-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حديث الثورة!

الشروق أونلاين
  • 6850
  • 9
حديث الثورة!

الاحتجاجات التي تحدث هنا وهناك، في العاصمة وغيرها من الولايات الداخلية، وحديث البعض عن رفع مصالح الأمن لحالة التأهب، مع انطلاق حملة مضادة على الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لوأد فتنة مزعومة، كلها مؤشرات تدل على أننا مازلنا، حكاما ومحكومين، نشعر بالخوف من أي كلام عن الثورة، رغم أن هذه الأخيرة، ليست شرّا بالمطلق، ولا خيرا بالمطلق في الوقت ذاته!

  • بمعنى أن حديث السلطة عن وجود الجزائر بمعزل عن الثورات العربية التي وقعت في بلدان مجاورة، هو حديث زائف ومفبرك، يشبه في تفاصيله ما كان يردده أقطاب النظام المصري عن تونس سابقا، وما قاله أتباع القذافي بخصوص مصر، وهو الحديث ذاته المتمسك به نظام الرئيسين اليمني والسوري، رغم أن هذا الأخير، مافتئ يواجهه بالتقتيل والترهيب، حتى إذا صفّى نصف الشعب، حكم النصف الآخر!
  • الأسطوانة التي تقول أيضا أن الجزائر عاشت ثورتها قبل عقدين من الزمن، وأدخلت إصلاحات مهمة في الحياة السياسية والتعددية في البلاد، لم تعد تقنع أحدا، والدليل أن الرئيس بوتفليقة ماضٍ في سياسة الإصلاحات لاقتناعه أن الشعب يريد المزيد، ولن يكتفي بتعددية زائفة، وإعلام منغلق، وبرلمان فاقد الشرعية، وطبقة سياسية منافقة. كما أن رياح التغيير لابد من مواجهتها بعواصف من الإصلاح وترتيب البيت الداخلي، خصوصا أن الفتن والمؤامرات، تحضر بقوة في مثل هذه الأوقات، ومصدرها الأكثر مبعثا للقلق والخطورة، يكمن في الداخل المندّس أكثر منه في الخارج المفضوح.
  • وعليه، فإن حروب الردة التي وقعت ما بعد ثورة أكتوبر 88، مثلما يسميها النظام، وتطلق عليها بعض النخب أيضا، تكاد تمهِّد في الوقت الحالي لثورات كبيرة من أجل تصحيح المسار، والعودة إلى المنطلق الصحيح، بعيدا عن عصابات الخطف السياسي، ورهن الإرادة الشعبية والسطو على المقدّرات الوطنية، وإجهاض وتهجير العقول المبدعة، سياسيا وفكريا، واقتصاديا وثقافيا.
  • رياح التغيير القادمة شرقا وغربا وجنوبا، لن تتوقف إلا بوجود نية حقيقية وسليمة، متبوعة بإجراءات عملية، الهدف منها التأكيد، بأن الإصلاح غاية الأغلبية، وليس وسيلة تتخذها الأقلية للبقاء في السلطة، لذلك فإن أولى خطوات الإصلاح تتمثل في كنس الوجوه القديمة التي عاثت فسادا في كل مكان تولّت مسؤوليته، وماتزال حتى الآن تنتقل من الأحادية للتعددية، ومن الشمولية للديمقراطية، ومن كبت الحريات إلى المناداة بإطلاقها، وكأنها تغيّر أقمصتها حسب الفصول، وترتدي الثوب المناسب للزمن المناسب ضمانا للاستمرارية في ظل التغيير المزيف!
  • الشعب ليس غبيا، وشباب الفايسبوك الذين يقفون في وجه ما يصفونها مؤامرات خارجية، معنيون بالمساهمة في التغيير من الداخل وبدء الإصلاح الذاتي أوّلا، قبل الحديث عن أيادٍ خارجية خبيثة، كما أن الخيار الأمني الذي يريد البعض مباركته وتشجيعه باقتراح الرجوع للخلف والتعامل مع الاحتجاجات وفقا لقانون الطوارئ، هو خيار فاشل ويمثل نصف الحل فقط، كما أنه معروف العواقب، والدليل أن جميع الثورات التي وقعت هنا وهناك، لم تنفع أي قوة أمنية في توقيفها مهما بلغ حجمها وقوتها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • aminoss

