حراس.. حرسوا المونديال

الفرنسيون يكنون التقدير للحارس هوغو لوريس الذي أنقذهم من هزيمة مؤكدة أمام بلجيكا، والكرواتيون يعترفون بما قدمه حارسهم سوبازيتش طوال المباريات ليصلوا لأول مرة في تاريخهم إلى الدور النهائي، والبلجيكيون يعتبرون ما صنعه حارسهم كورتوا أمام البرازيل هو الذي مكّنهم من الفوز على المنتخب الكبير، والإنجليز يبصمون على أن أحسن عنصر في تشكيلة المدرب سوثغات هو حارسهم الصغير بيكفورد.

فبعيدا عن الهفوات التي ارتكبها الحارس الألماني نويير، والحارس الإسباني ديخييا وتسببت في خروج منتخبين كانا مرشحين للتتويج باللقب، إلا أن مونديال روسيا أعاد الاهتمام بهذا المنصب الحساس في أي فريق أو منتخب، وهو منصب بعيد جدا عن أعين المختصين في اللعبة، بدليل أن بوفون على مشارف التقاعد ولم يحصل على الكرة الذهبية، ونويير فاز بكل شيء في سنة 2014 ولم يُمنح هذه الجائزة التي بقيت حكرا على الذين يقذفون الكرة وليس الذين يوقفوها، ويسجلون الأهداف ولا يمنعوها.

لم يحدث في تاريخ المونديال وأن نجح الحراس في جلب الانتباه بهذا الكم والنوعية كما حدث في مونديال روسيا، فقد عرف العالم، الحارس السوفييتي ليف ياشين في ستينيات القرن الماضي، ثم اعتبروا مايير الألماني الأحسن في سبعينيات القرن الماضي، ليدخل زوف وبفاف ودساييف وشوماخر عالم الشهرة في سنوات الثمانينات، ولكنه لم يحصل وأن صنع حارس مرمى مجد منتخب بلاده كما فعلها لاعبون كانوا يفوزون لوحدهم بمباريات في منتهى الصعوبة والتعقيد.

في مونديال روسيا شاهدنا لقطة الحارس الإنجليزي بانكس الشهيرة عندما أوقف رأسية بيلي في سنة 1970، في عدة مناسبات، وشاهدنا حراس يستلهمون من كرة اليد في الانفرادات، ومن الكرة الطائرة في الركنيات، وإذا كانت كل مباريات المونديال باستثناء مباراة واحد انتهت بالتعادل السلبي، قد شهدت تسجيل كما كبيرا من الأهداف فإن حراس المرمى هم الذين منعوا الفاتورة من أن تكون ثقيلة على منتخبات بلادهم.

لوريس كان أحسن من غريزمان، وكورتوا كان أفضل من هازارد وبيكفورد كان أرقى من هاري كين، ومع ذلك فإن الكرة الذهبية ستسلم للاعب ميدان إلى أن يتذكر المختصون ذات مونديال صاحب الرقم 1.