جيش الاحتلال الصهيوني يفتح تحقيقاً في تراجع أداء “القبة الحديدية”

قالت صحيفة عبرية، الأربعاء، إن جيش الاحتلال فتح تحقيقا في تراجع أداء منظومة “القبة الحديدية” بعدما اعترضت عددا قليلا من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وكانت موجهة لمناطق مأهولة.
وبحسب الصحيفة فقد تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف القريبة، إلا أن القبة الحديدية اعترضت عددا قليلا منها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الناحية العملية، يمثل هذا معدل نجاح بنسبة 67 بالمئة للقبة الحديدية في الرشقات التي تم إطلاقها من غزة بعد الظهيرة وهو رقم منخفض مقارنة بقدرات المنظومة في جولات التصعيد الأخيرة”.
وأضافت أن جيش الاحتلال يحقق في أداء منظومة الدفاع الجوي “الذي أظهر قدرات غير مسبوقة في العمليات العسكرية السابقة”.
مصادر عبرية: “الاحتلال سيفتح تحقيقاً في أداء القبة الحديدية بعد إخفاقها في اعتراض معظم الصـــواريخ التي أطلقت من قطاع غزة”. pic.twitter.com/Mz5S3r9x82
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 3, 2023
وتراجع أداء “القبة الحديدية” خلال الرشقات الأخيرة من غزة، الثلاثاء، جاء في وقت كان يفترض أن تكون فيه منظومة الدفاع الجوي جاهزة للعمل، على خلفية تحذيرات استخبارية مسبقة للجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة العبرية.
القبة الحديدية تحاول اعتراض عدد من الصواريخ انطلقت صوت غلاف غزة pic.twitter.com/FOwnjrsXNX
— حسن🇵🇸فِـلَسْـ𓂆ـطِين🇸🇾 (@Hasen58523668) May 2, 2023
وجاء إطلاق الصواريخ بعد الإعلان عن استشهاد الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” بعد خوضه إضرابا عن الطعام منذ اعتقاله داخل سجون الاحتلال في 5 فيفري الماضي.
وهاجم وزراء ونواب من الائتلاف الحاكم، وقيادات عسكرية في الاحتياط، ورؤساء مجالس استيطانية، الأربعاء، طابع الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على مستوطنات “غلاف غزة”، فيما عمّت حالة من خيبة الأمل على أداء “القبة الحديدية” في الرد على صواريخ المقاومة.
وقالت وزيرة “الاستيطان والمهام القومية” أوريت ستروك، في تصريح يبدو التطرف واضحاً فيه، إنّ “سكان غزة كان يجب أن يستيقظوا وقد دمرت عدة بنايات واغتيل عدد من كبار المسؤولين”.
واتهمت ستروك في مقابلة مع الإذاعة العبرية، اليوم الأربعاء، الحكومة التي تشارك فيها بأنها “تواصل سياسات الحكومة السابقة، حيث إنّ غزة لا تدفع ثمناً مقابل الإرهاب الذي تمارسه حركة حماس”، على حد تعبيرها.
من جانبها، أعلنت حركة “المنعة اليهودية” التي يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنّها لن تصوت إلى جانب الحكومة على مشاريع القوانين التي ستطرح اليوم في الكنيست، احتجاجاً على طابع ردود جيش الاحتلال على إطلاق الصواريخ من غزة.
ونقل موقع صحيفة “يسرائيل هيوم” عن “المنعة اليهودية” البرلمانية قولها إنّ الرد على إطلاق الصواريخ كان “ضعيفاً”.
وانضمت قيادات من حزب الليكود الحاكم إلى دائرة المنتقدين لسلوك الحكومة والجيش.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم الأربعاء، قال القيادي في حزب الليكود، النائب داني دانون، إنّه “عندما نقصف مخيمات عسكرية فارغة في ساعات متأخرة من الليل، فإننا نعمل فقط على تأجيل المواجهة القادمة”.
وكان قادة المستوطنات اليهودية في منطقة “غلاف غزة” أكثر حدة في توجيه الانتقادات للحكومة والجيش.
ففي مقابلة مع الإذاعة الرسمية، طالب رئيس المجلس الاستيطاني “أشكول” جادي يركوني، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، بالاستقالة إن لم يتمكنوا من استعادة الهدوء في المنطقة.
وانتقد رئيس بلدة “سديروت” ألون دفيدي، عدم إقدام الجيش على اغتيال قادة حركات المقاومة في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، أضاف دفيدي أنّ سلوك الحكومة والجيش “يبعث برسالة سيئة” لكل من الفلسطينيين والمستوطنين، و”خصوصاً رسالة أسوأ لإيران”.
أما المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال عاموس مالكا، فقد عزا ضعف الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ إلى ما أسماه “الانقلاب على النظام السياسي” الذي تنفذه حكومة نتنياهو.
يُشار إلى أنّ بعض دول العالم أبدت اهتماماً بالحصول على “منظومة القبة الحديدية”، ولا سيما أوكرانيا، التي طالبت بالحصول على المنظومة في إطار سعيها لتقليص تأثير الصواريخ الروسية التي تسقط على مدنها.