-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحذيرات أمريكية رافقت مباحثات جزائرية نيجرية

حبل واشنطن حول رقبة “حفتر” لمنعه من الانزلاق

محمد مسلم
  • 6045
  • 0
حبل واشنطن حول رقبة “حفتر” لمنعه من الانزلاق
أرشيف

أعادت المناورات والاستفزازات التي يقوم بها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، ليبيا إلى الواجهة بصفتها بلدا مهددا للاستقرار في المنطقة المغاربية ولاسيما منطقة الساحل، التي تعاني منذ سنوات من هشاشة أمنية جلبت القوى الاستعمارية التقليدية إلى المنطقة لسرقة ونهب ثرواتها الثمينة.
وغداة التحركات المشبوهة للجنرال الليبي المتمرد على حكومة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، والذي حرك ميليشياته باتجاه الحدود الجنوبية الغربية المحاذية لكل من الجزائر والنيجر، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بمساع الهدف منها احتواء أي تصعيد في المنطقة، وعدم التحاقها بالأزمات الكبرى الحالية، على غرار الوضع في الشرق الأوسط، والحرب الروسية الأوكرانية، والوضع في السودان.
وفي هذا الصدد، التقى المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تونس مع وزير الشؤون الخارجية التونسي نبيل عمار، الإثنين، وهناك صرح بأن واشنطن ترفض “فرض الحلول بالقوة من قبل أي طرف”، في إشارة واضحة إلى محاولات الجنرال الليبي المتقاعد، فرض أجندته بالقوة ومحاولة توسيع نفوذه في ليبيا، على حساب الحكومة المعترف بها دوليا.
وتهدف تحركات ميليشيات خليفة حفتر، التي تتخذ من الشرق الليبي مقرا لها، إلى محاصرة العاصمة الليبية طرابلس، ومحاولة تطويقها بمدّ نفوذها إلى الجنوب، وذلك بدعم من بعض الدول، وعلى رأسها كل من مصر والإمارات وروسيا، ويستشف هذا من خلال استقبال السلطات المصرية لرئيس حكومة شرق ليبيا غير المعترف بها دوليا، أسامة حماد، ورد طرابلس بطرد دبلوماسيين مصريين.
ولا تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بخليفة حفتر كقائد للجيش الليبي بل “قائد لميليشيا تعمل خارج القانون”، بينما تنظر إلى حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة على أنها الحكومة الوحيدة والشرعية في ليبيا، ومن ثَـمَّ فهي ترى أن ما يقوم به حفتر ومن يحركه من خلف الستار، إنما الهدف منه تقويض السلطات الشرعية في طرابلس، ومحاولة فرض طرف ما الحلول بالقوة على الطرف الآخر في تحد لما اتفقت عليه المجموعة الدولية.
وتزامنت تحركات المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا، مع تحركات جزائرية نيجرية، تمثلت في زيارة رسمية قادت رئيس حكومة ووزير الاقتصاد والمالية لدولة النيجر علي محمد لمين زين إلى الجزائر، سلم خلالها رسالة خطية للرئيس عبد المجيد تبون من رئيس المجلس العسكري بالنيجر عبد الرحمن تياني، ما يؤشر على وجود تنسيق جزائري نيجري وتونسي أمريكي، لمحاصرة القلاقل التي تريد بعض الأطراف الإقليمية والدولية زرعها في المنطقة.
وإن كانت تحركات خليفة حفتر خارجة عن إرادته، كونه مدفوعا من قبل أطراف معروفة بمناوراتها، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك أوراقا ضاغطة على زعيم ميليشيا الشرق الليبي لا يستطيع مقاومتها، وهو تورطه في جرائم قتل خارج القانون رفقة أولاده.
فقد أدين حفتر في صائفة 2022 من قبل القضاء الأمريكي الذي ألزمه بدفع تعويضات لعائلات ليبية تتهمه بارتكاب عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء، كما اتهم بعدم التعاون مع القضاء. ومعلوم أن جرائم التعذيب والقتل خارج القانون لا تسقط بالتقادم، وهو ما يجعل حفتر وأولاده تحت طائلة الاعتقال في أي لحظة، تماما كما حصل مع نجله صدام الأسبوع المنصرم في إيطاليا، عندما تم إيقافه بينما كان يهم بمغادرة التراب الإيطالي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!