوم نخمج لك المخ والعقل، ومن بعد نلتهى بالنتن ياهو صاحبك وباقي عائلتك الفضيلة في الرذيلة..! راح الرجل يتحدث بالأمريكية ويغرد..خارج السرب! هو يغرد، وأنا أغْرذْ (أضرب) حتى بدأ يتكلم بالقبائلية! عندها فهمت أن الجن قد ولى مدبرا ولم يعقب! عرفت ذلك لما صاح: I’m leaving! قل له: أخرج منها مذؤوما مدحورا وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
عندما أفقت وجدت نفسي لم أكمل قراءة خبر مقتل امرأة على يد راق، المتهم فيها جن أمريكي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • الشيخ عقبة

    إذا كانوا هم رعاة فنحن بقر .

  • جزائري

    نحن على ابواب عصر المسيح الدجال. بدأ هذا العصر بتغييب الحقائق حتى الدينية منها على لسان ما يسمى برجال الدين وفتاويهم وتعويضها بالاباطيل الزائفة. لقد تم تغييب الآيات وخطبة حجة الوداع اللتي تحرم سفك دماء المسلمين بعضهم لبعض وتعويضها بفتاوى باطلة تجيز سفك دماء بعضهم البعض. الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض المتأسلمين يجسدون المسيح الدجال

  • gugu

    جنون (رعاة) البقر وماذا عن جنون ( رعاة ) البعير هذا الجنون الذي للأسف تحول الى عدوى إنتقلت بل زارت بلدان عدة وتحولت بعد قرون الى خطر يهدد البشرية جمعاء

  • الطيب

    على الأمريكان الإلتفاف حول أنفسهم و حول مجتمعهم و تشريح ظاهرة " اطلاق النار في الوسط الجامعي و الثانوي " التي ينجر عنها سقوط عشرات الضحايا في كل مرة و منحنى الظاهرة في تصاعد مستمر بدل التغول خارج الحدود الأمريكية على شعوب مستضعفة لاحول و لا قوة لها !

  • مواطن

    حتى رعات الابل قد جنوا وصاروا لا يفرقون بين ما هو سلوك طبيعي انساني وما هو مرض وهستيريا. العرب صاروا اليوم يرون انفسهم علىحق في كل شيء رغم انهم امة لايميزون بين الحق والباطل حتتى في تعاملاتهم. صاروا اشرأمة ومصدر للعنف والااستقرار في العالم.

  • محمد

    "نيكولو ميكيافيلي" وليس "موسولوني" صاحب كتاب الأمير ...دليل الجيب للطغاة والمستبدين .