-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى نتجنَّب فتنتهم

حتى نتجنَّب فتنتهم
ح.م

كلما اطلعتُ على التهديدات التي باتت تَعرفها الدول الأكثر تصنيعا في العالم، والتي ما فتئنا نراها كنموذج أحيانا للرَّشَادة في التسيير وللديمقراطية، تأكد لي الخلل في الرؤية لدينا من حيث أولويات النقاش  السائد بيننا وطبيعة الحلول.

 كل دول العالم القوية تتحدث نخبها عن الخوف من الغرق الاقتصادي والاجتماعي، وأحيانا عن الخوف من الدخول في حروب أهلية نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بها، وليس لسبب آخر…

أمريكا القوة العظمى أصبحت تخاف من أن تتحول الثلاثمائة مليون قطعة سلاح التي يملكها مجمل السكان إلى أدوات صراع بينهم بعد أن كانت أدواة حماية، والرئيس دونالد ترامب يتحدَّث عن خوف من سقوط النظام الأمريكي اقتصاديا، ويعلن  يوم 25 جوان الماضي عن ضخه أكبر مبلغ  من الأموال لانعاش الاقتصاد الأمريكي لم يسبق له مثيلٌ عبر التاريخ أي 2200 مليار دولار لعل وعسى… 400 مليار دولار لدعم الشركات الصغيرة، و500 مليار للشركات الكبرى، فضلا عن المساعدة الاجتماعية للمواطنين وللبحث العلمي ولمكافحة كوفيد 19…

الصين من جهتها، لا تتوقع، رغم كافة وسائل التدخل لديها، أن تزيد نسبة نموِّها هذا العام عن 1% وهي النسبة الوحيدة الإيجابية في اقتصاديات العالم الرئيسة، التي ستكون بالسالب جميعها في حدود -4.9 بالمائة حسب التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي الصادر يوم 24 جوان عن آفاق الاقتصاد العالمي.

وفي فرنسا يتحدث الخبير الاقتصادي  Olivier de la marche في حوار له يوم 18 جوان الماضي عن انهيار خطير وشيك لاقتصاد هذا البلد، بل ويشير إلى وجود مؤشرات على امكانية اشتعال حرب أهلية به بين ميليشيات الكاتون، اليهود، العرب، الشيشان… التي أصبحت تمتلك أسلحة كلاشينكوف كما حدث في مدينة Dijon منذ أسبوعين.

وهكذا في أغلب بلاد العالم، بما في ذلك المتقدِّم، تتزايد مخاطر الانهيار والتفكك، بسبب انعكاسات الوضع المالي والاقتصادي على الناس،  أن ننتبه إلى حالنا من هذه الزاوية التي بات يعاني منها أغلب الجزائريين، ونسعى إلى تركيز النقاش حول بدائل الحل الاقتصادي والاجتماعي، يدفعنا البعض، عمدا أو عن جهل، إلى طرح قضايا ليس هذا أوانها، كتلك التي تتعلق بالدستور والهوية والتاريخ…

والواقع أننا اليوم في سفينةٍ نُريدها أن ترسو على بر الأمان، علينا أن نبحث عن أفضل الحلول للمشكلات التي تعترضها، لا أن نثير فتنة بين رُكَّابها، مَن يكونون ومِن أين جاؤوا… ونحمد الله أن بهذه السفينة كافة الخيرات، وليس بها كثير التعقيدات، ولا أحد له عليها ديون، وبوعينا بما ينبغي أن تكون عليه أولويتانا، الاقتصادية والاجتماعية، سنفوِّت الفرصة عن مَن يريد لنا عكس ذلك، ونستعيد الأمل في أننا يمكن أن ننتصر، لا تحدث بيننا الفتنة التي عنها يبحثون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • موريا زارا

    الماريشال كورونا جاء ليرفع الظلم والطغيان والاستبداد البشري من الارض
    البشر يبحثون عن علاج ولقاح لكن هيهات ثم هيهات لا تتعبوا انفسكم فالعلاج الوحيد هو رفع ظلمكم وطغيانكم وفورا
    كورونا سيستمر بالانتشار والغزو مادمتم مصرين علي ظلمكم وطغيانكم
    عودوا الي رشدكم عودوا الي فطرتكم

  • محمد قذيفه

    الشعب لم يطلع على الدستور ، ،

  • نحن هنا

    هم يستشرفون المستقبل ويتوقعون الاسوأ لإيجاد الأفضل لرفاه شعوبهم أما نحن فنأمل الافضل ونستبعد الأسوأ ونصنع القيود لتصفيد الشعب

  • جزائري

    احترم مقالاتك يا سيد قلالة لكنني ساختلف معك هذه المرة في شيىء مهم . هذا الشيىء هو ان السفينة بها كل شيىء لكن ينقصها الاهم وهو العقل الحكمة الثقافة القيم اللتي لا تعرف كيف تتصرف بما هو موجود في السفينة حتى تغرق السفينة بكل ما فيها . نعم نحن ثقافة تهريج وعدم حكمة في ترتيب الاولويات ولا نفرق بين ما هو مهم وما هو تهريج . بل نضع التهريج في اول المهام الرءيسية لاننا بكل بساطة لا نميز بين الغث والسمين . هذا ما اهلك اسلافنا وما قد يهلكنا اليوم . نحن نخوض مع الخاءضين يعني اذا طبل احدنا فلا احد يتمالك نفسه كي لا يرقص حتى وان كان الرقص سيادي الى الانتحار .

  • ابن الجبل

    علينا أن نبحث عن أفضل الحلول لمشكلاتنا ، لا أن نثير الفتنة بين أبنائها . ونحمد الله ، أن الجزائر أنعم الله عليها بكل الخيرات ... وبوعينا ، سنستعيد الأمل الذي سننتصر به على الأعداء .