    thanxX to n3

  • salim

    الثورة يخطط لها الرجال و ينفذها الرجال و يرثها الرجال يا صحب التعليق رقم1 المغفل

  • الورقلي

    اقول ان لجزائر ليست في معزل عن الثورات العربية ان كل مواطن يعيش في هذا البلد يحس فعلا بهذا الغليان ان لم تسرع الدولة بكل مؤسساتها لحوار جاد مع الفاعليين السياسيين الجادين ستنهار الامور بسرعة وارجو ان لا يكون هذا هنا في الجنوب الجزائري و بضبط في الجهة الشرقية

  • كريم عنابة

    يجب أن نحافظ على وطننا الغالي، و أن لا ننساق لما يحاك لهذا البلد العزيز الذي ضحى عليه الشهداء بالأمس ويضحي عليه أولادنا و خيرة رجالنا كل يوم، و أن نتعاون لإصلاح أمرونا حتى نتفاد الإستعمرات الجديدة و الطامعة.

  • ثوري مننظر

    ريــــــــاح التغييــــر قــــادمــــة ... لا محـــالــــة

  • jihad

    السلام عليكم:
    نحن مع التغييرلا مع الفوضى و إذا كان التغيير سيدخلنا في صراعات داخلية لا يمكن السيطرة عليها واستغلالها من طرف المتآمرين المعروفين على الجزائر فنحن لا نريد أي صراع نحن نريد إصلاحات ملموسة وهذه الإصلاحات لا يمكن أن يحدثها المسؤولين فقط فالشعب هو العنصرالأهم في معادلة التغيير لأننا نصنع الرشوة و المحسوبية و اللا مبالاة في مؤسساتنا و حتى في بيوتنا و في الأخير "الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" يجب أن نتعلم من أخطاء غيرنا فالتغيير بأيدينا أما الثورة فمن يعلم عواقبها؟...

  • المحايد

    يا اخي الصحفي الظاهر انك تحب الثورات وادا اردت نصيحة فعليك الدهاب الى ليبيا او مصر او تونس او سورية او اليمن هناك تستطيع كتابة مقالاتك وكدا تعليقاتك
    والاهم من دلك تحريضاتك ، نحن كرهنا العشرية السوداء وعانينا مناه ولم نصدق ان رئيسنا اخرجنا من دوامة الارهاب والمشاكل السياسية وها انت الان تتحدث عن الثورة وما الثورة
    لا نريد ثورة نحن بخير وعلى الف خير ان كنت محتاج الى ثورة فادعوك ان تخرج من الجزائر الى من هم في ثورة وهناك تجد راحتك فدعك من التحريص والكلام الدي كرهه الجزائريون

  • كمال الدين

    اقول لا حولا ولا قوة الا بالله عانت الجزائر الويلات وضحت وضحت 10 سنوات
    فاي تغير وايةى ثورة التي يديرها الاوربيين والامريكيين؟ كفنا غباء ؟

  • يونس

    قديما قيل أن "الثورة يخطط لها المثاليون و ينفذها الفدائيون و يرثها المرتزقة" أما اليوم فإني أقول و بكل أسف أن "الثورة يخطط لها الماكرون و ينفذها الأغبياء و يرثها الخونة"... و التاريخ بيننا...لأن التاريخ لا يكتب بصيغة الحاضر...؟؟؟ قريبا ستنكشف كثير من الأمور كانت مخفية؟؟ ماذا كان يقول العراقيون عن صدام أنه ديكتاتوري. اسألوا الآن العراقيين أنفسهم الذين كانوا يقولون عن صدام هذا الكلام؟ أترك الجواب لكم أنتم الصحفيون للإجابة عنه؟ فأنتم الذين تدعون معرفة خبايا الأمور أليس كذلك؟