حرارة استثنائية وإنزال على الشواطئ

شهدت العديد من الولايات الشمالية والداخلية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، موجة حر استثنائية، قاربت 40 درجة تحت الظل، ما دفع بالعائلات إلى التوافد بكثرة على مختلف شواطئ البحر، أين استمتع الأطفال والشباب وحتى النساء والرجال بالسباحة ومداعبة أمواج البحر، قبل الدخول الرسمي لموسم الاصطياف..
عاش الجزائريون، خلال الأيام الماضية، حرارة تجاوزت معدلها الفصلي بكثير، أين لجأت الكثير من المساجد والمؤسسات الرسمية الى تشغيل مكيف الهواء، ولجأ مواطنون لارتداء الملابس الصيفية الخفيفة في تدشين غير رسمي لموسم الاصطياف قبل الوقت.
ووجد الكثيرون في الشواطئ ملاذا للهروب من الحر والاستمتاع ببرودة البحر الذي كان هادئا وجميلا على طول السواحل، ما شجع العائلات على الإقبال عليه بكثرة وكأننا في شهر أوت أو جويلية أين اكتسحت المظلات الشمسية الكبيرة “الباراسول” الشواطئ وأطلق الأطفال والشباب العنان في السباحة واللعب في الرمال الذهبية خاصة مع بداية العطلة الصيفية للمتمدرسين.
دخول غير معلن لموسم الاصطياف
“الشروق” رافقت العائلات في الاستمتاع بزرقة البحر، في شاطئ “العقيد عباس” ببلدية دواودة، الذي يعتبر من أكبر وأطول الشواطئ بولاية تيبازة ويمتد على مدى العديد من الكيلومترات، الذي كان مساء الجمعة مكتظا بالمواطنين، لدرجة أن العشرات من السيارات لم تجد مكانا للركن، ولجأ رجال الدرك إلى تنظيم حركة المرور وتأمين “المصطافين”، بالرغم من عدم تدشين موسم الاصطياف، وما زاد من إقبال المواطنين على الشواطئ هو مزامنة ارتفاع درجات الحرارة مع عطلة نهاية الأسبوع، وهدوء البحر وبداية العطلة الصيفية، وهي العوامل التي شكلت إنزالا عائليا على شواطئ البحر بالرغم من عدم وجود الحراسة، وهو الأمر الذي يشكّل خطورة على الأطفال وحتى الشباب لأن شاطئ العقيد عباس معروف بخطورته بسبب الفراغات والحفر المائية التي يتميّز بها ما يجعل السباحة فيه تشكل خطرا كبيرا، خاصة بالنسبة للمواطنين الذين لا يعرفون طبيعة هذا الشاطئ الكبير والواسع، واضطر رجال الدرك مساء الجمعة إلى بذل مجهود كبير في تنظيم الوافدين على الشاطئ وتقديم نصائح للمواطنين بتفادي المخاطرة بالسباحة بعيدا عن أعين الحراسة خاصة بالنسبة للأطفال الذين استمتع الكثير منهم بالسباحة وأطلقوا العنان لأنفسهم للاستمتاع بالبحر بعد موسم شاق من الدراسة والجد، وهذا ما من شأنه تشكيل خطورة عليهم في ظل غياب أعوان حراسة الشواطئ من الحماية المدنية.
تلاميذ البكالوريا و”البيام” يصنعون الحدث
في أثناء تواجدنا في شاطئ البحر بعد عصر يوم الجمعة، ورغم الاكتظاظ الكبير للوافدين، لمحنا مجموعة من الأطفال والفتية يتنافسون في إلقاء أنفسهم في البحر “تشبيكات”، وهو يصرخون ويرددون عبارة: “إن شاء الله الباك”.. “إن شاء الله البيام”.. ولما اقتربنا للاستقصاء عن الأمر، حدثنا أحد الأولياء أن ابنه الذي سيجتاز امتحان البكالوريا، ففضل رفقة أقرانه أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بالبحر للتخلص من الضغط والتوتر، ونفس الأمر لابنه الأصغر الذي سيجتاز امتحان شهادة التعليم المتوسط، والذي جعل من السباحة فرصة أيضا للابتعاد قليلا عن توتر وقلق الدراسة.
وكان هؤلاء المتمدرسون الذين سيجتازون الامتحانات النهائية مرفقين بأوليائهم الذين شجعوهم على الاستمتاع بالبحر لتوفير جو من المرح والسعادة بعيدا عن ضغط المراجعة والخوف من الامتحان..