-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حديث عن الكرامة؟!

الشروق أونلاين
  • 3947
  • 0
حديث عن الكرامة؟!

ليس جديدا القول إنّ الإحباط الشعبي هو حالة عامة يعيشها العالم العربي، ويحاول النظام الرسمي، المتشابهة ألوانه والمختلفة أسماؤه عبر الأقطار العربية المفككة جغرافيا، الموحدة استبدادا، استغلاله عبر عدة طرق وأساليب ومناهج؟!

  •  
  • ففي مصر التي فقدت وصف الشقيقة الكبرى، حين قام نظامها ببيع الآخرة لحساب لقب أم الدنيا، وداس على كل المصالح العربية من خلال تواطئه مع العدو، حيث أضحت تل أبيب أقرب للقاهرة من الجزائر والدوحة! يتسع الإحباط مع توسع الدور السياسي المتخاذل للنظام، وفقدان بوصلته في القيادة، لكننا هنا لا نبرئ نظاما عربيا واحدا من الوقوع في الفخ ذاته، وممارسة التضليل نفسه ضد الشعوب جمعاء، خصوصا أننا نعيش في زمن الدول التابعة والأنظمة اللاشرعية، والمواطنة المغتالة؟!
  • “كرامتنا في كرتنا”، شعار رفعه المصريون من شدة الإحباط المختلط بالتضليل، وصانه الجزائريون كمبدأ ثابت لا يتحول، رغم أن العقلاء في الجانبين، باتوا يدركون تماما أن الكرامة ليست مجرد كرة، وهي لا تتحقق فقط بالتأهل لمنافسة دولية محترمة، حتى ولو كانت المونديال، بل إنها أكبر من ذلك بكثير؟!!
  • الكرامة تتجسد في المواطنة، وفي توفير رغيف خبز نظيف ومنصب عمل شريف، بالتساوي وللجميع، الكرامة تتجسد في صون حق المواطن بانتخاب مسؤوله ورئيسه، فأي كرامة ستبقى للمصريين إذا ورثهم نجل الرئيس وكأنهم قطعة أثاث أو مجرد حساب بنكي مفتوح؟! الكرامة تتجسد بتطهير أجهزة الدولة من الفساد، وباحترام العقول قبل الأقدام، وإعطاء الفرصة كاملة لتعاقب الأجيال والتداول على السلطة وبناء البلاد ورسكلة العباد؟!
  • الكرامة تتلخص في رفع الحظر عن الحق في الحياة من طرف أنظمة باتت تمارس دور ملك الموت، وتصادر حرية الأفراد، دون اكتراث ولا اعتذار ولا خجل، فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!
  • صحيح أنّ الكرة أحيت الوطنية في كلا البلدين، فالهزيمة أيقظت شيئا مفقودا في مصر، تماما مثلما أحيا الانتصار أشياء عدة كانت مفقودة لدينا، نحن الجزائريين، لكنها لم تُعِد الكرامة لنا كاملة، ولم تحقق الاستقلال الثاني المنتظر، وكلاهما لا يحتمل التجزئة ولا المحاصصة، فالاستقلال الذي ننشده هو استقلال عن الفساد والبيروقراطية وعن الإرهاب والفقر والانبطاح الرسمي.. حينها فقط، نقول للكرة شكرا، لمساهمتها الفعالة في معركة الكرامة والمواطنة، لكن الكثير مايزال في انتظارنا لتحقيقه؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!