-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائريون يتذكرون الحادثة

حادثة لامبيز.. يوم فر 1200 سجين في ليلة رمضانية

صالح سعودي
  • 8847
  • 0
حادثة لامبيز.. يوم فر 1200 سجين في ليلة رمضانية
أرشيف

يتذكر الجزائريون حادثة فرار 1200 سجين من تازولت (لامبيز) بباتنة، في رمضان 1994، حيث شكلت حالة استنفار في عاصمة الأوراس، حيث تزامن ذلك مع أواخر أيام شهر رمضان الكريم، وقد انعكس سلبا على سكان المنطقة الذين لم يكونوا طرفا في العملية، إلا أنهم سددوا فاتورتها وتبعاتها من الناحية الأمنية والاقتصادية وحتى الرياضية، بسبب تشديد إجراءات حالة الطوارئ التي جعلت بلديات وجبال ولاية باتنة محل تمشيط الجيش وقوات الأمن، موازاة مع تدعيم الجماعات الإرهابية بعدد كبير من المجندين الفارين من سجن تازولت (لامبيز). وقد حدث ذلك اثر تواطؤ حارسين في مشهد شبيه لحادثة سجن سركاجي، خاصة في ظل وقوع العمليتين في وقت متقارب.

الدموي صحراوي وضع الخطة

ويعود التخطيط لحادثة فرار 1200 سجين من لامبيز” إلى الجماعة الإرهابية المتمركزة في الشرق بقيادة نبيل صحراوي المكنى (أبو إبراهيم)، حيث ربط المتهم في القضية “ع، ناصر” المدعو “صالح أبو يعقوب”، وأحد أفراد المجموعة اتصالات مع حارسيْن من حراس سجن “لامبيز”، أحدهما يكنى (الأسد) والآخر يكنى (فاتح) الذي قُتل أربع سنوات بعد حادثة الهروب الجماعي، وقد جرت بين الجماعة والحارسين اتصالات دورية تمهيدا لاقتحام الإرهابيين للسجن. وحسب اعترافات المتهمين في جنايات العاصمة خلال السنوات الأخيرة، فقد اقترح الحارسان أن تنفذ العملية وقت تناول الإفطار (آذان المغرب) في يوم رمضاني، حيث يتزامن ذلك مع تواجد الحراس داخل المطعم من دون أسلحة، فيما يتكفل الحارسان بفتح أبواب السجن، كما استعانا بمسدسين وكلاشنيكوف منحا لاحقا للمساجين الهاربين لمقاومة ومواجهة بقية الحراس.

“البوبية” ضيعت الصعود وانعكاسات سلبية على السكان

وكانت جنايات العاصمة قد فتحت في وقت سابق قضية اقتحام سجن تازولت بباتنة في عدة جلسات، من خلال محاكمة عديد المتهمين في الضلوع وراء تلك العملية الإرهابية التي وصفها مراقبون حينها بمثابة “النفس الثاني للإرهاب” في الجزائر خلال سنوات المأساة الوطنية، بعدما ساهمت في تدعيم صفوف المجموعات المسلحة بعدد كبير من المجندين الجدد من المساجين الفارين. وكان لهذه الحادثة تأثيرات وتبعات سلبية على المنطقة من الناحية الأمنية والاقتصادية وحتى الرياضية، بدليل ما حدث لمولودية باتنة التي ضيعت الصعود إلى القسم الأول بسبب طبيعة الرزنامة التي أرغمتها على اللعب خارج القواعد وتأجيل مبارياتها المبرمجة في مركب أول نوفمبر بباتنة لأسباب أمنية، ما جعل الكلمة تعود في النهاية لفريق شباب قسنطينة.

وحسب بعض التقارير فقد أسفرت تلك العملية الإرهابية عن فرار 1200 سجين بينهم متورطون في قضايا سرقة وقتل وإرهاب، مع استيلائهم على 5 قطع من مختلف الأسلحة من صنف مسدسات و3 رشاشات جماعية، و50 قطعة سلاح أخرى، إضافة إلى 51 قنبلة مسيلة للدموع ومجموعة من الأغلال، و25 قطعة سلاح من صنف “مات 51” و16 بندقية نصف آلية.

وتولى بعد ذلك أمير الجماعة الإرهابية نبيل صحراوي عملية تقسيم الهاربين إلى ست مجموعات تضم كل واحدة 200 فرد، حيث تم توجيههم إلى جبال عين كرشة بأم البواقي، تاغدا والشلعلع بباتنة، كما وظف المركز الكائن بجبال وستيلي لإيواء المساجين المتطرفين الفارين من سجن تازولت قبل تحويلهم إلى مناطقهم الأصلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!